في ندوة الأكاديمية العربية الدولية للملكية الفكرية: تطرح قضية الجيل الجديد من التواصل الإجتماعي ثلاثي الأبعاد
أقامت الأكاديمية العربية الدولية للملكية الفكرية المنبثقة عن الإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية ندوة فكرية ثقافية تحت عنوان " حقوق الملكية الفكرية والميتا فيرس " أعلن ذلك المستشار أسامه البيطار الأمين العام للإتحاد.
وأشار البيطار إلى أن هذه الندوات تأتي في إطار ما يقوم به الإتحاد والاكاديمية في نشر ثقافة الملكية الفكرية في كل ما هو جديد في عالم المعرفة ولاسيما المتعلق منها بتكنولوجيا الملكية الفكرية.
أدار الندوة والتي جاءت حافلة بالمعلومات الدكتور وليد أمين الرئيس التنفيذي للأكاديمية.
فى البداية تحدث المهندس زياد عبد التواب خبير التحول الرقمى و امن المعلومات فى المحاضرة الاولى بعنوان "التكنولوجيا والقانون" عن العالم الافتراضى الجديد والذى اصبح يستغرق مساحة كبيرة من اليوم العادى لكافة المستخدمين فالاحصائيات تشير الى ان المتوسط العام لاستخدام شبكة الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعى تقترب من 2.5 ساعة يوما واشار الى ان تلك النسبة تختلف من منطقة فى العالم لاخرى ومن دولة لاخرى ومن مستخدم لاخر واشار ايضا الى المستجدات الحديثة فى التكنولوجيا وخاصة الذكاء الاصطناعى وكيف تعرف عليه العالم كله بعد ظهور تطبيق المحادثة شات جى بى تى فى نوفمبر من عام 2022 مشيراً الى ان الذكاء الاصطناعى موجود كمبدا و تطبيق على نطاق ضيق منذ خمسينيات القرن الماضى ولكن لم يصل الى درجة الدقة الحالية الا بعد زيادة حجم البيانات الرقمية وسرعة الحواسب وتطور الشبكات و البرمجيات.
وأطلق المهندس زياد عبد التواب في حديثه على مصطلح الميتافيرس "الجيل الجديد من التواصل الاجتماعى" والذى سيكون ثلاثى الأبعاد بإستخدام نظارات خاصة وعدد آخر من الإكسسوارات وهو ما سيتيح للمستخدم تجربة الإبحار عبر العالم الإفتراضى بصورة أكثر واقعية وجاذبية، ثم تطرق إلى مكونات الميتافيرس والأنشطة التى سيستطيع المستخدم أدائها داخله ومنها التعليم و العمل و التسلية و نشر الإبداعات و التجارة للسلع و الخدمات و تطرق أيضا إلى مفهوم سلاسل الكتلة Block chain وهى تقنية يمكن من خلالها إستخدام العملات المشفرة أو الرموز غير القابل للإستبدال NFT و العقود الذكية Smart Contracts حيث قام بشرح تلك التقنيات وربطتها بالمسؤولية والإلتزامات القانونية لأطرافها و مدى تاثير ذلك على قضايا الملكية الفكرية والخصوصية والجرائم الرقمية.
فيما تناول المستشار الدكتور تامر الشحات نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية تحديات حقوق الملكية الفكرية داخل الميتافيرس
قائلا أن تسارع وتيرة التكنولوجيا يوما بعد يوم فبالأمس القريب كنا نصطف أمام الإذاعة إلى أن ظهر التلفاز فى بدايات القرن العشرين وقد غير بعض الشيء من معالم الحياة الإجتماعية حينذاك دون ان يؤثر على العادات والقيم والتقاليد السائدة والتي لم يستطع هذا الجهاز المساس به إلى أن ظهر الحاسب الآلى وتطور في أشكاله المختلفة وصولاً لبرامجه الكثيرة والتي أحدثت تغيرات جذرية في المجتمعات أجمع بدون استثناء ولم يتوقف قطار التكنولوجيا عند هذا الحد حيث يسعى العالم حالياً الى صنع نوع من العوالم الموازية و هو ما يطلق عليها العوالم الافتراضية أو عوالم ما وراء الطبيعة Metaverseوهو نوع من التطبيقات الحديثة التي تأخذ الأنسان من عالمه الحقيقى إلى عالم آخر يجد فيه ما لا يستطيع الوصول إلية في عالمه الحقيقى.
وأشار الدكتور تامر الشحات إلى أنه بصرف النظر عن عواقبه الإجتماعية فأنه يخشى معه أن يؤثر على المكتسبات القانونية لأصحاب حقوق الملكية الفكرية نظراً لطبيعة الأدوات التقنية المراد إستخدامها داخل هذا العالم والتي قد لا تتوافق مع هذه المكتسبات .
مشيرا إلى أن أكثر الحقوق الملكية الفكرية تأثراً داخل الميتافيرس هما العلامات التجارية وحق المؤلف بحسبان أن هذا العالم قد أنشئ في المقام الأول بهدف اقتصادى بغية تحقيق أكبر قدر من المكاسب المالية والشاهد على ذلك أن شركتى نايكى وكونفرس قد تقدما بطلبات أمام مكتب العلامات التجارية بالولايات المتحدة بغية تسجيل علاماتهما التجارية في الميتافيرس و سارع خلفهما كثير من الشركات الكبرى ،ولذلك لابد قبل الخوض في غمار هذه التقنية وضع القواعد القانونية الحاكمة لها حتى لا يضار أصحاب حقوق الملكية الفكرية من جراء إستخدامهم علاماتهم التجارية او مصنفاتهم الأدبية أو الفنية داخل هذا العالم الإفتراضي.
وأضاف الشحات أن قواعد الملكية الفكرية قد أسست الواقعة المنشئة للعلامة التجارية على أساس الاستعمال وإن اقرنتها بقرينة التسجيل وبنت على ذلك قاعدتين هامتين وهما أن الملاحقة الجنائية مقرون بتسجيل العلامة في حين أن المطالبة بالتعويض يستوى فيه تسجيل العلامة من عدمه، ومن الناحية الشكلية قد أعطت لمكاتب العلامات التجارية الحق في فحص طلبات التسجيل سواء من الناحية الشكلية أو من الناحية الشكلية والموضوعية وأوجبت نشر العلامة لإتاحة فرصة الطعن على عملية التسجيل قبل تمامه .
لما كانت هذه هي القواعد الحاكمة في العالم الحقيقى فما مدى إمكانية تطبيقها في العالم الافتراضي فعلى سبيل المثال هل سيعتد بتسجيل العلامة داخل المكاتب الوطنية للحصول على الحماية لمنصة تنطلق منها العالم الافتراضي في الولايات المتحدة بخلاف المعروف أن الحماية للمنتجات محل العلامة التجارية تحمى في الأقاليم المسجلة بها بخلاف العلامات ذائعة الشهرة ، أم سيتم اعتماد أسس أخرى للتسجيل ، كما سيثار مشاكل قانونية أخرى ترتبط بكيفية تحديد هوية الجانى والقانون الواجب التطبيق وحجية الدليل الرقمى في مجال الإثبات الجنائى والمدنى .
وأما من ناحية حق المؤلف فقد أكد المستشار تامر الشحات أنه سيثار ايضاً الكثير من المشاكل سيما مع التوسع في استخدام تقنية ال NFT وهى الرموز غير القابلة للاستبدال والمنشئة وفقا لتقنية البلوك تشين حيث أن هذه التقنية والتي تعد مجازاً وثيقة ملكية رقمية قد تغير من مفهوم الحماية للمصنفات الأدبية والفنية داخل الميتافيرس .
وأضاف الشحات إلى أن الكثير من القضايا والتحديات القانونية قد تتولد عند بدء استخدام منصات العوالم الافتراضية سواء كانت ارتبطت بحقوق أصحاب الملكية الفكرية أو مرتبطة بالخصوصية وهو ما يجب التحوط من أثاره السلبية الوارد حدوثها في حق مكتسبات أصحاب حقوق الملكية الفكرية أو في حق الدول النامية عندما تجتمع كل أصحاب العلامات المشهورة أصحاب رأس المال العالمى داخل بيئة رقمية واحده بغرض الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب المالية.وفي نهاية الدورة وزعت الشهادات على المشاركين .