«نيويورك تايمز»: رد إسرائيل الأولي على هجمات حزب الله لم يصل مرحلة التصعيد الكبير حتى الآن
ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن رد إسرائيل الأولي على هجمات حزب الله لم يصل بعد لحد التصعيد الكبير، ولم يتصاعد إلى مواجهة أكبر أو أكثر حدة، إلا أنه لا تزال هناك مخاوف من أن تؤدي تداعيات الهجمات العسكرية بين الجانبين لحرب شاملة.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم الأحد - أن القوات الإسرائيلية أعلنت، في وقت سابق اليوم، تنفيذ غارات ليلية في لبنان بعد ساعات من إطلاق صاروخ من جارتها الشمالية أدى لمقتل 12 شخصًا على الأقل، في بلدة في مرتفعات الجولان المحتل التي تسيطر عليها إسرائيل.
وأضافت أنه من المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواجه ضغوطًا داخلية لشن رد أكثر شراسة، مع كبار وزراء الحكومة في وقت لاحق لمناقشة خطوات أخرى، بعد عودته مبكرًا من زيارته إلى الولايات المتحدة.
وتابعت أن إسرئيل ألقت باللوم على حزب الله، في الهجوم الصاروخي الذي استهدف بلدة مجدل شمس الدرزية العربية إلا أن حزب الله نفى مسؤوليته.
ومن جهته..قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن - بمؤتمر صحفي بعاصمة اليابان طوكيو - إن كل الدلائل تشير إلى أن الصاروخ أطلقه حزب الله.
من جانبه، قال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب - وفقًا للصحيفة - إن الدبلوماسيين الأمريكيين يعملون على احتواء الأعمال العدائية وطلبوا من الحكومة اللبنانية نقل رسالة إلى حزب الله لإظهار ضبط النفس في مواجهة أي رد إسرائيلي آخر.
وأضاف بو حبيب - في مكالمة هاتفية مع الصحيفة
"نحاول الآن كبح جماح حزب الله عن الرد على أي شئ قد يفعله الإسرائيليون بعد ذلك".
وبدوره.. ذكر الجيش الإسرائيلي أن ضرباته الليلية استهدفت بشكل رئيسي أماكن في لبنان كانت تضربها كثيرًا في الماضي ومعظمها بالقرب من الحدود مع إسرائيل أو المحيطة بميناء صور الجنوبي، وأفادت بوقوع ضربة واحدة بوادي البقاع، على بعد حوالي 60 ميلًا شمال الحدود الإسرائيلية- اللبنانية.
ومن ناحيتها.. ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن هناك أضرار جسيمة وبعض الضحايا نتيجة للضربات الإسرائيلية الليلية التي بدأت بعد منتصف الليل بقليل واستمرت حتى الفجر، ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الضحايا من المدنيين أم المسلحين.
وفي السياق، أوضحت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الهجوم الصاروخي الذي وقع أمس هو الأكثر دموية على الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل منذ بدأت إسرائيل وحزب الله تبادل إطلاق الصواريخ أكتوبر الماضي.
وأشارت إلى رغبة بعض الإسرائيليين بأن يأذن نتنياهو بغزو بري كامل النطاق لجنوب لبنان من أجل ردع هجمات مماثلة، فيما يخشى آخرون أن تؤدي مثل هذه الخطوة لرد فعل أكثر تدميرًا من حزب الله، الذي تعد ترسانته من الأسلحة أكبر وأكثر تطوراً من أية جهة فاعلة غير حكومية أخرى بالمنطقة.
ويشعر القادة الإسرائيليون أيضًا بالقلق من فتح حرب كبرى ثانية بينما لا تزال الحرب في غزة مستعرة، فبعد تسعة أشهر من القتال مع حماس وحزب الله، تقلصت مخزونات الذخيرة الإسرائيلية، مما أثار تساؤلات حول مدى شدة المعركة التي قد تخوضها في لبنان.
وفي الوقت الحالي، يقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم ما زالوا منفتحين على حل دبلوماسي للصراع مع حزب الله.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورشتاين - في بيان في وقت سابق اليوم - إن تجنب الحرب الشاملة لا يزال ممكنًا من خلال تنفيذ قرار الأمم المتحدة الذي لم يتم تنفيذه أبدًا، والذي صدر عام 2006 والذي من شأنه أن ينشئ منطقة منزوعة السلاح في جنوب لبنان.
ومع ذلك، كانت هناك توقعات قوية صباح اليوم بأن إسرائيل قد تشن ردًا أكبر، ويخشى المحللون أن يؤدي ذلك إلى تحول الأعمال العدائية المنخفضة المستوى بين إسرائيل والميليشيات التي يقودها حزب الله إلى صراع أكثر كثافة.