الصين بالأمم المتحدة: ينبغي تعزيز هيبة القانون الدولي ومقاطعة” قانون الغابة”ومعارضة العقوبات أحادية الجانب
في كلمة الممثل الخاص للرئيس الصيني "شي جينبينج" عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية لجمهورية الصين الشعبية "وانج يي" في قمة المستقبل للأمم المتحدة ا( 2024، والتي عقدت بمقر الأمم المتحدة في نيويورك)
أكد علي ان المستقبل يحمل أمل تنمية البشرية. في وجه التغيرات الكبيرة غير المسبوقة منذ مائة سنة في العالم، نعقد قمة المستقبل هنا، ونصدر سويا ميثاق المستقبل، بغية حشد الجهود للتنمية السلمية في العالم ورسم خطوط عريضة لمستقبل ومصير البشرية، الأمر الذي يكتسب دلالات مهمة.
ليست لدى البشرية إلا كوكب أرض واحد، وهي تعيش في عالم واحد. فيجب أن تتضافر دول العالم الجهود من أجل الاعتناء بهذا الكوكب بعناية كوادرها المشتركة وتدفع سويا بالحوكمة العالمية. في هذا السياق، طرح الرئيس الصيني "شي جينبينج" المفهوم الهام بشأن بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية والتعاون في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، مما قدم حلولا جديدة لمواجهة التحديات المشتركة للبشرية، ورسم خطوطا عريضة جديدة لبناء العالم الجميل. فيدعو وأضاف وزير الخارجية ان "الجانب الصيني يدعو إلى ما يلي:
ينبغي أن نبني مستقبلا يسوده السلام والأمن. لا يمكن لأي دولة أن تكون في مأمن عن التغيرات والاضطرابات المتشابكة والمخاطر والتحديات المتعاقبة التي يشهدها العالم اليوم، فيكون تعزيز التضامن والتعاون للمجتمع الدولي هو بمثابة سؤال لا بد من الإجابة عليه بدون خيار آخر. يجب أن تتمسك دول العالم بالمفهوم الأمني المشترك والشامل والتعاوني والمستدام وتعمل على حل الصراعات عبر الحوار وتسوية الخلافات عبر التنسيق وتدعيم الأمن عبر التعاون. ويجب على الدول الكبرى أن تكون قدوة في هذا الصدد على وجه الخصوص، وتكسر الدوائر الجيوسياسية الضيقة من منطلق نظرة واسعة تضع مصالح العالم في عين الاعتبار، وتتجاوز التكتلات الصغيرة التي تثير الصراعات والمجابهة من منظور واسع يسعى إلى تحقيق النجاح للنفس وللآخرين، حتى تصبح "المحرك" للتضامن العالمي و"حجر الزاوية" للسلام الدولي.
ينبغي أن نبني مستقبلا تسوده التنمية والازدهار. في العالم اليوم، إن جميع الدول لم تكن على متن أكثر من 190 قارب صغير، بل تكون على متن سفينة كبيرة تشترك في مصير واحد. إن القارب الصغير لا يتحمل الرياح والأمواج، بينما السفينة العملاقة تستطيع الصمود أمام الأمواج الهائجة. يتعين على دول العالم أن تتقاسم فرص التنمية، وتسعى إلى التعاون والكسب المشترك. ويتعين عليها أن تتمسك بمفهوم التنمية الذي يضع الشعب فوق كل الاعتبارات، وتدفع بالعولمة الاقتصادية المتسمة بالنفع للجميع والشمول، وتجعل الشعوب تستفيد من نتائج التنمية، وتجعل دول العالم تحقق الازدهار المشترك.إن منهج "الفائز يأخذ كل شيء" لا يؤدي إلا إلى الفشل للجميع، والتشبث ببناء "الفناء الصغير المحاط بالجدار العالي" لا يؤدي إلا إلى حبس نفسه وتقسيم العالم.
وشدد "وانج" علي انه ينبغي أن نبني مستقبلا تسوده العدالة والإنصاف. فجميع الدول الأعضاء متساوية في المجتمع الدولي مهما كان حجمها أو قوتها. ويجب التعامل مع الشؤون الدولية بالتشاور بين دول العالم. وينبغي الدفع بتعددية الأقطاب العالمية المتسمة بالمساواة والانتظام، والحفاظ على المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها والنظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية التي تقوم على أساس مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. وينبغي تعزيز هيبة سيادة القانون الدولي، ومقاطعة قانون الغابة المتمثل في "تنمر القوي على الضعيف"، ومعارضة العقوبات الأحادية الجانب وغيرها من تصرفات الهيمنة، بما يحافظ على الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية، ويدفع دمقرطة العلاقات الدولية، ويدافع عن العدالة والإنصاف الدوليين،و ينبغي
أن نبني مستقبلا أجمل، حيث تتطور الجولة الجديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية والتحول الصناعي على نحو معمق، مما يأتى بفرص وتحديات جديدة للمجتمع البشري والحوكمة العالمية. فينبغي مواكبة العصر واستكشاف مجالات جديدة وممارسات جديدة والسعي إلى حوكمة عالمية أكثر عدلا وإنصافا.
وأكد وزير الخارجية الصيني علي ان دولته تدعم الأمم المتحدة للعب دورها كالقناة الرئيسية في حوكمة الذكاء الاصطناعي، وستطرح "خطة العمل بشأن بناء قدرات الذكاء الاصطناعي من أجل النفع للجميع". وينبغي بصورة خاصة تشجيع الشباب على تفعيل قدرتهم الابتكارية، والمساهمة بطاقتهم الشبابية في دفع تطور المجتمع البشري.