أستاذ قانون دولى: قصف مدرسة التابعين يكشف عجز النظام الدولى وضرورة إصلاحه
أفاد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، في تصريحات صحفية ، بأن استهداف مدرسة التابعين ليست مجرد حادثة منفردة، مؤكدا انها جزء من نمط ممنهج لانتهاكات القانون الدولي في غزة.
وأشار الدكتور مهران إلى أن هذا الحدث يسلط الضوء على قصور النظام القانوني الدولي الحالي وعجزه عن حماية المدنيين في مناطق النزاع، مضيفا أنه رغم وجود نصوص قانونية واضحة تحظر استهداف المدنيين والمنشآت التعليمية، كالمادة 52 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، إلا أنه اشار إلي أن غياب آليات تنفيذ فعالة يجعل هذه النصوص حبراً على ورق.
كما أوضح مهران أن هذا الاستهداف المتعمد للمدنيين يرقى إلى مستوى جرائم الحرب وفقاً للمادة 8 من نظام روما الأساسي، ما يستدعى تدخل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية من تلقاء نفسه للتحقيق في تلك الوقائع.
وأشار أيضا إلى ضرورة إعادة النظر في هيكل النظام الدولي قائلاً: أزمة غزة كشفت عن خلل عميق في بنية مجلس الأمن الدولي، موضحًا ان حق النقض "الفيتو" يعيق اتخاذ إجراءات فعالة لحماية المدنيين، مؤكدا ان الوضع يستدعي إلى إصلاح جذري لنظام الأمم المتحدة لضمان فعاليته في مواجهة الأزمات الإنسانية.
وتابع الدكتور مهران: أن هناك مسؤولية جماعية على عاتق جميع الدول لتفعيل مبدأ "المسؤولية عن الحماية"، موضحا انه يجب على الدول التحرك خارج إطار مجلس الأمن إذا لزم الأمر، عبر تفعيل قرار الاتحاد من أجل السلام في الجمعية العامة وبفرض عقوبات اقتصادية وسياسية رادعة وعاجلة ضد إسرائيل.
واقترح استاذ القانون الدولي عدة خطوات عملية تتمثل في تشكيل تحالف دولي واسع لفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على إسرائيل، وتفعيل مبدأ الولاية القضائية العالمية لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب في المحاكم الوطنية.
كما لفت الي انه يمكن إنشاء محكمة دولية خاصة للنظر في الجرائم المرتكبة في فلسطي، هذا بالاضافة الي تعزيز دور المنظمات غير الحكومية في توثيق الانتهاكات وتقديم الأدلة للمحاكم الدولية.
هذا وأكد مهران ان الحل يكمن في معالجة جذور الصراع و إنهاء الاحتلال وضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، مشيرا الي ان الوضع في غزة يتطلب إعادة النظر في مفاهيم السيادة والتدخل الدولي.
واختتم تصريحات قائلا: ربما حان الوقت للتفكير في آليات جديدة لحماية المدنيين، مثل إنشاء قوة دولية دائمة للتدخل السريع في حالات الأزمات الإنسانية، موضحا أن ما يحدث في غزة اظهر فشل للمجتمع الدولي ككل، محذرا من الصمت أمام هذه الجرائم، الذي يجعل الجميع متواطئين في استمرارها بحسب تصريحاته.
ودعا الخبير الدولي الشعوب للعب دور أكبرفي ظل عجز الحكومات، مشددا علي ان الشعوب يقع علي عاتقها مسؤولية الضغط من أجل التغيير، معتبرا ان الحملات الشعبية والمقاطعة الاقتصادية يمكن أن تكون أدوات فعالة للضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف أكثر حزماً.