آسر أحمد يكتب: تجربة كاستينج والمواهب الجديدة وعمرو سلامة
تتطلع صناعة السينما والدراما دائماً على آليات حديثة ومتطورة لمواكبة التحديات، وتكمن تلك الآليات في معدات تصوير وتقنيات جرافيك وتجهيزات ضخمة لإنتاج مشهد حركي، ولكن يبقي العنصر الأهم في الصناعة وهو "الموهبة" وهي العنصر الذي يبحث عنه القائمين على العمل بشكل دوري ومستمر ولن يتوقف البحث عن هذا العنصر طوال مسيرة الصناعة وحتى ان وصلت بعد مئات السنين إلى تقنيات وآلية يصعب عن العقل عن يفهما سيظل البحث عن الوجوه الجديد هو الهدف الأول والأخير.
اعتقد دائماً أن أهم شيء في منظومة صناعة أي عمل سينمائي أو درامي هي "العين" عين القائمين على العمل التي يروا من خلالها التوظيف المثالي لكل ممثل ليلائم كل تفصيله سردتها القصة والحدوتة ليخرج بالعمل في أكمل وجهه، وهذا ما يفقده الكثير من الاعمال التي تواصل البحث عن مواهب تلائم الورق ومن ثم بعد فشلهم في البحث يمنحوا الأدوار لأشخاص "لا أصفهم بأنهم غير موهبين" ولكنهم ليسا في أماكنهم الصحيحة، لذلك جاءت أدوار برامج اكتشاف المواهب، التي تزيل العوائق امام المواهب وتتيح لهم فرصة حقيقية لتقديم أفضل ما عندهم، بالإضافة إلى منحهم دورات تدريبية لمساعدتهم في توظيف مواهبهم في أماكنها الصحيحة، وهو ما نجح فيه برنامج "كاستنج" الذي يشرف عليه المخرج عمرو سلامة ومن انتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
كاستينج أتاح فرصة مهمة وفريدة ليست فقط للمتقدمين ولكنها فرصة ذهبية لصناع السينما والدراما لرؤية مواهب جديدة تستطيع من أول مشهد لهم ترك انطباع يستمر معك لفترات طويلة، ومع الوقت يستطيعا ان يثبتها قدراتهم بين الكبار، حلقات تعرض يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع تمنح فرص للمتقدمين وللصناع وللمشاهدين في رؤية وجوه جديدة تم توظيفها وتدريبها جيداً، ولعل اختيار المخرج عمرو سلامة للإشراف على التجربة الجديدة كانت في محلها كونه يمتلك "عين" شبابية يستطيع من خلالها اختيار المواهب الحقيقية وتسكينها في المكان الصحيح.
كاستينج ليس برنامج اكتشاف مواهب، ولكنه تجربة حقيقية يستطيع أى شخص أيا كان عمره أو شكله أو لهجته التقديم من خلاله ليضع قدماً على الطريق الصحيح في مشواره وإن لم يحالفه الحظ في الفوز والمنافسة فقد منح فرصة تدريبية عظيمة ونصائح من ضيوف كبار من كتاب ومخرجين ومنتجين يحضرون الحلقات.