«هاريس».. بين الاستمرارية والجرأة فى السياسة الخارجية والقضية الفلسطينية
تاون: تسعى لإيجاد توازن فى السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية
ضبيط: تثبت شجاعة فى معالجة الأزمات الدولية
إنصارا: ستواصل نهج بايدن تجاه الشرق الأوسط
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تزداد التكهنات حول كيف ستكون السياسة الخارجية لكامالا هاريس إذا وصلت إلى البيت الأبيض؟ هاريس، التى أثبتت قدرتها على إدارة الملفات المعقدة كنائبة للرئيس، ستكون أمام تحديات كبيرة فى التعامل مع الأزمات الدولية. من الصين إلى الشرق الأوسط، ومن الناتو إلى القضية الفلسطينية، ستكون هاريس مطالبة بوضع رؤية واضحة ومتكاملة، تضمن حماية المصالح الأمريكية وتعزيز الاستقرار العالمى.
تتوقع المحللة السياسية إيلى راتنر، أن هاريس ستواصل الضغط على الصين بخصوص التجارة وحقوق الإنسان، مع تعزيز التحالفات فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ. «ستركز هاريس على بناء تحالفات قوية لاحتواء النفوذ الصينى المتزايد»، تقول راتنر. هذا النهج يتفق مع ما أكده ديفيد شينكر، الباحث فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، حيث أشار إلى أن «هاريس ستتبنى سياسة صارمة تجاه الصين، مع التركيز على التعاون الأمنى والاقتصادى مع حلفاء الولايات المتحدة فى آسيا».
سيكون التعامل مع إيران أحد أهم الملفات على طاولة هاريس، من المتوقع أن تسعى لإعادة إحياء الاتفاق النووى مع فرض عقوبات صارمة لضمان عدم تطوير أسلحة نووية، المحلل جوناثان شانزر يشير إلى أن «هاريس ستتبنى نهجًا دبلوماسيًا صارمًا يهدف إلى تحقيق توازن بين العقوبات والحوار»، فى ذات السياق، يرى ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، أن «إدارة هاريس ستسعى إلى تحقيق تقدم فى المفاوضات مع إيران، مع الحفاظ على الضغط الاقتصادى والعسكرى لضمان التزام طهران بتعهداتها الدولية».
فيما يتعلق بروسيا وأوكرانيا، من المتوقع أن تدعم هاريس أوكرانيا فى مواجهتها ضد العدوان الروسى، مع تعزيز العقوبات ضد موسكو. «ستعزز هاريس الدعم العسكرى والدبلوماسى لأوكرانيا، وتضغط على روسيا للامتثال للقوانين الدولية»، يقول المحلل السياسى ستيفن كوك. يتفق معه فى هذا الرأى مايكل ماكفول، السفير الأمريكى السابق فى روسيا، الذى أكد أن «هاريس ستكون ملتزمة بدعم أوكرانيا، وحلفاء الناتو فى مواجهة التهديدات الروسية».
ستواصل هاريس دعمها القوى لحلف الناتو، مؤكدة أهمية التحالفات الدولية، المحلل العسكرى جوناثان راث يرى أن «هاريس، ستعزز من تواجد الناتو فى أوروبا الشرقية لردع التهديدات الروسية»، وهذا يتماشى مع رؤية إيليوت كوهين، الأستاذ فى جامعة جونز هوبكنز، الذى أشار إلى أن «هاريس ستسعى لتعزيز التعاون الدفاعى مع حلفاء الناتو وتطوير إستراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات الأمنية العالمية».
فى الشرق الأوسط، يتوقع المحللون أن تتبنى هاريس موقفًا متوازنًا فى الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، مع السعى لتحقيق حل الدولتين. «هاريس قد تضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات فى سبيل تحقيق السلام، مع ضمان أمنها القومي»، يقول الباحث جوناثان شانزر. يؤكد هذا الرأى آرون ديفيد ميلر، الباحث فى مؤسسة كارنيغى للسلام الدولى، الذى أشار إلى أن «هاريس ستسعى لتحقيق توازن بين دعم إسرائيل ودفع عملية السلام مع الفلسطينيين».
ستواجه هاريس تحديات كبيرة فى الشرق الأوسط، من بينها التعامل مع الأزمات الإنسانية فى سوريا واليمن، ومواجهة تهديدات الإرهاب المتزايدة. «ستحتاج هاريس إلى تطوير إستراتيجيات فاعلة لمواجهة التحديات الأمنية والإنسانية فى المنطقة»، يضيف المحلل العسكرى جوناثان راث، فى هذا السياق، يشير ديفيد أجناتيوس، الكاتب فى صحيفة «واشنطن بوست»، إلى أن «هاريس ستحتاج إلى تقديم حلول دبلوماسية مبت
تاون: تسعى لإيجاد توازن فى السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية
ضبيط: تثبت شجاعة فى معالجة الأزمات الدولية
إنصارا: ستواصل نهج بايدن تجاه الشرق الأوسط
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تزداد التكهنات حول كيف ستكون السياسة الخارجية لكامالا هاريس إذا وصلت إلى البيت الأبيض؟ هاريس، التى أثبتت قدرتها على إدارة الملفات المعقدة كنائبة للرئيس، ستكون أمام تحديات كبيرة فى التعامل مع الأزمات الدولية. من الصين إلى الشرق الأوسط، ومن الناتو إلى القضية الفلسطينية، ستكون هاريس مطالبة بوضع رؤية واضحة ومتكاملة، تضمن حماية المصالح الأمريكية وتعزيز الاستقرار العالمى.
تتوقع المحللة السياسية إيلى راتنر، أن هاريس ستواصل الضغط على الصين بخصوص التجارة وحقوق الإنسان، مع تعزيز التحالفات فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ. «ستركز هاريس على بناء تحالفات قوية لاحتواء النفوذ الصينى المتزايد»، تقول راتنر. هذا النهج يتفق مع ما أكده ديفيد شينكر، الباحث فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، حيث أشار إلى أن «هاريس ستتبنى سياسة صارمة تجاه الصين، مع التركيز على التعاون الأمنى والاقتصادى مع حلفاء الولايات المتحدة فى آسيا».
سيكون التعامل مع إيران أحد أهم الملفات على طاولة هاريس، من المتوقع أن تسعى لإعادة إحياء الاتفاق النووى مع فرض عقوبات صارمة لضمان عدم تطوير أسلحة نووية، المحلل جوناثان شانزر يشير إلى أن «هاريس ستتبنى نهجًا دبلوماسيًا صارمًا يهدف إلى تحقيق توازن بين العقوبات والحوار»، فى ذات السياق، يرى ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، أن «إدارة هاريس ستسعى إلى تحقيق تقدم فى المفاوضات مع إيران، مع الحفاظ على الضغط الاقتصادى والعسكرى لضمان التزام طهران بتعهداتها الدولية».
فيما يتعلق بروسيا وأوكرانيا، من المتوقع أن تدعم هاريس أوكرانيا فى مواجهتها ضد العدوان الروسى، مع تعزيز العقوبات ضد موسكو. «ستعزز هاريس الدعم العسكرى والدبلوماسى لأوكرانيا، وتضغط على روسيا للامتثال للقوانين الدولية»، يقول المحلل السياسى ستيفن كوك. يتفق معه فى هذا الرأى مايكل ماكفول، السفير الأمريكى السابق فى روسيا، الذى أكد أن «هاريس ستكون ملتزمة بدعم أوكرانيا، وحلفاء الناتو فى مواجهة التهديدات الروسية».
ستواصل هاريس دعمها القوى لحلف الناتو، مؤكدة أهمية التحالفات الدولية، المحلل العسكرى جوناثان راث يرى أن «هاريس، ستعزز من تواجد الناتو فى أوروبا الشرقية لردع التهديدات الروسية»، وهذا يتماشى مع رؤية إيليوت كوهين، الأستاذ فى جامعة جونز هوبكنز، الذى أشار إلى أن «هاريس ستسعى لتعزيز التعاون الدفاعى مع حلفاء الناتو وتطوير إستراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات الأمنية العالمية».
فى الشرق الأوسط، يتوقع المحللون أن تتبنى هاريس موقفًا متوازنًا فى الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، مع السعى لتحقيق حل الدولتين. «هاريس قد تضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات فى سبيل تحقيق السلام، مع ضمان أمنها القومي»، يقول الباحث جوناثان شانزر. يؤكد هذا الرأى آرون ديفيد ميلر، الباحث فى مؤسسة كارنيغى للسلام الدولى، الذى أشار إلى أن «هاريس ستسعى لتحقيق توازن بين دعم إسرائيل ودفع عملية السلام مع الفلسطينيين».
ستواجه هاريس تحديات كبيرة فى الشرق الأوسط، من بينها التعامل مع الأزمات الإنسانية فى سوريا واليمن، ومواجهة تهديدات الإرهاب المتزايدة. «ستحتاج هاريس إلى تطوير إستراتيجيات فاعلة لمواجهة التحديات الأمنية والإنسانية فى المنطقة»، يضيف المحلل العسكرى جوناثان راث، فى هذا السياق، يشير ديفيد أجناتيوس، الكاتب فى صحيفة «واشنطن بوست»، إلى أن «هاريس ستحتاج إلى تقديم حلول دبلوماسية مبت
سالم يشدد على أن الكونجرس الأمريكى، قد لا يكون مستعدًا لوضع ضغط حقيقى على إسرائيل لتحقيق حل الدولتين، لكنه يرى أن مواقف هاريس ستضع ضغطًا سياسيًا على أى حكومة إسرائيلية، للتفاوض حول هذا الموضوع، يضيف أن نجاح هاريس فى تحقيق تقدم فى هذا المجال سيعتمد بشكل كبير على تشكيل حكومتها، واختيار وزراء الخارجية والدفاع الذين يمتلكون الخبرة الكافية.
فيما يخص العلاقات مع دول الخليج، يوضح سالم أن هاريس قد لا تكون لديها نفس العلاقة الطبيعية مع دول الخليج، مثل رؤساء سابقين كجورج بوش، أو دونالد ترامب، ولكنها ستدرك أهمية هذه الدول كشركاء وحلفاء فى مجالات الأمن والاقتصاد والطاقة، يرى سالم أن هاريس ستحتاج إلى وقت ومسار تعلم لتطوير هذه العلاقات، والتعامل مع قادة دول الخليج بشكل فاعل.
سالم يؤكد أن الفترة المقبلة ستكون فترة اختبار لهاريس، حيث ستحتاج إلى إثبات نفسها فى مجال السياسة الخارجية، وتحديد مدى اهتمامها بهذا الجانب مقارنة بالقضايا الداخلية، التى تملك خبرة أكبر فيها. يشير إلى أن هاريس، كأول امرأة تتولى هذا المنصب، ستواجه العديد من التحديات والاختبارات فى السياسة الخارجية، وستكون تحت مجهر الرأى العام العالمى.
يرى سالم، أن هاريس ستواجه العديد من التحديات فى السياسة الخارجية، لكنها ستستفيد من استمرارية النهج الديمقراطى والتعاون مع فريقها السياسى، ستكون أمامها فرصة لإحداث تأثير إيجابى فى السياسة الخارجية الأمريكية، ولكنها ستحتاج إلى اتخاذ قرارات حاسمة واكتساب خبرة عملية فى هذا المجال.
فى أول اجتماع لها مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، منذ أن أصبحت المرشحة الرئاسية المفترضة، أوضحت كامالا هاريس أنها تستمع إلى جزء من الحزب الديمقراطى، الذى يشعر بعدم الارتياح تجاه موقف الرئيس بايدن من إسرائيل، استغلت هاريس هذا الاجتماع كفرصة للتواصل مع الناخبين، الذين كانوا يميلون إلى عدم التصويت لبايدن بسبب قضية فلسطين، مرسلة رسالة واضحة بأنها تستمع إلى مخاوفهم.
يرى المحلل السياسى شون تاون، أن موقف هاريس يأتى فى المقام الأول من سياق سياسى أكثر منه دبلوماسى فى الوقت الحالى، وأكد أن هاريس ستدعم حل الدولتين، وهو هدف طويل الأمد للسياسة الأمريكية، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق بالفروق الدقيقة، وكمية الضغط التى ستضعها على إسرائيل، وأوضح تاون أن بايدن ما زال يأمل فى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل مغادرته منصبه، ويبقى أن نرى مدى اختلاف سياسة هاريس عنه، حيث يعتمد ذلك بشكل كبير على ما سيحدث فى الأشهر المقبلة.
من ناحية أخرى، يرى تاون أن جهود دفع إقامة دولة فلسطينية، ستلقى ترحيباً كبيراً من دول الخليج، التى تربطها علاقات وثيقة مع ترامب، خصوصا فى الجانب التجارى، وأضاف تاون أن الديمقراطيين يتحدثون أكثر عن حقوق الإنسان مقارنة بالجمهوريين، مما يجعل التعامل مع ترامب أكثر وضوحاً لهم فى بعض النواحى.
وأشار تاون، إلى أن الحزب الديمقراطى، أصبح ينتقد بشكل متزايد سياسات إسرائيل، حيث يُعد الرئيس بايدن استثناءً بارزاً فى تأكيد دعمه الكبير لإسرائيل مع دعوته لحل الدولتين، مما يعكس توازناً بين دعمه لإسرائيل واهتمامه بالقضية الفلسطينية.
يرى البروفيسور جون ضبيط، عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطى ، أن كامالا هاريس واجهت امتحانًا حقيقيًا فى السياسة الخارجية ومعالجة الأزمات الدولية، تحدث عن أداء هاريس قائلاً: «كان هناك امتحان قوى وكبير لكامالا هاريس، خصوصا فى العلاقات الدولية ومعالجة الأزمات، عندما اجتمعت مع نتنياهو، تحدثت بكل شجاعة وأكدت ضرورة الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق نار فورى وشامل. لقد كانت صريحة للغاية، وتحدثت عن مشاعر الأسى التى شعرت بها وهى تشاهد الأطفال الفلسطينيين يقتلون، ويعانون دون مأوى أو غذاء».
وأضاف ضبيط: «كامالا هاريس تواجه تحديات كبيرة حتى داخل الولايات المتحدة، حيث يجب عليها التعامل مع الساسة الأمريكيين، الذين ينحازون بشكل كبير للكيان الصهيونى، عليها أن تعمل على وضع سياسات جديدة تسهم فى حل جدى، ومستدام للقضية الفلسطينية».
وأشار البروفيسور ضبيط، إلى أن هاريس لا تواجه التحديات فقط فى الشرق الأوسط، بل أيضًا على الساحة الدولية الأوسع. «هناك الحرب فى أوكرانيا، والتهديدات التى ترى الولايات المتحدة أنها تأتى من الصين ومناطق أخرى حول العالم، على هاريس أن تعمل جاهدة لوضع سياسات عامة فاعلة لحل مثل هذه المشاكل التى نسمع عنها يوميًا فى الأخبار».
وأكد ضبيط، ثقته بقدرة هاريس على النجاح فى هذا الأمر، قائلاً: «أعتقد أنها ستنجح فى ذلك إذا استمرت فى إظهار نفس الشجاعة والوضوح التى أبدتها فى اجتماعها مع نتنياهو، التعامل مع الأزمات الدولية، يتطلب قيادة قوية ورؤية واضحة، وهاريس قادرة على تقديم ذلك».
أضاف البروفيسور ضبيط: «هاريس تمتلك الفرصة، لإحداث تغيير حقيقى فى السياسة الخارجية الأمريكية، إذا تمكنت من التعامل بفاعلية مع التحديات الحالية، ووضع سياسات جديدة ومستدامة، فإنها ستثبت أنها قائدة حقيقية قادرة على مواجهة أصعب الأزمات الدولية».
واستعرض الدكتور أشلى إنصارا، عضو الحزب الجمهورى توقعاته، بشأن سياسة كامالا هاريس الخارجية، فى حال فوزها بالرئاسة، مؤكدا أن هاريس ستلتزم بالنهج الذى اتبعه جو بايدن، لضمان دعم الناخبين الديمقراطيين خلال الانتخابات، مشيراً إلى أن «لا يمكن أن نتوقع تغييراً كبيراً فى موقف هاريس تجاه الشرق الأوسط، إيران، وإسرائيل، سواء كانوا ديمقراطيين أم جمهوريين، يظل الأمريكيون واقفين إلى جانب إسرائيل، ولا توجد نية لممارسة ضغط جدى على إسرائيل لفرض وقف إطلاق النار فى الأوضاع الحالية، الجيش الأمريكى قوى جداً ومصالحه متداخلة مع إسرائيل، وبالتالى سياسة هاريس ستكون استمراراً لنهج بايدن».
وعن موقف هاريس من الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، أوضح إنصارا أن موقفها لن يختلف كثيراً عن الوضع الحالى. «لا أحد فى أمريكا يجرؤ على فرض رأيه على إسرائيل أو نتنياهو، خلال الثمانية عشر شهراً الماضية، فشلت كل المحاولات، ولا تزال الأسلحة الأمريكية تتدفق إلى إسرائيل، على الرغم من المظاهرات التى تقوم بها الجماعات الأمريكية والطلاب والناخبين الشباب، فإن هذا لن يؤثر على نتيجة الانتخابات».
بالنسبة لتأثير نهج هاريس فى السياسة الخارجية بشكل عام، يشير إنصارا إلى أنه لا يتوقع تغييرات كبيرة، «السياسة الخارجية الأمريكية تحت قيادة هاريس ستظل ثابتة، دون تغييرات جذرية، الحل فى موضوع الدولتين يظل بيد الإسرائيليين وليس الولايات المتحدة».