13.35 مليار دولار حجم القروض الإسلامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
واصل سوق الصكوك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموه خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024، في حين شهد أداء سوق الصكوك الإسلامية انخفاضاً خلال هذه الفترة وفقاً لبيانات جداول بلومبرغ لأسواق رأس المال.
بلغت أحجام القروض الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حوالي 13.35 مليار دولار في النصف الأول من 2024، مما يمثل انخفاضًا بنسبة 21% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يعكس مستوى النشاط الذي شهده سوق السندات منذ جائحة كورونا، بالرغم من تأخر سوق القروض الإسلامية مقارنة بالزيادة الملحوظة في إصدارات السندات خلال النصف الأول من عام 2024، إلا أنه ما زال يقدم معدلات وشروط تنافسية مقارنة بالقروض التقليدية.
ويعود نمو سوق الصكوك في المقام الأول إلى الإصدارات المتعلقة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية والإصدارات السيادية، ما يعكس تواصل جهود الجهات المصدرة لهذه الأدوات المالية بهدف توسيع قاعدة التمويل والاستفادة من اهتمام المستثمرين المتزايد بمحافظ التمويل الإسلامي.
وسجلت الصكوك المتعلقة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، والتي يتم فيها تخصيص التمويل للمشاريع الخضراء والاجتماعية، ارتفاعاً بنسبة 48% على أساس سنوي في الأشهر الستة الأولى من عام 2024 لتصل إلى 6.2 مليار دولار من 8 إصدارات، واحتلت المملكة العربية السعودية المركز الأول في الإصدارات، إذ استحوذت على 3.98 مليار دولار من 5 صكوك، بينما استحوذت دولة الإمارات على الجزء المتبقي البالغ 2.25 مليار دولار.
وتأتي هذه الارتفاعات مدفوعة ببنوك المنطقة، كما في حالة مصرف الإمارات الإسلامي الذي أعلن عن إصداراته الأولى (بقيمة 750 مليون دولار)، ويعكس هذا الاتجاه الإيجابي التزام التمويل الإسلامي في المنطقة بالاستثمار في المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، وقد تعزز هذا الالتزام بشكل أكبر بعد الإعلانات المهمة المتعلقة بتمويل المناخ الصادرة عن دولة الإمارات في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) العام الماضي.
كما مثلت الصناديق السيادية العالمية أحد محركات القطاع في النصف الأول من العام، حيث بلغت قيمة إصدارات المملكة العربية السعودية 33.6 مليار دولار في أسواق رأس المال المحلية والدولية، تليها ماليزيا بإصدارات بلغت 4.3 مليار دولار، ودولة الإمارات بإصدار بلغ 2.9 مليار دولار، وتشمل الإصدارات البارزة الأخرى صفقة صكوك في المملكة العربية السعودية بقيمة 5 مليارات دولار مقسمة على شرائح مدتها 3 و6 و10 سنوات، والصكوك التي أصدرتها مملكة البحرين بقيمة مليار دولار لمدة 7 سنوات.
وتعليقاً على هذه الأخبار، قال فينتي مولاني، أخصائي بيانات أسواق الدخل الثابت المستدام في مجموعة بلومبرغ إل.بي: "يتوافق النمو المستمر في إصدارات القروض الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع التوجهات الأوسع في سوق الدخل الثابت، ويشير إلى زيادة اهتمام المصدرين بالديون المستدامة ورغبتهم في تنويع المحافظ الاستثمارية. في النصف الثاني من العام، يمكن أن نتوقع نمواً مستمراً، ولاسيما في الصكوك المتعلقة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، ما يعكس الالتزام الراسخ بالتمويل المستدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".