الجارديان : اغتيال حسن نصر الله يترك إيران أمام خيار مصيري ويمثل إهانة للولايات المتحدة
قالت صحيفة /الجارديان/ البريطانية إن اغتيال الأمين العام لحزب الله في لبنان حسن نصر الله يترك إيران أمام خيار مصيري ويمثل إهانة للولايات المتحدة ..وأشارت الصحيفة إلى أن كل الأنظار ستتجه إلى رد فعل طهران، فهي تواجه الخيار المصيري الذي سعت دوما إلى تجنبه، والذي لم ترغب قيادتها الإصلاحية الجديدة على وجه الخصوص في اتخاذه.
وذكرت الصحيفة، في سياق مقال تحليلي نشرته اليوم، أن الغارة الجوية الإسرائيلية على قيادة حزب الله في لبنان لها تداعيات بعيدة المدى على كل من إيران والولايات المتحدة.
وأوضحت أنه بعد تأكيد مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله، تجاوزت منطقة الشرق الأوسط، بعد 11 شهرا من الحرب في غزة، حافة الهاوية ودخلت إلى مكان لم تكن فيه أبدا من قبل.
وقالت الجارديان إنه إذا قامت إيران ببساطة بإدانة إسرائيل بغضب بسبب تدمير محور المقاومة الذي بنته بجهد على مدار سنوات عديدة، أو دعت الآخرين إلى اتخاذ إجراءات غير محددة، فإن مصداقية إيران ستكون عرضه للخطر.. ولكن إذا ما شنت إيران ردا عسكريا مباشرا ضد إسرائيل، فلابد وأن يكون هذا الرد ذا مغزى، فهي تعلم أنها ستخوض معركة ضد جيش أثبت قدراته التكنولوجية والاستخباراتية بشكل كبير. ومن الواضح أن الاستخبارات الإسرائيلية اخترقت عمق حزب الله، وربما فعلت الشيء نفسه في طهران، بحسب الصحيفة.
ورأت الصحيفة أنه بالنسبة للرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، الذي انتخب على أساس رفع العقوبات الاقتصادية جزئيا من خلال بناء علاقات أفضل مع الغرب، فإن وفاة نصر الله لم تكن لتأتي في وقت أسوأ من هذا.
أما بالنسبة لواشنطن، قالت الصحيفة إن اغتيال نصر الله يمثل إهانة دبلوماسية واستعراضا لعجزها، أو رفضها، للسيطرة على
حليفها المثير للمشاكل.
وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يأمل أن يكون قد خدع الدبلوماسيين الأمريكيين في نيويورك. وتصر وزارة الخارجية الأمريكية على أنها توصلت إلى فهم واضح على أساس المحادثات مع رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، ونتنياهو، بأن إسرائيل ستقبل وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما، ولكن بمجرد الإعلان عن الخطة، تراجع نتنياهو عن الاتفاق.
وأضافت أنه في بعض النواحي، كان هذا تتويجا لنحو 12 شهرا من الاستراتيجية الأمريكية التي أصبحت الآن في حالة خراب. فمنذ هجمات السابع من أكتوبر التي شنتها حماس، طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل مرارا تبني استراتيجية مختلفة بشأن تسليم الغذاء إلى غزة، ومناطق الحماية ، وشروط وقف إطلاق النار، وفوق كل شيء، تجنب تصعيد الصراع.
وأوضحت الصحيفة أنه في كل مرة، أقر نتنياهو بالموقف الأمريكي، وتجنب رد واضحا ثم تجاهل واشنطن في نهاية المطاف. وفي كل مرة، أعربت الولايات المتحدة ــ المنزعجة والمحبطة ــ عن شكوكها بشأن استراتيجية نتنياهو، ولكنها استمرت في كل مرة في تقديم أسلحة له.
وفي ختام تحليلها، قالت الصحيفة إنه في الوقت الحالي، ما لم تثبت إيران أنها أكثر حزما مما كانت عليه حتى الآن، فإن نتنياهو الذي سيتولى دفة القيادة.