تفاصيل استرداد مصر رفات مارمرقس الرسول من روما.. فى ذكراه الـ56
تحتفل الكنيسة اليوم بذكرى واقعة استلام رفات مارمرقس الرسول بروما فى السنة العاشرة لحبرية البابا كيرلس السادس وهو البابا المائة والسادس عشر فى سلسلة باباوات الكرازة المرقسية، ففقد حدثت فى مثل هذا اليوم 15 بؤونة من سنة 1684 للشهداء الموافق 22 من شهر يونيو 1968م.
وذكرت الروايات التاريخية، أن الوفد الرسمى الموفد من قبل البابا كيرلس السادس تسلم رفات القديس مار مرقس الرسول والبطريرك الأول للكرازة المرقسية من يد البابا بولس السادس بابا روما فى القصر البابوى بمدينة الفاتيكان.
وكان الوفد مؤلفا من 10 مطارنة أساقفة بينهم 7 من الأقباط و3 من المطارنة الأثيوبيين و3 من الأراخنة، أما المطارنة والأساقفة فهم على التوالى بحسب أقدمية الرسامة: الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا وطما وتوابعها رئيس الوفد، الأنبا ميخائيل مطران أسيوط وتوابعها والأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة وتوابعهما، والأنبا بطرس مطران أخميم وساقلته وتوابعهما والأنبا يوأنس مطران تيجراي وتوابعها بأثيوبيا والأنبا لوكاس مطران أروسى وتوابعها بأثيوبيا والأنبا بطرس مطران جوندار وتوابعها بأثيوبيا والأنبا دوماديوس أسقف الجيزة وتوابعها، والأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات اللاهوتية العليا والثقافة القبطية والبحث العلمي والأنبا بولس أسقف حلوان وتوابعها.
وأما الأراخنة المدنيون بحسب ترتيب الحروف الأبجدية فهم إدوارد ميخائيل الأمين العام للجنة الملية لأوقاف البطريركية وفرح إندراوس الأمين العام لهيئة الأوقاف القبطية والمستشار فريد الفرعوني وكيل المجلس الملي بالإسكندرية.
وغادر وقتها الوفد البابوى السكندرى القاهرة بعد ظهر يوم الخميس 23 بؤونة سنة 1684 ش الموافق 20 يونيو سنة 1968 م فى طائرة خاصة يرافقه فيها نحو 90 من أراخنة القبط بينهم سبعة من الكهنة.
وكان فى استقبالهم بمطار روما بعض المطارنة والكهنة موفدين من قبل البابا بولس السادس وسفير جمهورية مصر العربية لدي الفاتيكان.
وتحددت الساعة الثانية عشرة من صباح يوم السبت 15 بؤونة الموافق 22 يونيو لمقابلة الوفد البابوي السكندري لبابا روما وتسلم رفات مار مرقس الرسول وقبيل الموعد المحدد بوقت كاف تحرك الركب المؤلف من الوفد البابوي السكندري وأعضاء البعثة الرومانية الكاثوليكية برياسة الكاردينال دوفال كاردينال الجزائر ومعه المطران فيلبرا اندز أمين عام لجنة العمل على اتحاد المسيحيين والمطران أوليفوتي مطران البندقية (فينيسيا) وثلاثة من الكهنة في موكب رسمي وقد أقلتهم سيارات الفاتيكان الفأخرة تتقدمها الدراجات البخارية إلى القصر البابوي بمدينة الفاتيكان.
وفي الساعة عشرة تماما دخل الوفد البابوى السكندرى يتقدمه الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا رئيس الوفد يتبعه المطارنة والأساقفة بحسب ترتيب الرسامة ثم الأراخنة، وكان البابا بولس السادس عند مدخل مكتبه الخاص واقفا يستقبل رئيس وأعضاء الوفد الواحد بعد الأخر ثم جلس على عرشه وجلس أعضاء الوفد وبدأ البابا بولس السادس يتكلم وهو جالس يحيى الوفد ومشيدا بالبابا كيرلس السادس وبكنيسة الإسكندرية ويهنئ بافتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة وباستلام رفات مار مرقس الرسول، ورد الأنبا مرقس رئيس الوفد بكلمة قصيرة قال فيها، إنه يحمل إليه تحيات أخيه بابا الإسكندرية ثم سلمه خطابا من البابا كيرلس السادس يوجه فيه الشكر إليه ويفيده بأسماء أعضاء الوفد الرسمى الذين انتدبهم نيابة عنه لاستلام رفات مار مرقس الرسول ثم نهض البابا بولس ونهض أعضاء الوفد معه وحمل بابا روما ورئيس الوفد السكندرى معا الصندوق الحاوى لرفات مار مرقس وسار الكل اثنين اثنين فى موكب رسمى وانتقلوا من مكتب البابا إلى قاعة كبيرة كانت قد أعدت لاستقبال الأقباط المرافقين للوفد الرسمي ليشهدوا اللحظة المقدسة السعيدة، ووضع صندوق الرفات على مائدة خاصة ثم تقدم الحبر الروماني وسجد أمام الصندوق وقبله وفعل كذلك الوفد البابوى السكندرى، وتلاه بقيه أعضاء الوفد وفى أثناء أداء هذه التحية الإكرامية لرفات مار مرقس الرسول كان الكهنة القبط ينشدون الألحان الكنسية المناسبة، وقد استحوذت السعادة على قلوب الجميع مصريين وأجانب ومرت تلك اللحظات رهيبة وسعيدة وكان الموقف كله مثيرا وقد خيم على القاعة جو عميق من الروحانية والتقوى والقداسة والورع.
وجلس بابا روما على عرشه وحينئذ نهض الأنبا جريجوريوس وألقى نيابة عن الوفد خطابا باللغة الإنجليزية نقل فيه تحية البابا كيرلس السادس إلى البابا بولس السادس، معبرًا عن سعادة مسيحيى مصر وأثيوبيا بعودة رفات مار مرقس الرسول بعد أحد عشر قرنا ظل فيها جسد مار مرقس غريبا عن البلد الذي مات فيه شهيدًا.
ورد بابا روما في خطاب رسمي باللغة الفرنسية كان يقرأه وهو جالس على عرشه أشاد فيه بتاريخ كنيسة الإسكندرية ونضالها الطويل الرائد في ميدان العقيدة وأشاد أيضا بأبطالها وعلمائها من أمثال أثناسيوس الرسولي وكيرلس عمود الإيمان وبنتينوس وإكليمنضس، راجيًا أن يكون حفل اليوم علامة محبة ورابطة تربط بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة روما وطلب البابا الروماني في خطابه إلى رئيس وأعضاء البعثة البابوية الرومانية أن يحملوا تحياته ومحبته وتقديره إلى البابا كيرلس السادس وأكليروس كنيسة الإسكندرية ومصر وشعبها.
بعد ذلك نهض البابا بولس والأنبا مرقس رئيس الوفد ليتبادلا الهدايا التذكارية فقدم الأنبا مرقس هدايا البابا كيرلس السادس.