السفير أشرف عقل يكتب: من وحى العيش فى البصرة الحبيبة.. البصرة ذات الأعاجيب
قال الجاحظ إن فى البصرة ثلاث اعاجيب ليست فى غيرها من البلدان هى :
الأولى المد والجزر
إن دجلة والفرات يختلطان أمام منطقة القرنة التى تبعد عن البصرة بحوالى 70 كيلومتر ويصيران نهرا عظيما يسمى شط العرب يجرى من ناحية الشمال إلى ناحية الجنوب إلى البحر فى الفاو وانحداره هذا يسمى جزرا ثم يرجع من الجنوب إلى الشمال ويملأ جميع الأنهر المتصلة بشط العرب ويسمونه مدا وهو يفعل ذلك مرتين فى كل يوم وليلة فإذا أجزر نقص نقصانا كثيرا بحيث لو قيس الذى نقص لكان مقدار ما يبقى وأكثر وليست زيادته متناسبة بل يزيد فى أول كل شهر قمرى ووسطه أكثر من سائره وهو لا يخل بهذا القانون ولا يتغير عن هذا الاستمرار .
والثانية .
أن الذباب فى البصرة لا يحط على التمر المتدلى فى عذوقه من النخل أو بعد القطاف ولكنه يحط على التمر المنفرط أو المنبوذ أو المعصور فقط .
والثالثة .
أن الغربان القواطع يجيء منها فى الخريف ما يسود جميع نخل البصرة وأشجارها حتى لا يكاد يرى غصن واحد ومع ذلك فإن الغراب ينتقى الحشف فينقره وتسلم من أذاه الثمرة الصالحة.
فسبحان من خص البصرة بهذه العجائب.
أيضا يتخلل بساتين البصرة 635 نهرا رئيسيا متصلا بشط العرب مباشرة يوازي أحدهما الآخر منها 470 نهرا فى الجانب الغربى من شط العرب أى من مبدأ ملتقى الفرات ودجلة فى القرنة إلى منتهى الفاو ، ومنها 165 نهرا فى الجانب الشرقى من شط العرب إلى الحدود الإيرانية . ويتفرع من كل نهر من تلك الأنهار الرئيسية أنهار اخرى تعد بالمئات بحيث يبلغ مجموعها آلاف الأنهار . وجميعها تدخلها المياه أثناء المد وتنحسر عنها حين الجزر مرتين فى كل يوم وليلة كما أسلفنا القول ..