الدكتور محمد الجندي: الموعظة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب
تفقد اليوم السبت الموافق ٢٠٢٤/١٠/١٩، فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الجندي أمين العام مجمع البحوث الإسلامية، منطقة وعظ القاهرة.
وذلك في إطار الزيارات المفاجئة، لمنطاق وعظ الأزهر الشريف على مستوى محافظات الجمهورية، لمتابعة سير العمل، والوقوف على الإيجابيات والعمل على تعظيمها ومعرفة التحديات لمواجهتها والعقبات لتذليلها، ومن اجل الإرتقاء بالعمل الدعوي التوعوي على كافة المستويات ولجميع الفئات، جنبا إلى جنب، مع الوزارات والهيئات والمؤسسات الرسمية والأهلية والشعبية بالدولة المصرية.
ولتفعيل المبادرة الرئاسية التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، (بداية جديدة لبناء الإنسان)، ويدعمها ويرعاها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات من فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف.
وأكد فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الجندي أمين العام مجمع البحوث الإسلامية، ان الإخلاص هو روح الأعمال، وبه تقبل وبدونه لا وزن لها ولا قيمة عند الله تعالى، ولئن كان الإخلاص مطلوبـًا وأمرًا رئيسـًا وركنـًا ثابتـًا في قبول أي عمل دنيوي وأخروي، عبادات ومعاملات، ليس للدعاة فقط، وإنما لكل مكلف، كما هو ثابت ومعلوم في كلام الله سبحانه جل شأنه، وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه، قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)، (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)، (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ)، (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى … ".
وأوضح الدكتور الجندي، ان الإخلاص الذي تكلمنا عنه هو الإخلاص بالمعنى العام ، وليس هذا الذي أقصد توفره في الداعية، وإنما المقصود في الداعية إخلاص من نوع خاص، وهو أن يعمل لدعوته بالصدق، ويعيش معها بأحاسيسه ومشاعره، فيمرض لضعفها، وينتشي ويفرح بقوتها، إذا دعا لم تكن دعوته لمجرد أداء واجب أو إسقاط تكليف أو تخلص من تبعة المساءلة، وإنما يدعو بحرقة للدين وشفقة على المدعوين، واستنقاذًا لهم من النار، وغضب الجبار، فمثل هذا إذا تكلم خرج الكلام من قلبه فنفع وانتفع، فإن الموعظة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، وإذا خرجت من اللسان دخلت من أذن وخرجت من الأخرى، والعالم إذا لم يرد بموعظته وجه الله زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا.
وأشار أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إلى ان الفترة المقبلة سوف تشهد إنطلاقة برؤية شاملة لمعالجة اوجه القصور، لأن الأمة الإسلامية والدولة المصرية، في أشد الحاجة إلى جهود السادة علماء وعظ الأزهر الشريف، لتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتوضيح صحيح الدين السمح الوسطي، ومجابهة التطرف الفكري، من الجانبين، المغالاة والتشدد، والإلحاد والتعصب.
وأشاد الدكتور الجندي، بأداء منطقة وعظ القاهرة ولجنة المصالحات والفتوى الرئيسية، واللجان الفرعية، مشيرا، إلى ان هذه المنطقة تتمتع بخصوصية من الناحية الجغرافية بالقاهرة، ولقربها من جميع المؤسسات الحيوية، ولذلك نعقد عليها أمال كبيرة.
من جانبه، أعرب فضيلة الشيخ شريف أبو حطب مدير عام منطقة وعظ القاهرة ورئيس لجان الفتوى والمصالحات ولم الشمل بوعظ الأزهر الشريف بالقاهرة، بإسمه ونيابة عن جميع العاملين، عن خالص سعادته بهذه الزيارة الهامة، والتي تعطي دفعة قوية، ومساندة حقيقية، من اجل تقييمنا وتوجيهنا، للعمل الدعوي التوعوي لخدمة العلم والأزهر الشريف والدولة المصرية.