عبد الناصر محمد : 30 يونيو... والحفاظ على الوطن
في هذا المقال وبداية أطالب كل مصري أصيل أن يقف بجوار مصر وليس بجوار الحكومة أو النظام، فمصر الآن أحوج للوقف بجوارها من أي وقت مضى حيث تعاني أزمات خانقة، والوقوف بجانبها وفي صفها يكون بالتحمل والصبر والدعاء لله بان يفرج عنا ما نحن فيه، وهو وحده القادر على ذلك بعد السياسة الخاطئة للحكومة التي أدت إلى ما نحن فيه وما سيكون، والوقوف في صف مصر يعني ألا ننساق وراء ما تخطط له الجماعة الإرهابية ومن حالفها والمخابرات الأمريكية والإسرائيلية وكلها تستهدف زعزعة الأمن لمحاولة تفجير مصر من الداخل لتسقط وللأبد لصالح إسرائيل التي تود السيطرة على سيناء وترحيل الفلسطينيين إليها ، مع التوسع في أراضيها على حساب مصر ، وبالتالي تستغل الأوضاع الحالية وتعطي أوامرها لأذنابها في الداخل والخارج وعملائها من الجماعة الإرهابية وغيرهم للانتشار بين الشعب وترويج أفكار هدامة لتثوير الشعب والقضاء على مصر هذه المرة قضاء مبرما، وقد لاحظت أنه جاءت اوامر لأعضاء الجماعة الإرهابية من قيادتهم بالداخل والخارج – كلهم يرددون نفس الكلام بنفس الكلمات بما يدل على أنهم كلهم يحفظون أوامر واحدة - بالانتشار بالنفس وعبر وسائل التواصل الاجتماعية وبكل وسيلة وترويج مما من شانه تثوير الشعب وقلبه على الحكومة والحاكم؛ لتتكرر صورة مأساة 52 يناير، ولكن هذه المرة المستهدف القضاء على مصر تماما وتقسيمها وطبعا هذا الأمر كل ما تتمناه الجماعة الإرهابية وتسعى إليه انتقاما من الشعب المصري الذي أزاحهم في 30 يونيو، وكان قرار الشعب المصري وقتها من أعظم القرارات التي اتخذتها مصر حفظا على كيانها ووجودها .
ونحن هنا لا ننفي مطلقا الأخطاء الكارثية للحكومة تلك التي أوصلت مصر لما تعانيه الآن في كافة المجالات، يأتي على رأسها تلك الديون التي كبلت مصر وجعلتها غير قادرة على الحراك، وتضطر لتصدير الغاز كله لجلب الدولار لسداد الديون مع رفع كافة الأسعار خاصة أسعار الطاقة من بنزين وسولار، ورفع سعر رغيف الخبز وكل الخدمات المقدمة للشعب، وعرض المستشفيات العامة للتأجير كل ذلك وغيره من أجل جمع ما يسدد فوائد الديون الخارجية التي لم يكن لها ضرورة، وخاصة ديون صندوق النقد الدولي الذي لا يسعى سوى لخراب مصر لصالح إسرائيل بالطبع، مع تدمير الشعب المصري خاصة من الفقراء، فتشير البيانات الرسمية إلى ارتفاع إجمالي الالتزامات الخارجية بما في ذلك الأقساط وفوائد الديون لتسجل نحو 42.3 مليار دولار خلال هذا العام وحده. وقد تضاعف إجمالي الديون الخارجية المستحقة على مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث بلغ إجمالي الدين الخارجي بنهاية الربع الأول من العام الماضي نحو 165.4 مليار دولار. وجاء تضاعف الدين نتيجة زيادة الاقتراض من المقرضين متعددي الأطراف وأسواق الدين العالمية. وتمثل الديون المقومة بالدولار أكثر من ثلثي الديون الخارجية للبلاد. كل تلك الديون من أجل إنشاء ما كان يمكن تأجيله إلى أن تتوفر السيولة، فقد كان الاقتراض من أجل العاصمة الإدارية والقطار السريع والطرق والكباري وتدبيش الترع وحياة كريمة التي تكلفت أكثر من تريليون جنيه على ملاعب وإنشاء وحدات صحية جديدة رغم أن القديمة تعمل بكفاءة عالية جدا، وانترنت فائق السرعة الخ من أشياء ما كان وقتها مطلقا سوى إلقاء المال على الأرض والاستدانة السريعة دون النظر في إنشاء مشروعات صناعية كبرى، والتوسع في البحث عن الغاز وسداد ديون الشركات العاملة في هذا الحقل، والتوسع في الزراعة الخ، وعدم الاقتراب من صندوق الخراب الدولي كل ذلك كان من شأنه أن يتغير وضع مصر للأحسن وليس للأسوأ الآن، فمصر الآن تعاني وستظل تعاني فترة طويلة فنجد المصانع الكبرى تتوقف عن الإنتاج لنقص الغاز، ولو كانت مصر وجهت طاقتها للإنفاق على الكشوف البترولية والغازية بدلا من الاقتراض وإنشاء مدن الرفاهية والأغنياء لتغير الوضع الآن، فنجد شركة الصناعات الكيماوية المصرية - كيما، تعلن عن إيقاف مصانعها عن العمل بسبب توقف إمدادات الغاز الطبيعي لها. كما أعلنت شركة مصر لإنتاج الأسمدة موبكو، وقف مصانعها الثلاثة عن العمل بسبب نقص إمدادات الغاز الطبيعي. كذلك نجد أن شركتي سيدي كرير للبتروكيماويات- سيدبك وأبو قير للأسمدة والصناعات الكيماوية قد أعلنت عن إيقاف مصانعهما عن العمل بسبب توقف إمدادات الغاز الطبيعي. ونجد أن من الخطورة توقف شركات الأسمدة عن الإنتاج مما وينتج عنه ارتفاع سعر السماد، وانخفاض إنتاجية الفدان وبالتالي ارتفاع أسعار كل المزروعات على المستهلك المصري الذي سيواجه كذلك شبح رفع أسعار البنزين والسولار الفترة القادمة؛ مما سينعكس على كافة الأسعار مع غلاء الكهرباء والمياه الخ، فيجد المصري نفسه في أزمة ما بعدها أزمة، لكن ورغم كل ذلك عليه الصبر والتحمل والوقوف بجانب بلاده لأنها الأبقى بإذن الله تعالى، وهي الخالدة بمشيئته سبحانه وتعالى، وستنفرج الأزمة بالصبر لكنها ستصير كارثة أن أعطى المصري أذنه للجماعة الإرهابية ومن شايعهم ، وليعلم المصري أنه يعيش في أزمة حقيقية لكن في ظل دولة قوية وجيش يحفظها ويصونه، والمستهدف من قبل الأعداء أن تفنى مصر ويستنزف جيشها وأمنها، وأنا هنا أراهن على وطنية المصريين وحبهم لبلادهم وتحملهم أعتى الصدمات، ويكفي انهم تحملوا الجماعة الإرهابية عاما كاملا وقد كادت فيه أن تصل لحلمها في تقسيم مصر وإزكاء الفتنة الطائفية واستهداف كل أحرار مصر .
كاتب المقال الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد مدير تحرير بوابة الدولة الإخبارية والخبير المالى والإقتصادى