سما سعيد تكتب.. عيد ميلاد الكينج.. عزف منير على أوتار السينما جعل صوته رمزا للسلام والحب والقسوة
محمد منير أو الكينج الذى عرفته الأجيال على مدار تاريخه الفنى، والذى لطالما أبدع بصوته الشجى العذب الذى يحاكى قلوبنا ويلمس أرواحنا، الذى لم يكتف بتألقه الموسيقى التى جعلته متربعاً على عرش النجومية العالمية لسنوات طويلة، بل وكانت له بصمته المختلفة فى السينما التى وثقت موهبته الفريدة فى قصص عن الحرب والحب والقسوة، وأحياناً الفلسفة
منير صاحب الإحساس الموسيقى العالى، الذى قام بدور الصديق الوفى، فى فيلم "حكايات الغريب" الدور الذى كان ممتلئا بأهوال الحرب والمشاعر الإنسانية، وتوثيقاً لدور المقاومة الباسلة لمدن القناة وشبابها، فمن منا لم يتذكر الأغنية الأيقونية "حلوة بلادى السمرة" بصوته الذى استمر لسنوات معبراً عن الحرب والسلام، فى رحلة بحثه عن "عبد الرحمن" أو "الغريب" أو كل مصرى يفدى بدمه أرض بلاده.
"يوم مر ويوم حلو" منير فى شخصية عرابى النجار، شاب بسيط فى حاله وهيئته، لكنه قاسى يبحث عن لحظات السعادة ولكن دون أن يرحم امرأة أرملة وحيدة تسعى لسد دين زوجها، منير جسد الشخصية الشريرة التى تظهر فى كل مشهد وفى الخلفية بعض المقطوعات بصوته التى أبرزت هذه القسوة بطريقة فريدة، ناقلاً بأدائه تعقيدات الحياة التى واجهتها البطلة وكان هو أحد أسبابها، جعلت المشاهدين يكرهون عرابى وصوت فاتن حمامة فى خلفية المشهد الأخير وهى تقول "هيروح منى فين، مسيرى الاقيه، والدين هينسد والعدو هيتهد".
أما فى فيلم "المصير"، ظهر منير كفيلسوف، صاحب الآراء الفكرية "الشاعر" والذى لم يكن مجرد تمثيل أمام الكاميرا، لمطرب يغنى "لسه الأغانى ممكنة" بل كانت مشاهد عميقة تبحث عن الفكر والتوافق بين القلب والعقل، الشخصية الفلسفية التى أخرجها المخرج الراحل يوسف شاهين ولولاه لما كنا نرى منير فى قوة أدائه التمثيلى.
أوتار السينما، التى لا تحتاج سوى عازف محترف، صاحب صدق مشاعر وإحساس يلمس القلوب، الموهبة التى لم تستغل بالشكل الكافى فى التمثيل، لكنها سيطرت على الساحة الغنائية العالمية لسنوات وسنوات، ولازالت تمتعنا تحت شعار "الكينج" محمد منير