مصر تشهد زيادة كبيرة في معدلات التسجيل ببرامج الذكاء الاصطناعي التوليدي
أطلقت "كورسيرا"، إحدى أكبر منصات التعليم عبر الإنترنت فى العالم، النسخة السادسة من "تقرير المهارات العالمية"، والذى أبرز الزيادة الملحوظة فى أعداد المتعلمين المصريين الذين يركزون على اكتساب المهارات الرقمية الرئيسية لتعزيز فرصهم المهنية.
واستناداً إلى البيانات والمعلومات المستقاة من أكثر من 148 مليون متعلم، و7000 مؤسسة، ومحتوى من 325 من الجامعات والمؤسسات الرائدة فى العالم، يكشف التقرير عن زيادة سنوية بنسبة 21% فى عدد المتعلمين المصريين الجدد الذين انضموا إلى منصة "كورسيرا" فى الربع الأول من عام 2024، مما يؤكد على الاهتمام المتزايد بالتعلم عبر الإنترنت فى مصر. ويعكس تركيز الدولة المصرية على المجالات الناشئة المتعلقة بالتكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعى وعلم البيانات، التطور فى المشهد التعليمى فى الدولة لخلق قوى عاملة مؤهلة واحترافية فى المجالات التكنولوجية المختلفة.
وأكد "تقرير المهارات العالمية 2024" على بروز معرفة الذكاء الاصطناعى كأهمية عالمية متزايدة، مع إعطاء الدول الأولوية للاستثمارات فى مجال الذكاء الاصطناعى التوليدى كمحرك رئيسى لتسريع نمو قاعدة المواهب المعنية بالذكاء الاصطناعى وإعداد الاقتصادات لمواكبته والتعامل معه. وأظهرت بيانات التقرير أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شهدت زيادة سنوية بنسبة 861% فى معدلات التسجيل فى دورات وبرامج الذكاء الاصطناعى التوليدى على منصة "كورسيرا"، فى حين شهدت مصر زيادة سنوية ملحوظة بنسبة 585%.
وفى ظل حرص مصر على التفاعل مع معطيات العصر الرقمى، تتماشى هذه الزيادة مع المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى فى الدولة، والتى تهدف إلى تعزيز الاستثمارات فى الذكاء الاصطناعى، ورفع الوعى العام، وتطوير البنية التحتية للبيانات، والقدرات التكنولوجية المختلفة.
وفى ضوء تعرض ثلثى الوظائف على مستوى العالم للأتمتة، يعمل المتعلمون فى مصر على تعزيز مهاراتهم الأساسية فى الذكاء الاصطناعى من خلال الالتحاق بدورات تدريبية، مثل "مقدمة إلى الذكاء الاصطناعى التوليدي" من "جوجل"، و"هندسة الأوامر لـ شات جى بى تي" من جامعة فاندربيلت، و"الذكاء الاصطناعى التوليدى مع نماذج اللغات الكبيرة" من DeepLearning.AI.
وبالإضافة إلى ذلك، يسلط "تقرير المهارات العالمية 2024" الضوء على زيادة شعبية التعلم عبر الأجهزة المحمولة بين المصريين، حيث يصل 64% منهم إلى الدورات التعليمية من خلال الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية.
كما أظهر التقرير أن المتعلمون فى مصر عادةً ما تكون أعمارهم أصغر من المتوسط العالمى، حيث يبلغ متوسط عمر المتعلمين فى مصر 29 عاماً، مقارنةً بـ 33 عاماً عالمياً.
ويركز هذا الجيل المتمرس فى التعامل مع التكنولوجيا على مهارات مثل الإعلانات، والتعلم العميق، والتدقيق، ليكونوا مستعدين لمهن المستقبل مثل مهندس تعلم الآلة، ومدير العمليات، وتاجر الأوراق المالية والسلع.
ويصنف "تقرير المهارات العالمية 2024" مصر فى المركز السادس فى المنطقة من حيث إتقان المهارات فى مجالات الأعمال (34%) والتكنولوجيا (39%) وعلم البيانات (40%).
وحدد التقرير أيضاً أهم المهارات للمتعلمين المصريين، بما فى ذلك سرد القصص، والإعلان، وتنمية المهارات القيادية، ووسائل التواصل الاجتماعى، مما يشير إلى التركيز الواسع على اكتساب المهارات التقنية والشخصية.
وأشار التقرير إلى ارتفاع معدلات التسجيل فى الشهادات الاحترافية فى مصر بنسبة 34%، مع وجود إقبال كبير على مجالات مثل تحليل البيانات، والتسويق الإلكترونى عبر منصات التواصل الاجتماعى، وتطوير واجهات الويب.
وبما أن الشهادات الجامعية لا تزال معيار التوظيف الأكثر اعترافاً فى مصر، فإن دمج المهارات المطلوبة والمرتبطة بالوظائف ضمن مناهج التعليم العالى يمكن أن يسهم فى سد الفجوة بين مخرجات التعليم الأكاديمى ومتطلبات سوق العمل.
ولغاية الربع الأول من عام 2024، يوجد فى مصر أكثر من 2.9 مليون متعلم على منصة "كورسيرا"، ومن بين هؤلاء المتعلمين، 35% من النساء، بما فى ذلك 22% فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
ومع النمو الكبير فى معدلات التسجيل، يستثمر المصريون بشكل متزايد فى تعليمهم استعداداً لشغل الوظائف الرقمية الأكثر طلباً، لا سيما فى مجالات مثل الذكاء الاصطناعى، وعلم البيانات، وغيرها من المجالات الأخرى.