«غدر الصحاب في المرج».. قتل صديقه ودفنه في حمام الشقة بمساعدة الأب
جريمة بشعة شهدتها منطقة المرج بالقاهرة، لم يكتف الجاني بقتله لصديق عمره عندما زاره الأخير في منزله، بل استعان بوالده لإخفاء جريمته، وحاولا التخلص من الجثة، فقاما بدفنها في الحمام.
اتشح منزل المجني عليه "محمد" بالسواد وخيم الحزن على وجوه أهالي منطقة المرج بأكملها، وأصاب أقاربه حالة ذهول شديد مما حدث، وصارت الواقعة حديث الساعة هناك.
عاشت أسرة "محمد مصطفي" طالب ثانوية تجارية، والبالغ من العمر ٢٠ عامًا حالة من القلق والحزن بعد اختفاء نجلهم يوم السبت 16 أغسطس، وقاموا بالبحث عنه بمساعدة رجال الشرطة حتى تمكنوا من الوصول إلى جثمانه وتبين مقتله على يد صديقه بعد مدة بحث لخمسة أيام.
اختفاء مفاجئ
"بوابة الأهرام" التقت مع أهل الضحية لتوضيح تفاصيل الحادث البشع، ودخل والده ووالدته في حالة صمت تام من شدة الحزن والصدمة.
تحدث "يوسف" ابن عم المجني عليه: "آخر مرة شفت محمد كنت قاعد على القهوة أنا وأصدقائي فكان جاي يقعد على القهوة مع أصدقائه، بعدها لقيت والدته بتكلمني بتقول لي محمد مُتغيب عن البيت، قلت لها تلاقيه موجود في مكان ما كان متعود يروح هناك، ردت قالت مش موجود".
وقال: "قابلت أصحابه قلت لهم فين محمد؟ قالوا لي كان معانا إمبارح وذهب ولم يأت، فأخبرني أحد أصدقائه قال لي لازم تعمل محضر، رحت القسم وكان لم يمر على وقت اختفائه ٢٤ ساعة، أكملت البحث عنه، وعندما علم أصدقاؤه بأني ذهبت للقسم قالوا لي أنت رحت القسم ليه! وكان عندي شك في أصدقائه أنهم بيضللوني".
بحث متواصل
وأضاف: "بقيت أبحث عنه في كاميرات المراقبة، وتبين أنه لم يخرج من المنطقة، وكان أصدقاؤه يوجهوني على أماكن خاطئة لم يذهب إليها محمد وبقيت ثلاثة أيام أبحث عنه، حتى جاء شقيقه من عمله وكان في منطقة بعيدة فسأله رجال المباحث عن مكان الشقة التي كان يجلس فيها مع أصدقائه".
بقعة دم
وأوضح: "عندما ذهبنا إليها شمينا رائحة كلور غير طبيعة ووجدنا زجاج متكسر، وقام رجال المباحث بتفتيش المنزل وشاهدوا بقعة من الدم تحت السجاد، دخلوا الحمام شاهدوا منطقة أعلى من مستوى سطح الأرض فقاموا بتكسيرها، ولقيوا محمد تحت، وأخبرونا بأن محمد توفاه الله".
واستكمل حديثه: "الناس كانت بتقول لنا محمد متقطع في أكياس، لكن كلها أكاذيب محمد سليم، كانت طعنه بالسكين في الرقبة ومضروب بعيار ناري، أنا مش عارف هو عمل كده إزاي فيه وليه ده كله! ده كان صاحب عمره، ولم يدور بينهم مشاكل سابقا".
صدمة الأخ
وقال "أحمد" شقيق الضحية: "آخر مرة شفت محمد وأنا ذاهب لعملي فقام بتوصيلي لأول مرة وكانت على غير عادته أنه يأتي معي، أخبرني أحد أصدقاء محمد وأنا في عملي في منطقة بعيدة بتغيبه لأحصل على إجازة، وفضلنا ندور على محمد وفرغنا كاميرات المراقبة أتأكدنا أنه لم يخرج من المنطقة، وتلقينا اتصالاً هاتفيًا من مجهول قال لنا ابنكم في العبور تعالوا استلموه تبين بعد ذلك أنه والد القاتل اللي بيكلمنا، كل ذلك لكي يشتتونا".
إغماء الأم
واستكمل كلامه: "كلنا كنا حاسين إنه موجود في المنطقة ووالدته كانت كل ما تعدي من قدام المنزل الموجود فيه جثمان محمد كانت تقع مغشية عليها، كنت شاكك في القاتل من أول يوم لأنه هو الوحيد اللي مجاش سأل عليه".
وأكد "تم القبض على الجاني واعترف بارتكابه الجريمة بمفرده لك
لكن محدش مقتنع عمل ده كل لوحده إزاي فالبيت تسكنه عائلة وصوت العيار الناري أكيد كل الشارع سمعه"، مضيفًا "طالبين حق محمد واللي اتعمل ده ميرضيش ربنا، هما بيقولوا قتل خطأ، لو قتل خطأ مش هيتعور بالسكينة في رقبته".
طلقة طائشة
وتلقت مباحث قسم شرطة المرج بلاغًا من مسن، يفيد فيه بتغيب ابنه "محمد مصطفى" 20 عامًا عن المنزل منذ 5 أيام بعد أن خرج لمقابلة أصدقائه، حيث شكل رجال المباحث فريقًا للبحث في ملابسات الواقعة.
وتبين من التحريات أن آخر مشاهدة للمتغيب كان بصحبة صديقه، وبالتحري وجمع المعلومات وتفريغ الكاميرات تبين أن المجني عليه ذهب مع صديقه لشقته في المرج، وبعدها اختفى حتى تم تحرير محضر تغيب من قبل والده.
وتبين من التحقيقات أن المجني عليه كان في زيارة لصديقه وأثناء تسامرهما كان الأخير يعرض عليه سلاح والده الناري، ويعلمه طريقة تنظيفه وفك الزناد، وخرجت من السلاح طلقة بالخطأ أصابت الضحية فسقط غارقا في دمائه، وعندما سمع والده صوت طلقات النار هرول إليه فوجد صديقه قد توفى، وحاولا التخلص من الجثة وقاما بدفنها تحت سيراميك الحمام، ووضعا عليه خرسانة إسمنتية حتى لا تتصاعد رائحة الجثة ويُكتشف أمرهما.