دراسة: اتباع نظام غذائى خال من التربتوفان يوقف نمو سرطان الكبد
اكتشف باحثون في المركز الطبي بجامعة تكساس ساوث ويسترن أن اتباع نظام غذائي خالٍ من حمض التربتوفان الأميني يمكن أن يوقف نمو سرطان الكبد في الفئران بشكل فعال، تقدم نتائجهم، التي نُشرت في مجلة Nature Communications ، رؤى جديدة لعلاجات السرطان القائمة على النظام الغذائي وتسلط الضوء على الدور الحاسم لمستقلب التربتوفان إندول 3-بيروفات (I3P) في تطور ورم الكبد.
الاطعمة الغنية بالتربتوفان تعزز نمو سرطان الكبد
قالت الدكتورة ماراليس كوناسي-سوريل، الأستاذة المساعدة في علم الأحياء الخلوية ومعهد أبحاث مركز طب الأطفال بجامعة تكساس ساوث ويسترن (CRI) وعضو في برنامج الشبكات الخلوية في أبحاث السرطان التابع لمركز هارولد سي سيمونز الشامل للسرطان، يُظهر هذا العمل أن تعديل النظام الغذائي المخصص قد يعمل كمساعد قوي في علاج السرطان.
وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2020، يعد سرطان الخلايا الكبدية ثالث أكبر سبب للوفاة المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء العالم، مع خيارات محدودة للعلاج الفعال ومعدل بقاء لمدة 5 سنوات يبلغ حوالي 30%، تُظهر الدراسة أن نمو سرطانات الكبد التي يحركها الجين الورمي MYC يعتمد بشكل خاص على التربتوفان، الذي يتحول إلى I3P بالإضافة إلى مستقلبات أخرى.
ومن خلال إزالة التربتوفان من النظام الغذائي للفئران، أوقف الباحثون نمو أورام الكبد التي يسببها الجين الورمى MYC وأعادوا التعبير الجيني الطبيعي في خلايا الكبد، والجدير بالذكر أن هذا التدخل الغذائي لم يؤثر على تخليق البروتين في الخلايا الطبيعية، مما يشير إلى نهج علاجي مستهدف يحافظ على الأنسجة السليمة.
تتطلب أورام الكبد كميات كبيرة من التربتوفان لتوليد المستقلب الكيميائي للأورام I3P""، كما قال الدكتور كوناسي-سوريل، "إن النظام الغذائي الخالي من التربتوفان يمنع نمو أورام الكبد من خلال آلية تعتمد على المستقلب الكيميائي للأورام I3P ، وهي العملية التي يتم بها تصنيع البروتينات من كتل بناء الأحماض الأمينية، ولأن التربتوفان هو الحمض الأميني الأقل وفرة في البروتيوم، فإن التلاعب الغذائي قصير الأمد آمن للأنسجة السليمة ولكن ليس للخلايا السرطانية".
ومن بين الأطعمة الغنية بالتريبتوفان الديك الرومي، واللحوم الحمراء، ولحم الخنزير، والدجاج، والتوفو، والحليب، وفول الصويا (بما في ذلك فول الصويا الأخضر)، والكينوا، والشوفان، والأسماك.
يسلط البحث الضوء على الدور المعقد الذي يلعبه استقلاب التربتوفان في السرطان، وفي حين من المعروف أن التربتوفان يتحول إلى عدة مركبات مهمة، بما في ذلك الناقل العصبي السيروتونين والكينورينين، وهو مقدمة لفيتامين ب النياسين، أظهرت الدراسة أن أورام الكبد التي يحركها الجين الورمي MYC تستخدم التربتوفان بشكل تفضيلي لإنتاج المستقلب الكيميائي للأورام بدلاً من الكينورينين، ويؤكد هذا التحول على إمكانية استهداف مسارات أيضية محددة في علاج السرطان.
كما وجد الباحثون أن المكملات الغذائية المحتوية على المستقلب الكيميائي للأورام تعمل على استعادة نمو خلايا سرطان الكبد التي تفتقر إلى التربتوفان، مما يؤكد على الدور الحاسم لهذا المستقلب في تطور السرطان.
وقال الدكتور كوناسي سوريل: "هذه الدراسة لا تساهم في تعزيز فهم بيولوجيا سرطان الكبد فحسب، بل تقترح أيضًا نهجًا واعدًا لتطوير علاجات السرطان الشخصية اى المفصلة لكل مريض على حده.