قصة ميدالية أولمبية.. محمود فياض يخطف ذهبية لندن في رفع الاثقال
لكل ميدالية أولمبية حصدها نجوم الرياضة في الألعاب المختلفة قصة طويلة من الكفاح والمثابرة، خلال الطريق الطويل إلى منصة التتويج لرفع علم بلدانهم عالياً خفاقاً في المحافل الدولية، وقصة اليوم عن الميدالية الذهبية التي حصدها البطل المصري محمود فياض.
ولد محمود فياض في التاسع من مارس عام 1925 بمنطقة الجمرك في محافظة الإسكندرية، ونشأ فياض في شارع النصر بحارة اليهود، أحد مناطق الإسكندرية التي اتسمت بالطابع الشعبي المتمسك بالعادات والتقاليد المصرية، كان والده يعمل رئيسا لقسم الإشتراكات بهيئة النقل العام بالإسكندرية.
بدأ محمود فياض ممارسة رياضة رفع الأثقال بالنادي الأولمبي عام 1940 وهو في عامه الخامس عشر وشجعه في ذلك أخيه الأكبر وكان يرافقه يوميا إلى النادي للتدريب.
ظل فياض يتدرب لمدة عامان كاملان دون خوض أي بطولة حتى يصل للمستوى المناسب للمنافسة بقوة، وبالفعل عندما بدأ في المشاركة في البطولات عام 1942 سيطر تماما على منافسات وزنه، فاحتكر المركز الأول في منافسات وزن الريشة لبطولات مصر ومنطقة الإسكندرية منذ عام 1942 وحتى اعتزاله اللعب عام 1951، ولكنه لم يكتفي باحتكار البطولات المحلية فقد انطلق للعالمية حيث توج بميدالية فضية في أول مشاركة عالمية له ببطولة العالم بباريس عام 1946.
سطع اسم محمود فياض في أولمبياد لندن 1948 حيث توج بالميدالية الذهبية في وزن الريشة محطما ثلاث أرقام عالمية في تلك الدورة في الخطف بوزن 105 كجم والنطر بوزن 135 كجم والمجموع بوزن 332.5 كجم ليحفر اسمه في التاريخ الأولمبي.
وبعد إنجازه الأولمبي تم تكريمه من الملك فاروق بنوط الجدارة الذهبي وهو أعلى الأوسمة في ذلك الوقت، بالإضافة إلى مكافأة ألف جنيه وقد كان مبلغ كبير جدا في ذلك الوقت.
ولم يكتفي البطل المصري بلقبه الأولمبي بل استمر في حصد الميداليات العالمية حيث توج بذهبية بطولة العالم بلاهاتي عام 1949، ثم ذهبية بطولة العالم بباريس عام 1950.