حرب غزة تُهيمن على مؤتمر الحزب الديمقراطي وسط انقسامات شديدة
توقعت صحيفة نيويورك تايمزالأمريكية أن تهيمن الحرب في غزة على المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في شيكاغو اليوم الإثنين.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم، إن مسئولي حملة المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة كامالا هاريس وزعماء الحزب الديمقراطي كثفوا التواصل مع الناخبين العرب واليهود قبل الحدث، لكن لا يزال من المتوقع حدوث احتجاجات كبيرة.
وذكرت الصحيفة أنه حتى مع وجود توقعات بهيمنة مظاهر الفرح والثقة على مؤتمر الحزب الديمقراطي، فإن هناك قضية مؤلمة تسبب انقساما شديدا داخل الحزب: حرب إسرائيل في غزة.
وأشارت إلى أن شبح حدوث احتجاجات تعطل المؤتمر الذي كان يحوم حول مؤتمر يستضيفه الرئيس الأمريكي جو بايدن قد تراجع إلى حد ما مع صعود مرشحة جديدة هي كامالا هاريس، التي يُنظر إليها على أنها أكثر تعاطفا مع نشطاء حقوق الفلسطينيين. لكن لا يزال من المتوقع أن يجتمع عشرات الآلاف من المحتجين خارج المحيط الأمني لمؤتمر اليوم .
في الوقت نفسه، عقدت مديرة حملة السيدة هاريس، جولي تشافيز رودريجيز، سلسلة من الاجتماعات الأسبوع الماضي لسماع مخاوف الأمريكيين العرب وبعض المندوبين الذين يمثلون الناخبين الديمقراطيين الأساسيين الذين صوتوا بـ"غير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية احتجاجا على سياسة بايدن تجاه إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أنه رغم هذه الجهود، فإن مؤتمر شيكاغو سيخيم عليه احتجاجات كبيرة ضد نهج إدارة بايدن-هاريس في التعامل مع الحرب التي قتلت أكثر من 40 ألف فلسطيني منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي
وقال حاكم ولاية نيوجيرسي فيل مورفي أنه من المؤكد أن موضوع الحرب سيكون قضية مركزية طوال مؤتمر الحزب الديمقراطي. وأضاف: "إنه واقع، ولا يمكن تجاهله. هناك مأساة كبيرة، والكثير من الخسائر في الأرواح البريئة، وبالمناسبة، لا يزال هناك الكثير - على مستوى مرتفع للغاية - من المخاطر الجيوسياسية، وهذا لن يختفي، للأسف، في أي وقت قريب".
من جانبهم، طالب الناخبون اليهود وبعض السياسيين بإشارة أقوى من هاريس بأنها ستقف إلى جانب التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وبحسب النيويورك تايمز، حاولت حملة هاريس، على الرغم من حداثتها، إيجاد بعض مظاهر الوحدة بين الديمقراطيين بشأن قضية حرب غزة. فقد سافرت تشافيز رودريجيز الخميس الماضي إلى ديترويت للقاء عباس علوية، المؤسس المشارك لحركة "غير ملتزم" المناهضة لدعم بايدن القوي لحرب إسرائيل في غزة، كما التقت بزعماء عرب أمريكيين ويهود.
وعقد كبار المسئولين من اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي اجتماعات في نفس اليوم مع مندوبين "غير ملتزمين" آخرين في شيكاغو، ويخططون لعقد مناقشات جماعية خلال المؤتمر مع الأمريكيين الفلسطينيين، بما في ذلك مندوبي حركة "غير ملتزم"، ومع الأمريكيين اليهود.
ومن المقرر تنظيم احتجاجات واسعة النطاق عند القنصلية الإسرائيلية في وسط مدينة شيكاغو وفي الشوارع والمتنزهات القريبة من مكان عقد المؤتمر يومي الثلاثاء والأربعاء والخميس المقبلين، كما ستعقد في الوقت نفسه جماعات مؤيدة لإسرائيل، مثل الأغلبية الديمقراطية من أجل إسرائيل، والمجلس الديمقراطي اليهودي في أمريكا فعاليات لمحاولة الاستجابة لمخاوف ناخبيهم.
ويقول بعض الديمقراطيين اليهود إنه من الضروري لهاريس ومرشحها لمنصب نائب الرئيس، حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، أن يظهرا للناخبين "أن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل لا يمكن المساس به"، وبالغوا في الحديث بشأن اجتماع قصير عقدته هاريس مع عباس علوية وليلى العبد، وهي أمريكية فلسطينية من ميشيجان، ومشاركة معه في تأسيس حركة "غير ملتزم".
ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما اقترحت ليلى العبد أن هاريس منفتحة على طلب المجموعة بفرض حظر فوري على الأسلحة على إسرائيل، سارع مستشار الأمن القومي لنائبة الرئيس الأمريكي، فيل جوردون، إلى القول إنها ليست منفتحة على هذا الطلب.