بوابة الدولة
الأربعاء 19 نوفمبر 2025 01:09 مـ 28 جمادى أول 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

رجب هلال حميده يكتب: متى سنفيق من تعاطي الدروشة؟

رجب هلال حميده
رجب هلال حميده

مشهد اغتيال السنوار هو مشهد يمكن أن نراه من زاوية المقاتل المقاوم الشرس، الشهيد الذي يدفع المسيره الإسرائيلية بقطعة من الخشب ولا يخشاها رغم أنه أعزل، مقطوع الذراع، بل وقد نفدت ذخيرته. حقًا إنه مشهد ملهم للمقاومين المدافعين عن أرضهم المحتلة منذ 75 عامًا، ولكن هناك زاوية أخرى يجب أيضًا أن نراها ولا يصح أن نغفلها.

هناك مسيره تلاحق الرجل الذي يشيح بالعصا، وهناك فارق علمي شاسع بين مسيره وخشبه ، والمعركة ليست متكافئه أبدًا. هناك خلل في طريقة تفكيرنا يجعلنا مصرين على استرجاع قصص التراث، عن المسلم الذي هو بألف رجل، وعن الـ300 مسلم الذين هزموا عدوهم الذي يتفوق عليهم عدديا بـ10 مرات.

نعيش سكرة الروايات والحكايات القديمة عن أدهم الشرقاوي وعلي الزيبق، ولا نخرج بأي عبره من مقتل عرفات وهنية والسنوار وحسن نصر الله إلا بقصص لا تمت للواقع بصلة، وسنظل في هذه الدائرة المفرغة حتى تصبح الهوة بيننا وبين الخصوم أكبر من قدرة أي طرف على رتقها. ولن نستطيع تقليل الفوارق إلا بخطوات أراها لا غنى عنها في هذا العالم الذي لا يعرف إلا لغة العلم والقوة بالعلم، ولا تعيقه مبادئ أو قوانين أو قيم أبدًا.

لكي نلحق بركب العلم والحضارة والتكنولوجيا، يتطلب الأمر تحركًا شاملاً يبدأ من التعليم ويمتد إلى الابتكار والاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة. التعامل بواقعية مع التحديات وإدراك الفجوة الحالية هو الخطوة الأولى نحو تجاوزها. وعلى العرب أن يتبنوا سياسات تدعم الابتكار وتخلق بيئة حاضنة للتقدم، بعيدًا عن الخطابات العقيمة والعنتريات التي لم تقدم شيئًا للتنمية الحقيقية.

من المؤكد أن الفجوة التكنولوجية بيننا وبين الغرب تمثل أحد التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة. وهي ليست فقط في مجال التكنولوجيا، بل تمتد لتشمل التعليم، الابتكار، والاستثمار في البحث العلمي والتطوير. لذلك، إذا أردنا اللحاق بركب الحضارة والتكنولوجيا وتقلص الفجوة بينها وبين الغرب، يجب اتخاذ خطوات استراتيجيه جاده وتبني الواقعيه بعيدًا عن الشعارات والعنتريات الحنجورية، سواء كانت قومية ناصرية أو دينية، والتي كانت وما زالت تسيطر على الخطاب السياسي والاجتماعي منذ أن قاد أفكارنا أصحاب مكبرات الصوت العالية والمسيطرون على كل المنصات .

لذلك، أرى أن الخطوة الأولى تبدأ من التعليم. فالدول التي تتصدر العالم في مجال التكنولوجيا والابتكار تستثمر بشكل كبير في التعليم. يجب علينا تحسين النظم التعليمية، والتركيز على تطوير المهارات التي تحتاجها الأسواق الحديثة.

يتطلب ذلك تحديث المناهج الدراسية لتشمل العلوم الحديثة، التكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات، وتشجيع التفكير النقدي والإبداعي، بدلاً من التعليم التقليدي الذي يعتمد على التلقين.

أتمنى أن تمتد الخطوات التي اتخذت في وزارة التعليم إلى وزارة التعليم العالي لتشمل نفس المراجعات، سواء في المناهج أو الأعداد التي تلتحق بالتخصصات التي نحتاجها لبناء مستقبل متطور تكنولوجيًا في كل المجالات.

أيضًا يجب دعم البحث العلمي من خلال إنشاء مراكز بحثيه متقدمه ، وتوفير التمويل اللازم لها، وتوجيه أغلب التمويل للأبحاث فعليًا، لا لتغطية تجديدات المباني والأثاث ومكافآت المستشارين.

لأن جميع الدول الرائدة في العالم في مجال البحث العلمي والابتكار التكنولوجي تضع استثمارات كبيرة في التعليم والبحث والتطوير، فإن تقليد هذا النموذج سيضعنا بالقطع على الطريق الصحيح.

لقد أثبتت تجربة العالم أن الابتكار هو مفتاح النجاح في عالم التكنولوجيا. لذلك نحتاج إلى خلق بيئة مشجعة لريادة الأعمال والابتكار التكنولوجي، ويمكن تحقيق ذلك من خلال دعم الشركات الناشئة وتوفير التمويل اللازم لها، وتذليل خطوات إنشائها، وكذلك حتمية التعاون بين الجامعات والشركات الصناعية لتطوير أفكار جديدة يمكن تحويلها إلى منتجات وخدمات.

كما يجب إقامة حاضنات ومسرعات أعمال لدعم الأفكار الناشئة وتحويلها إلى مشاريع تجاريه قابله للتوسع، ويمكننا قياس ترتيبنا العالمي عن طريق قياس عدد الشركات الناشئه مقارنة بعدد السكان، وهو ما يوضح تراجع كل العرب في انتهاج السياسات الداعمة للابتكار وريادة الأعمال.

وحيث إن العالم الآن يتجه نحو الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو، والروبوتات، والطاقة المتجددة، لذلك إذا أردنا تقليص الفجوة التكنولوجيه ، يجب أن نركز على هذه المجالات، وبناء القدرات المحلية فيها، وتطوير الكفاءات في البرمجة وتعلم الآلة، لدعم قدرتنا على المنافسة في الاقتصاد العالمي.

مجال الطاقة المتجددة في المنطقة العربية ما زال في رأيي مهجورًا ولا يتناسب مع إمكانياتنا الهائلة في مجال الطاقة الشمسية والرياح المتوفرة طوال العام تقريبًا.
أستغرب من ضعف خطط تطوير التكنولوجيا للطاقة المتجددة، التي ستقلل الاعتماد على الموارد التقليدية وتدعم القدرة على الابتكار التكنولوجي.

لا يجب أيضًا أن نغفل أهمية استغلال العولمة لصالحنا هذه المرة من خلال التعاون مع الدول المتقدمة والمؤسسات الدولية، فهي ضرورة لا غنى عنها، وذلك من خلال اتفاقيات التعاون العلمي والتكنولوجي، واتفاقيات الشراكة والتصنيع المشترك ونقل التكنولوجيا، وخطط تبادل الخبرات والمعرفه ، وهو ما سيدعم قدرتنا على اللحاق بالركب.

هذا التعاون يجب أن يشمل إرسال الطلاب والباحثين إلى الخارج للدراسة والعمل في مؤسسات بحثية مرموقة، وتحفيزهم للعودة لتنمية وطنهم، وكذلك إقامة شراكات تكنولوجية مع شركات ومؤسسات عالمية، والانضمام إلى المبادرات العالمية التي تهدف إلى تسريع الابتكار التكنولوجي.

وأعود وأكرر أن الخطوة الأولى يجب أن تكون التخلي عن العنتريات واعتماد الواقعية. فالتقدم العربي مكبوح بفعل الخطاب السياسي الذي يعتمد على “العنتريات” والشعارات الكبرى دون وجود خطط عملية وواقعية لتحقيق الأهداف.

إن التحديات الحقيقية التي تواجهنا تتطلب استجابة مبنية على التخطيط الواقعي والعمل الجاد، بدلاً من التصريحات الحماسية التي لا تؤدي إلى أي نتائج ملموسة. وأول خطوات التعامل مع الواقع هي الاعتراف بالفجوة التكنولوجية الكبيرة الموجودة، والعمل بجدية لتقليصها بدلاً من الانشغال بالمواجهات الرمزية.

ولا أغفل أيضًا أن أي تقدم اقتصادي أو تكنولوجي لا يمكن أن يتحقق دون إصلاح سياسي موازٍ ونظام حكومي شفاف ونزيه. فالفساد يعد أحد أكبر العقبات التي تواجه تطوير البنية التحتية في الدول العربية، بما في ذلك البنية التحتية التعليمية والتكنولوجية. لذلك، يجب محاربة الفساد من خلال إصلاحات قانونية ومؤسسية تضمن توزيعًا عادلًا للموارد وتنمية مناخ الابتكار والاستثمار.

إذا تحقق كل ما سبق، أضمن أننا سنسلم الراية لأبنائنا وقد أدينا ما يضمن لهم حياة أفضل وأكثر عدلًا وسلامًا وسعادة.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى18 نوفمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.1235 47.2235
يورو 54.6115 54.7368
جنيه إسترلينى 61.9533 62.1037
فرنك سويسرى 59.1633 59.3111
100 ين يابانى 30.3572 30.4236
ريال سعودى 12.5649 12.5923
دينار كويتى 153.5268 153.9028
درهم اماراتى 12.8294 12.8573
اليوان الصينى 6.6264 6.6415

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6265 جنيه 6230 جنيه $131.50
سعر ذهب 22 5740 جنيه 5710 جنيه $120.54
سعر ذهب 21 5480 جنيه 5450 جنيه $115.06
سعر ذهب 18 4695 جنيه 4670 جنيه $98.63
سعر ذهب 14 3655 جنيه 3635 جنيه $76.71
سعر ذهب 12 3130 جنيه 3115 جنيه $65.75
سعر الأونصة 194795 جنيه 193730 جنيه $4090.15
الجنيه الذهب 43840 جنيه 43600 جنيه $920.51
الأونصة بالدولار 4090.15 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى