واشنطن بوست: البرازيل تستضيف قمة العشرين أملًا في التوصل لاتفاق يكافح الجوع
ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الإثنين، أن البرازيل تستضيف حاليًا قمة مجموعة العشرين في وقت تتفاقم فيه الحروب والصراعات، مع ترقب العالم لعودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؛ أملًا في التوصل لاتفاق يكافح الجوع في العالم.
ورجحت الصحيفة - في سياق مقال تحليلي - ألا توقع الدول الصناعية والناشئة المُشاركة على إعلان ذي مغزى فيما يتعلق بالجغرافيا السياسية.. وأكدت أن القمة التي تستهل فعالياتها اليوم في (ريو دي جانيرو) لمدة يومين طغت عليها حربان، إضافة إلى فوز ترامب في الانتخابات الأخيرة.
وقالت الصحيفة إن التوترات العالمية المتزايدة وعدم اليقين بشأن إدارة ترامب القادمة؛ أدت إلى تخفيف أي توقعات حيال بيان شديد اللهجة يتناول الصراعات في الشرق الأوسط أو الحرب بين روسيا وأوكرانيا. ويتوقع الخبراء بدلاً من ذلك وثيقة نهائية تركز على القضايا الاجتماعية مثل القضاء على الجوع- وهي إحدى أولويات البرازيل- حتى لو كانت تهدف إلى تضمين ذكر الحروب الجارية.
وتعليقًا على القمة، قالت كريستيان لوسينا كارنيرو، استاذة العلاقات الدولية بجامعة "ساو باولو"، في تصريح خاص للصحيفة: "لقد انخرطت الدبلوماسية البرازيلية بقوة في هذه المهمة، ولكن توقع إعلان قوي وإجماعي بشكل جوهري في عام مثل 2024 مع صراعين دوليين خطيرين هو أمر فوق مستوى التوقعات".
وأبرزت (واشنطن بوست) أن ثمة تشككات في المجتمع الدولي تنامت في الآونة الأخيرة، خاصة بعد أن أحبط الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا محاولة إعادة انتخاب الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو في عام 2022، بشأن احتمالية استضافة الزعيم اليساري والدبلوماسي الذكي، والذي أطلق عليه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ذات مرة "السياسي الأكثر شعبية على وجه الأرض"، لمجموعة العشرين... مضيفة: "لم يكن لدى بولسونارو اهتمام شخصي كبير بالقمم الدولية حتى أنه ترك السياسة الخارجية تسترشد بالإيديولوجية واشتبك مع العديد من القادة، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. لقد تولى لولا منصبه وكان يستشهد غالبًا بعبارة جذابة: "عادت البرازيل".
وعادت البرازيل تحت حكم لولا إلى مبدأ عدم الانحياز الذي دام عقودًا من الزمان لصياغة سياسة تحمي مصالحها على أفضل وجه في عالم متعدد الأقطاب على نحو متزايد، حسب قول الصحيفة، وهذا ينطوي على التحدث إلى جميع الأطراف، وهو ما يقول الخبراء إنه أعطى البرازيل مكانة مميزة لاستضافة قمة مثل مجموعة العشرين.
وتابعت (واشنطن بوست) بالقول "إن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر والعودة الوشيكة لمبدأ أمريكا أولاً قد يعيق أيضًا الروح الدبلوماسية اللازمة لاتفاق واسع النطاق على القضايا المثيرة للانقسام".. وحول هذا الأمر، أضافت كارنيرو "إذا كان لدينا يقين واحد، فهو يتعلق بتشكك دونالد ترامب في مبدأ التعددية".
وقال مسئولان من البرازيل ومسئول من دولة أخرى من مجموعة العشرين - في تصريحات خاصة للـ"واشنطن بوست" - إن المفاوضين الأرجنتينيين يقفون في طريق الإعلان المشترك، وتحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث علناً.. وقال اثنان منهم إن المفاوضين الأرجنتينيين أثاروا عدة اعتراضات على المسودة، وهم يعارضون بشدة بندًا يدعو إلى فرض ضريبة عالمية على الأثرياء للغاية- وهو بند قبلوه سابقًا في يوليو- وبنداً آخر يعزز المساواة بين الجنسين.
بدوره، أشار السفير ماوريسيو ليريو، المفاوض البرازيلي الرئيسي في مجموعة العشرين، إلى الصحفيين في الثامن من نوفمبر الماضي، أن الإعلان النهائي للقادة يجب أن يتناول الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، لكن الدبلوماسيين ما زالوا يناقشون كيفية التوصل إلى لغة مقبولة عالميًا. وتابع ليريو -في العاصمة برازيليا: "أن الرسالة الرئيسية، بطبيعة الحال، هي أننا بحاجة إلى تحقيق السلام ليس فقط فيما يتعلق بهذه الصراعات ولكن جميع الصراعات"، مؤكدًا أن إطلاق لولا لتحالف عالمي ضد الجوع والفقر اليوم الاثنين لا يقل أهمية عن البيان الختامي.
وأردف المسئول البرازيلي "أن إعلان القادة سيكون الإنجاز الأبرز. ولكن في الوقت نفسه، وكما أمر الرئيس نفسه، لدينا مجموعة العشرين التي تركز على الإجراءات الملموسة، مثل إطلاق تحالف عالمي ضد الجوع، مع حزمة من البرامج الاجتماعية الملموسة للغاية والآليات المبتكرة لتوفير الموارد اللازمة لتنفيذها".
من ناحيته، قال توماس تراومان، وهو وزير سابق في الحكومة البرازيلية ومستشار سياسي مقيم في ريو دي جانيرو: "إن إنشاء تحالف لولا ضد الجوع هو الهدف الرئيسي الوحيد للبرازيل من إعلان مجموعة العشرين الذي سيتم الحصول عليه. أرادت البرازيل صفقة عالمية لمكافحة الفقر ومشروع لتمويل التحول الأخضر وبعض الإجماع حول فرض ضريبة عالمية على الأثرياء. ولكن لم ينجُ سوى الأول".. مع الإشارة إلى أن الرئيس جو بايدن سيحضر القمة بعد توقف في ليما لحضور منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ ثم سيسافر إلى مانوس، وهي مدينة تقع في غابات الأمازون المطيرة في البرازيل. وستكون هذه هي المرة الأولى التي تطأ فيها قدم رئيس أمريكي في منصبه منطقة الأمازون، والهدف من الرحلة هو تسليط الضوء على "الالتزام بحماية البيئة واحترام الثقافات المحلية"، وفقًا لبيان صدر في 12 نوفمبر من السفارة الأمريكية في البرازيل.