فى الذكرى 23 لهجمات 11 سبتمبر.. خبراء: تهديدات بهجوم مماثل غير مرجحة
حظت الذكرى 23 لهجمات 11 سبتمبر باهتمام وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية صباح اليوم الأربعاء، وفى تحليل للمجلس الأطلسى ، وهو مؤسسة بحثية ذات طابع استراتيجي تتخذ من واشنطن مقرا لها، قالت الكاتبة كريستيان الكسندر إنه فى عصر المنافسة بين القوى العظمى، لا يزال التهديد بوقوع هجمات أخرى مثل هجمات 11 سبتمبر يلوح في الأفق لكن ليس بنفس الحجم.
وقالت الكاتبة إن الهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 سبتمبر 2001 بمثابة لحظة فاصلة في الأمن العالمي والنهج الأمريكي في مكافحة الإرهاب. ولم تسفر الهجمات المنسقة التي شنتها القاعدة عن خسارة مأساوية لأرواح ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص فحسب، بل أدت أيضاً إلى تغيير جذري في السياسة الداخلية والخارجية الأمريكية ــ الأمر الذي أدى إلى حروب في أفغانستان والعراق، وإنشاء وزارة الأمن الداخلي، وتنفيذ تدابير مراقبة واسعة النطاق. وفي السنوات التي تلت ذلك، لم تشهد الولايات المتحدة هجوماً آخر على نطاق مماثل، الأمر الذي دفع صناع السياسات ومحللي الأمن إلى مناقشة احتمالات وقوع مثل هذا الحدث مرة أخرى.
وفي حين لا تزال الجماعات الإرهابية ترغب في تنفيذ مثل هذه الهجمات، فإن عدة عوامل تجعل من الصعب تنفيذ عمليات كبيرة على غرار هجمات 11 سبتمبر. وقد عززت الولايات المتحدة بشكل كبير بنيتها التحتية الاستخباراتية والأمنية منذ عام 2001، وخاصة مع إنشاء وزارة الأمن الداخلي ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية. وقد أدى كل من هذين الأمرين إلى تحسين التنسيق بين مختلف وكالات الاستخبارات، مما سهل تبادل المعلومات وتحليلها بشكل أفضل وجعل من الصعب على المنظمات الإرهابية التخطيط لهجمات معقدة وتنفيذها دون اكتشافها، وفقا لتحليل المجلس الأطلسى.
وفي السنوات الأخيرة، عززت الولايات المتحدة ووسعت جهودها في تبادل المعلومات الاستخباراتية مع حلفائها لمكافحة التهديدات الإرهابية المتطورة.
وأشعلت الحرب العالمية ضد الإرهاب شرارة إنشاء تحالفات متعددة الجنسيات واتفاقيات تبادل المعلومات الاستخباراتية والعمليات المشتركة التي عطلت بشكل كبير الشبكات الإرهابية في جميع أنحاء العالم. ومن الأمثلة البارزة على ذلك إنشاء عملية جالانت فينيكس بقيادة الولايات المتحدة في عام 2019، وهي مبادرة تبادل معلومات استخباراتية متعددة الجنسيات تضم أكثر من عشرين دولة. تركز العملية على جمع وتبادل معلومات ساحة المعركة، وخاصة من الشرق الأوسط، لتتبع المقاتلين الأجانب وتعطيل الشبكات الإرهابية. تعمل الدول المشاركة معًا لجمع وتحليل المعلومات، والتي يتم نشرها بعد ذلك بين التحالف لمنع الأنشطة الإرهابية على مستوى العالم.
كما أدت الدروس المستفادة من أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلى تنفيذ تدابير أمنية صارمة في مختلف القطاعات، وخاصة الطيران. لقد أدت عمليات الفحص المحسنة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين شركات الطيران والوكالات الحكومية، وحملات التوعية العامة إلى خلق بيئة أكثر يقظة، وقادرة على ردع الهجمات المحتملة. وفي حين استفاد الإرهابيون أيضًا من التكنولوجيا في التجنيد والاتصال، فإن استخدام تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي وتقنيات المراقبة عزز قدرة إنفاذ القانون على اكتشاف الهجمات المحتملة ومنعها.
وأضافت الكاتبة أن عامل آخر يعمل ضد إمكانية وقوع حدث آخر على نطاق 11 سبتمبر هو الطبيعة المتغيرة للإرهاب نفسه. لقد أدى مقتل أسامة بن لادن في عام 2011 وتفكيك جزء كبير من قيادات القاعدة إلى تدهور قدرة الجماعات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية على التخطيط وتنفيذ هجمات واسعة النطاق على الأراضي الأمريكية.
لقد حولت المنظمات الإرهابية، التي أدركت صعوبة تنفيذ هجمات كبيرة ومنسقة، تكتيكاتها نحو عمليات أصغر وأكثر لامركزية. هذه الهجمات التي يطلق عليها "الذئاب المنفردة"، على الرغم من أنها لا تزال مميتة، عادة ما تكون أقل تعقيدًا وأقل قدرة على التسبب في خسائر بشرية جماعية على نطاق 11 سبتمبر. إن تفجير ماراثون بوسطن في عام 2013، وإطلاق النار في ملهى أورلاندو الليلي في عام 2016، ومختلف هجمات الدهس بالسيارات في أوروبا هي أمثلة على هذا التحول في استراتيجية الإرهابيين.