”الجنايات الاستئنافية” تحيل تكفيريا إخوانيا إلى المفتي لقتله أمين شرطة وآخر أمام قسم القناطر
قررت محكمة الجنايات الاستئنافية لجرائم الإرهاب، برئاسة المستشار خالد الشباسي، بإحالة أوراق تكفيري إخواني داعشي إلى فضيلة مفتي الجمهورية، لاستطلاع الرأي الشرعي بشأن توقيع عقوبة الإعدام عليه، وحددت جلسة شهر نوفمبر للنطق بالحكم.
وضمت هيئة المحكمة المستشارين محمد القرش وتامر الفنجري ورامي إبراهيم، وبحضور رئيس نيابة أمن الدولة حسين وائل.
مبرمج تكفيري وراء الجريمة
كشفت أوراق القضية التي نظرتها محكمة الجنايات الاستئنافية لجرائم الإرهاب، أن المتهم، صاحب الـ30 عاما، من العناصر التكفيرية شديدة الخطورة وهارب منذ أحداث فض رابعة، كما انتحل عدة أسماء، ليتوارى خلفها عن الأنظار نظرا لصدور أحكام غيابية ضده.
وأضافت أوراق القضية أن المتهم، يعمل مبرمج حاسب آلي، تلقى في نهاية عام 2023، تكليفات واردة من قيادات جماعة الإخوان بالخارج، وبعض القيادات الداعشية، برغبتهم في إحداث حالة من الذعر والفزع لدى المواطنين، وضرب الأمن والسلم الاجتماعي عن طريق تنفيذ حادث طعن ضد أفراد شرطة أمام أحد الأقسام الشرطية، أو إحدى المحاكم.
المتهم تعرض للتضليل من قيادات الجماعة الهاربة
وتابعت التحقيقات في القضية، أن المحرضين أوهموه بوجود مجموعات أخرى ستعاونه في جريمته، إحداها ستغطي هروبه، وأخرى تصور الجريمة لنشرها على وسائل الإعلام والمنصات الاجتماعية، وذلك لإيهام مشاهد الفيديو بضعف تأمين المنشآت الأمنية.
وقبل الجريمة، تلقى الشاب التكفيري، حوالتين ماليتين من الخارج، ليحدد مكان التنفيذ بإحدى المحاكم، لكنه فشل في تنفيذ الجريمة، فقرر بعدها أن يرتكب جريمته أمام قسم شرطة القناطر، وتوجه إلى القسم وهو يخفي سكينا بين طيات ملابسه، وعند دخوله تحدث مع أمين شرطة من عناصر تأمين القسم عن رغبته في تحرير محضر، وفي تلك الأثناء استغل انشغال أمين الشرطة بالرد على استفسار لسيدة أثناء دخولها للقسم، وأخرج سكينه وسدد طعنة قاتلة لأمين الشرطة في رقبته، ليسقط صريعا غارقا في دمائه.
وتابعت التحقيقات في القضية، أن المتهم أثناء هروبه طارده أمين شرطة آخر شاهد الواقعة، فسدد له طعنة هو الآخر، وحينما تدخل مواطنون لنجدته طعن 3 آخرين سقط أحدهم قتيلا بطعنة في القلب؛ ليسفر الهجوم عن مقتل شخصين بينهم أمين الشرطة، وإصابة 3 آخرين.
قوات الأمن تمكنت من ضبط المتهم، بعدما حاول الاختباء أعلى سطح أحد المنازل، وأحيل للتحقيق بنيابة أمن الدولة، وهناك اعترف بارتكاب الجريمة، بشكل تفصيلي، ومثل جريمته أمام فريق من النيابة، وأكد في التحقيقات أنه تعرض للتضليل من قيادات الجماعة، واكتشف أنه وحيدا ينفذ الجريمة، ولم يكن هناك أشخاص آخرين لمساعدته على الهرب أو لتصوير الجريمة.
وبإحالة المتهم للمحاكمة، قضت محكمة الجنايات برئاسة المستشار سامح عبدالحكم، بمعاقبته بالإعدام شنقا، في التهم الموجهة إليه، لكنه استأنف على الحكم أمام محكمة الجنايات الاستئنافية لجرائم الإرهاب، والتي أصدرت ضده قرارها المتقدم بإحالة أوراقه مرة أخرى لفضيلة مفتي الجمهورية، وفقا للقانون 1 لسنة 2024.