زلازل خطيرة حول بركان حقول فليجرايان بإيطاليا تثير مخاوف انفجار أكبر بركان في أوروبا
يستيقظ أخطر بركان في أوروبا في المنطقة الحمراء من حقول فليجرايان بإيطاليا، وترتفع من الأرض أنقاض عمرها 2000 عام، مدفوعة إلى الأعلى بقوة حرارية مائية، متسببة في آلاف الزلازل والهزات الأرضية العنيفة، بما في ذلك الزلزال الذي دفع 1500 شخص إلى الانتقال لملاجئ مؤقتة، بجانب بث الصدمة والخوف في كافة المجتمعات الساحلية على خليج نابولي.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن السكان المحليين يحملون الآن حقائب الطوارئ، ويستعدون لزلزال أكبر، أو الأسوأ ثوران البركان الذي يخشى بعض الخبراء أن يكون مدمرا، ويعيش ما يقرب من 80 ألف شخص في منطقة كالديرا الأقرب للبركان، وفي المجمل يعيش ما يقدر بنحو 485 ألف شخص في منطقة الخطر المحددة للبركان.
ويشير الخبراء إلى أنه ربما حان الوقت للتفكير في نقل السكان، ما يضع السكان أمام خيار صعب، هل يجب عليهم البقاء أم الرحيل؟.
ونوهت الصحيفة عن أن الأزمة الحالية أثارت الجدل داخل المجتمع العلمي في إيطاليا حول مدى التهديد الذي يشكله البركان الذي يبلغ عرضه 8 أميال ويحتوي على أكثر من 20 فوهة، ويُعتقد أنه تسبب في أعنف ثوران بركاني في أوروبا في عصور ما قبل التاريخ.
ولفتت الصحيفة إلى أنه لا يوجد ما يشير إلى أنه لا يوجد ارتفاع مفاجئ للصهارة قد يشير إلى ثوران وشيك، لكن الأحداث البركانية يمكن أن تكون غير متوقعة إلى حد كبير، والدورة الجديدة من الزلازل البركانية جنبًا إلى جنب مع ارتفاع قابل للقياس للأرض بمقدار 2 سنتيمتر شهريا، باتت ظواهر تثير قلق العلماء.
يحذر عدد من العلماء من نقطة تحول محتملة في البركان، بل ويوجه بعضهم اتهامات للمعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء والبراكين بحجة أنه لا يأخذ التهديد على محمل الجد بما فيه الكفاية، خاصة وأن أسوأ سيناريو مطروح على الطاولة حاليا هو انفتاح شق عميق في الأرض، يقذف سحابة هائلة من الغازات الضارة والرماد والمواد البركانية يُغطى ساحل خليج نابولي بسحب سوداء مميتة.
ويحذر بعض العلماء أيضا من أن حتى في حالة الثوران الجزئي للبركان، فإنه قد لا يزال قويا بما يكفي لتدمير المنطقة الحضرية بأكملها في نابولي، التي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة.
وبحسب الصحيفة، يرفض بعض القادة السياسيين مثل لويجي مانزوني، عمدة منطقة بوتسوولي، هذه التحذيرات باعتبارها إثارة للخوف، بحجة أنه لا توجد حاجة للتخلي عن هذه الأرض، وأن الخطر يمكن إدارته؛ وتهديد حدوث ثوران كبير للبركان غير مرجح.
ويقول القادة السياسيون أيضا إن التهديد الأكبر سيكون موجة جديدة من الزلازل البركانية، لكن حتى في هذه الحالة يعتقدون أنه يمكن التعامل مع الأمر دون عمليات الإخلاء المكلفة وتعزيزات البناء التي حدثت في ثمانينيات القرن العشرين، وهي المرة اقترب فيها البركان من الثوران.
من ناحية أخرى، ترسل الحكومة الإيطالية إشارات متضاربة، حيث فرضت روما الشهر الماضي حظرا مؤقتا على البناء، ووصف أحد الوزراء البارزين السماح للناس بالاستقرار في ظل مثل هذا التهديد بأنه "جريمة".
ومع ذلك، يبدو أن رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني تشجع أيضا على بقاء السكان، فقد استسلمت للسياسيين المحليين ودافعت عن خطة إعادة تطوير بقيمة 1.2 مليار يورو لواجهة بحرية متدهورة معرضة للخطر بسبب البركان، بما في ذلك إنشاء حديقة حضرية جديدة، ومشاريع استصلاح الأراضي، والإسكان والبنية الأساسية الجديدة.