شقيق ضحية زوجته في الهرم: «عمي قال إن مراته رمته من البلكونة»
«جسده ملقى على الأرض، وأحشاؤه خارج جسمه».. هكذا كان مشهد أحمد السنوسى، حين سقط من شرفة شقته بالطابق الخامس بعقار تقطنه عائلته في الهرم بالجيزة، قبل أن يشير لأفراد أسرته إلى أن زوجته «حنان»، «رمتنى من البلكونة»، ليصل الأربعينى إلى غرفة العناية المركزة بالمستشفى، وما هي إلا دقائق، وقد لفظ أنفاسه، لتلقى الشرطة القبض على المتهمة لتنكر ما نٌسب إليها «كان بيشرب مخدرات واختل توازنه»، لتتوصل التحريات إلى وجود خلافات دائمة بين الزوجين على مصاريف المنزل، والشجار المستمر، وسبق وأنهيا علاقتهما بالطلاق ثم عادت، لأجل تربية أولادهما الـ4.
هطلع اسلم على الأولاد
الصدمة على وجه «مصطفى»، 25 سنة، و«محمد»، 14 سنة، نجلا الزوجين «السنوسى وحنان»، فيما اتهما والدتهما بارتكاب الواقعة على خلفية خلافها الدائم مع الأب، كانت شقيقتاهما «رضوى»، 9 سنوات، وريتاج، 7 سنوات، المتواجدتان وقت الجريمة بالشقة، ترددان روايتين مختلفتين إحداهما مفادها «بابا رمى نفسه»، والثانية «ماما رمت بابا من فوق»، لتروى عايدة محمد، ابنة شقيقة الرجل الأربعينى، أنها طالعت خالها يقف في «البلكونة» مع زوجته، وبعد أن دخلت العقار لتغسل يديها بعد الأكل «طلعت جرى على طول، عشان سمعت صوت دبة جامدة على الأرض، فلقيت (خالو) مرمى وسايح في دمه».
ليلًا، تقابل محمد سعد، مع عمه «السنوسى» بالعقار قبل دخوله إلى شقته، كان يتسند على الحائط أثناء صعوده، ووجهه يكسوه الحزن «شكلك شايل الهمّ، مالك كده يا عمو؟»، ابن الأخ يسأل، ويجيب العم: «مفيش حاجة شوية مشاكل في البيت، هطلع اسلم على الأولاد وأقعد شوية»، ليرفض تمامًا محاولات ابن أخيه أن يقصدا المقهى «عشان تفك عن نفسك شوية».
حال «السنوسى»، ضايق ابن أخيه، الذي نزل إلى الشارع من جديد، «عمى صعبّ عليا لأنه هو اللى مربينى وقريب منى، قلت أخرج اشمّ هوا»، وبمجرد وقوفه عند الناصية حتى عاد مهرولًا مع جمع من الناس «جه لى تليفون من البيت، بيقولى عمك وقع من البلكونة»، يقول إن «عمو سقط على سيارة ملاكى، تهشمت تمامًا، وفضل على حاله بالأرض، وأمعاؤه خرجت بره، ولينا جارنا مسعف ساعده إنه يتنفس بشكل كويس لحد ما توصل عربية الإسعاف».
مصاريف المنزل
أثناء نقل «السنوسى» إلى المستشفى، أومأ لأخيه «سعد» وابنه «مصطفى»، بإن «مراته حنان اللى رميته من البلكونة»، وفق ابن شقيق الضحية، فإنه شاهد زوجة عمه تصرخ بجوار الجثمان وتندب حظها «يا حبيبى، فوق لينا عايزينك»، فيما قالت أمام الشرطة التي ألقت القبض عليها «جوزى بيشرب مخدرات، ووقع من البلكونة لاختلال توازنه»، وكان ذلك قبل رقود العم في العناية المركزة ووفاته في الحال.
أسرة «السنوسى»، تشكك في كلام زوجته، وتقول إنه لم يتعاط مواد مخدرة، وخلافه مع «حنان» كان بسبب مصاريف المنزل، وقبل 4 أشهر كان يعمل في جامعة حلوان وترك العمل وأصبح «عاطلًا».
ابن شقيق المجنى عليه، يشير إلى أن خناقاته مع زوجته لم يكن يحكى تفاصيلها، لكنهم في بيت العائلة الذي يقيمون به، يعرفون بأن هناك مشاكل دائمة بين «السنوسى» و«حنان»، فقبل 10 سنوات انفصلا بالطلاق وعادت علاقتهما «عشان بينا 4 عيال»، هكذا سمع من العمّ، ويقول إن كل من في المنزل كان شبه قاطعين علاقتهم بزوجته «بينا وبينها السلام بس».
بدورها، أفادت تحريات أجهزة الأمن بأن مصاريف المنزل كانت سبب الخلافات الزوجية والمشاجرة الأخيرة بين «السنوسنى وحنان» والتى انتهت بمقتل الزوج، وإلقائه من البلكونة، مشيرةً إلى أن الزوجة دائمًا ما كانت تعايره بقولها: «يا عاطل»، كما دلت التحريات على أن الابن «مصطفى»، و«محمد» يعملان في ورشة دوكو، ويساهمان في مصاريف البيت.
النيابة العامة التي قررت حبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيقات، طلبت من الطبيب الشرعى الوقوف على أسباب وفاة المجنى عليه وكيفية حدوثها، وأخذ عينه من دمائه وتحليلها وبيان تعاطيه مواد مخدرة من عدمه.