ازمه الصلب فى العالم وركود سوق العقارات الصيني
تمر صناعة الصلب في العالم بأزمة كبيرة وصفت بـ "شتاء صعب" نتيجة فائض المعروض وحالة ركود كبيرة في قطاع العقارات الصيني وعدم قدرته على استيعاب المنتج، فيما تتدفق إلى الأسواق منتجات أستراليا والبرازيل ما عزز من الفائض.
وتعد الصين أكبر منتج للصلب في العالم، حيث تمثل أكثر من نصف إنتاج العالم بأكثر من مليار طن سنويًا، كما أنها أكبر مستهلك للصلب وخام الحديد في العالم، وقد انخفضت أسعار كلتا المادتين مع استمرار تضخم المعروض من الصلب وسط ضعف الطلب المحلي.
وقالت ساربين شودري، رئيسة تحليل السلع الأساسية في "بي إم آي BMI": "الطلب الصيني المنخفض أصاب الأسواق بخيبة أمل كبيرة للمعادن في جميع المجالات"، مسلطة الضوء على الركود في الصلب وخام الحديد على وجه الخصوص، حسبما أوردت منصة (سي إن بي سي) الاقتصادية المتخصصة أمس الأربعاء.
وأضافت: "يرجع هذا بشكل أساسي إلى قطاع العقارات الضعيف في الصين، ومن المتوقع أن يستمر تراجع قطاع العقارات لعدة سنوات، وهذا بالتأكيد ينذر بالسلب على المعادن الصناعية المطلوبة في البنية التحتية".
وانخفضت أسعار حديد التسليح في الصين بنسبة تزيد عن 20% منذ بداية العام عند 3208 يوان صيني (450 دولاراً) للطن، وفقاً لبيانات شركة "ويند" للمعلومات المالية. ووفقاً لبيانات "فاكت سيت"، انخفضت أسعار خام الحديد الصيني، المادة الأساسية للصلب، بنسبة تزيد عن 28% حتى الآن هذا العام.
من جهته، قال هو وانجمينج، رئيس شركة "باوو ستيل Baowu Steel" المملوكة للدولة الصينية، أكبر شركة منتجة للصلب في العالم، مؤخراً إن صناعة الصلب تمر بـ"شتاء"، مضيفاً أن الصناعة تمر بفترة تعديل طويلة الأجل.
◄ اقرأ أيضًا | وزير التجارة يلتقي ممثلي 137 شركة عالمية متخصصة في إنتاج الحديد والصلب
وقالت ماتي تشاو، رئيس قسم المواد الأساسية وأبحاث النفط والغاز في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك أمريكا، إن صناعة الصلب الصينية عالقة "بين المطرقة والسندان" حيث تتقلص هوامش صناع الصلب بشكل متزايد جراء ضعف الطلب.
وأضافت لشبكة (سي إن بي سي) أن الطلب الضعيف من المتوقع أن يستمر حتى عام 2025 على خلفية سوق العقارات الصينية "الضعيفة للغاية".
من جهتهم، قال محللو "بنك سيتي" إن الصادرات الصينية كان لها تأثير مادي على آفاق إنتاج الصلب في بقية العالم.
وكتب "سيتي"، في مذكرة في أغسطس، أنه من المتوقع أن تنخفض مبيعات الحفارات في الصين بنسبة 8% على أساس سنوي للسنة المالية 2024. وعادة ما يُنظر إلى مبيعات الحفارات على أنها مؤشر رئيسي لنشاط البناء، وبالتالي الطلب على المعادن.
بدوره، قال فيفيك دار من "بنك الكومنولث الأسترالي CBA": "إن هوامش مصانع الصلب في الصين معرضة لخطر الانخفاض إلى أكثر المستويات سلبية هذا العام، مما قد يؤدي إلى زيادة الضغط الهبوطي على أسعار خام الحديد".