«المسيرات التجسسية» و«بالونات التتبع» .. هل تشعل فتيل الحرب بين الكوريتين من جديد ؟
هل اقتربت الحرب بين الكوريتين؟ سؤال يطرحه الكثير خصوصا بعد التصعيد المستمر بين كوريا الشمالية التي تدعمها روسيا والصين وجارتها الجنوبية المدعومة من أمريكا واليابان.
وفي أحدث تصعيد بين الجارتين واصلت سول إطلاق مسيرات تجسسية نحو الشمال وهو ما أثار استفزاز جارتها التي حذرت من رد كارثي في حال استمرت مثل تلك الخروقات.
ومن جانبها أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن سياسات زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون خلال الأشهر الأخيرة تؤكد أنه يستعد للحرب في شبه الجزيرة الكورية.
فلقد نجحت كوريا الشمالية في نشر قمرا صناعيا لأول مرة كما بدأت في تشغيل مفاعل نووي جديد ، وطوال الفترة الماضية نجح كيم بخطاباته الرنانة في حشد جيشه وتهيئة شعبه للحرب، وهو ليس بالأمر الصعب علي كيم الذي اتخذ جده القرار ذاته عام 1950.
ولم تكن تلك هي المرة الأولي التي تطلق فيها سول طائرات مسيرة بهدف التجسس باتجاه جارتها الشمالية لذا حذّرت شقيقة زعيم كوريا الشمالية، المتمتعة بنفوذ كبير، سول واتهمتها بإطلاق طائرات مسيّرة تحمل منشورات دعائية دخلت المجال الجوي لبيونج يانج ثلاث مرات، الأولى في الثالث من أكتوبر، ثم يومي الأربعاء والخميس.
يأتي ذلك بينما نفى وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم يونج هيون أن تكون بلاده قد أرسلت أي طائرات مسيّرة إلى الشمال، لكن مسؤولا في هيئة الأركان المشتركة في الجيش الكوري الجنوبي عدّل لاحقا في بيان الموقف الكوري الجنوبي بقوله في بيان إن سول "لا يمكنها تأكيد هل الادعاءات الكورية الشمالية صحيحة أم لا".
ووصفت، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي والمتحدثة الرئيسية باسم نظامه، إن رفض سول تأكيد صحة الادعاءات معناه أن المسيرات أطلقها "رجال العصابات العسكرية"، في إشارة إلى قوات كوريا الجنوبية.
وأكدت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية أن المسيّرات التي يعتقد أن الجنوب أطلقها ألقت منشورات دعائية مناهضة للنظام وتعد"انتهاك متعمّد للقانون الدولي وهجوم عسكري خطير".
كما أطلق نشطاء كوريون جنوبيون لسنوات بالونات تحتوي على منشورات دعائية مناهضة لنظام كيم ، في تكتيك ندّد به الشمال.
وردا على ذلك، أطلق الشمال حيث تمنع الحكومة اطلاع الشعب على أي نتاج بعكس الثقافة الكورية الجنوبية، أكثر من ستة آلاف بالون محمل بالقاذورات إلى الجنوب منذ مايو.
ومن جانبه أفاد الجيش الكوري الجنوبي، بأن بعض البالونات التي أطلقتها كوريا الشمالية لإلقاء القمامة في أنحاء كوريا الجنوبية كانت مزودة بأجهزة تتبع ونقل لنظام تحديد المواقع العالمي، معلنا أنه تم العثور على أجهزة تتبع ونقل لنظام تحديد المواقع العالمي في بعض البالونات الكورية الشمالية، التي ربما تستخدمها بيونج يانج لبحث بيانات تحليق البالونات.
وقال مسؤول عسكري إن الجيش "يتتبع التطوير المحتمل لكوريا الشمالية لتكنولوجيا تحليق البالونات ويستعد للطوارئ".
وأرسلت كوريا الشمالية هذا العام حتى الآن نحو 6 آلاف بالون قمامة إلى كوريا الجنوبية. وتشير التقديرات إلى أن بيونج يانج أنفقت 600 مليون وون (444.148 دولار أمريكيا) على حملة البالونات.