الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : صدر بسيون الذى بات ينعق فيها البوم هل يزورها قنديل غدا وينهى مأساتها
صحة الغربيه فى حالة إستنفار عام ، مبنى المديريه وجميع المستشفيات ترقبا للزياره الميدانيه التى سيقوم بها غدا الخميس الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحه على رأس وفد رفيع من الوزاره يضم كافة التخصصات الطبيه للوقوف على أحوال الصحه بالمحافظه ورصد الخلل وتصويبه ، سبق الزياره لجان فنيه وصلت بالأمس المحافظه للتجهيز للزياره وإعداد تقارير وافيه بواقع الطب بالمحافظه فيما يتعلق بأداء مديرية الشئون الصحيه ، كنت أتمنى أن تكون الزياره مفاجأه حتى يتم رصد الخلل بصدق وموضوعيه ، لأنه نظرا لأنها معلنه بذل العمال جهدا كبيرا فى نظافة المستشفيات ، وتم التنبيه على كل من يعمل بالقطاع بألا يتكلم منهم أحد أو يعرض امرا فيه مشاكل ، ويكونوا جميعا على رأس العمل ، لاراحات ، ولاأجازات ، ولاإذن بالإنصراف ، وكان هناك إقتراح بشراء سجاد أحمر يتم فرشه فى مدخل مديرية الصحه ، والمستشفى الجديد بسبرباى لإبهار نائب الوزير ، وإيهامه بأن الأمور على مايرام وأن هذا هو الطبيعى كل الوقت .
إستشعارا بالمسئوليه ككاتب صحفى متخصص ، ونائبا تشرف بعضوية البرلمان عن المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ ، وكسياسى ، أنبه إلى مايمكن إخفائه على نائب الوزير واللجان المرافقه له ، إبراءا للذمه أمام الله تعالى ثم أمام الناس ، خاصة مايتعلق بكارثة مستشفى صدر بسيون والذى مرجعها قولا واحدا فشل فى الإداره ، وتدنى فى الأداء ، وإنحدار فى الفهم ، وضعف تملك أصحاب القرار ، لذا كان الصمت حيال عدم تشغيلها خطيئه ، والتغافل عن هذا الوضع إجرام ، بل إن عدم التشغيل جريمة مكتملة الأركان يجب أن يخضع كل مرتكبيها للحساب والمسائله ، يتعاظم هذا المطلب لأن له علاقه بإهدار المال العام ، حيث تبلغ تكلفتها مايقرب من ثلاثمائة مليون جنيه ، وتم فرشها وتركيب كافة الأجهزه الطبيه التى تقدر بالملايين ، وفى النهايه تم إغلاق كل مبانيها وتشغيل بعض الغرف بالدور الأرضى بها كمستوصف . يضاف إلى ذلك مأساة الترسيخ لعدم المصداقيه حيث سبق وأن طرحت هذه الكارثه فى لقاء عقده الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحه والدكتور طارق رحمى بديوان عام المحافظه منذ أكثر من عام وأمر الوزير بتشغيلها فورا بعد تدبير 5 مليون جنيه لإعداد نظام خاص بالإطفاء عندما أكد له مرافقوه ومع ذلك لم يتم تنفيذ ماطالب به الوزير .
يتعين أن ينتبه الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحه فى زيارته غدا الخميس لمستشفيات الغربيه بأن قضية مستشفى صدر بسيون هى قضية حق وصدق لذا تناولتها مرارا وتكرارا ، وسأظل أتناولها حتى آخر نفس في حياتى أو تشغيل المستشفى أيهما أقرب ، إلا أننى سأفترض أننى إنسان فقدت القدره على الفهم ، وإنتابتنى حاله من اللاوعى ، لذا فاليفهمنى ، ويصوب مسلكى هؤلاء المسئولين العظماء بالصحه أصحاب العقول الفاهمه ، والإدراك الواعى خاصة وكيل وزارة الصحه بالغربيه الهمام ، الذين يصدرون لنا دائما وأبدا وهذا يسعدنا كثيرا أنهم يتمتعون بفهم يفوق فهم الجميع ، وقدره على دراسة الأمور تعلو على قدرة أى أحد ، وإداره فولاذيه لايصل إليها قدرات الجهابزه ، لذا يتعين عليهم أن يقولوا لى ، وأن يفهمونى يرحمهم الله ، وكذلك يفهموا الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحه الذى سيشرف محافظتنا كيف يمكن الصمت ومكونات المستشفى من أجهزه طبيه ، وأدوات معامل ، وأسرة عناية مركزه ، وتنك الأوكسوجين الذين تبلغ قيمتهم بالملايين معرضين للتلف من تركهم بلا إستخدام ، وبلاحراسه فاعله ، وبلا تنظيف جيد ، حتى المبنى بدأت عوامل التعرية والغلق المحكم لمبانيه تؤثر على الجدران ، بالمجمل قريبا ستكون المستشفى بيتا للأشباح ينعق فيه البوم .
قولا واحدا غير مقبول أى محاولة لإلهاء الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحه عن تشغيل المستشفى كما سبق وأن حدث مع الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحه ، ومن غير المقبول أن يقال قولوا ماتريدون ونحن سنفعل مانريد لأن هناك الدكتور سعفان الرجل القوى بديوان عام الوزارة صمام أمان ، لأن الأمر ليس نزاع شخصى إنما مصلحه عامه ننشدها جميعا ، ويتعين على أصحاب هذا النهج العجيب إدراك أننى بفضل الله وزميلى معالى النائب عبدالعزيز حتاته رحمه الله من حصلنا على الموافقه ببناء المستشفى قبل مايزيد على عشرين عاما ، وتابعنا إنشائها إلى أن إكتمل البنيان وتم الفرش وأغلقت المستشفى بعد ذلك بالضبه والمفتاح فى تصرف عجيب وغريب ومستهجن ، يبقى على وكيل وزارة الصحه الدكتور أسامه بلبل أن يدرك أن شخصه الكريم محل تقدير وإحترام ، يبقى أن ماأطرحه هو حقى فى ماأراه لديه من تقصير فى الأداء ، وهذا طبيعى ، فما أطرحه أمر له علاقة بمأساة مستشفى ليست ملكا خاصا بى ، ولاملكا خاصا بسيادته إنما هو حق لأبناء بلدتى بسيون أن يحصلوا على خدمه صحيه حقيقيه ، رافضا مايروج له بعض الحواريين من أن المسئول الأول عن الصحه بالغربيه لايريد إنجاز أمر المستشفى حتى لايقال أننى كوفدى صاحب هذا الإنجاز فى البدايه والنهايه ، وكأن الوفد ليس حزبا سياسيا معترف به ، وقد يحقق نتائج فى هذا التوجه الغريب لأنه مسنود من الوزير شخصيا لذا لاأحد فى دماغه ولايعنيه أن يشكو أبنائها أو حتى يصرخون ، دون إدراك منه أن قامات بلدتى بسيون الوزير المستشار النائب فرج الدورى عضو مجلس الشيوخ ، والوزير المستشار أحمد سعد عبدالرحيم وكيل مجلس النواب ، لن يقبلا بهذا الوضع المتردى ، وهذا الفكر العجيب الذى يروج له البعض .
خلاصة القول .. سيكون من المآسى أن يحضر إلى الغربيه غدا الخميس نائب وزير الصحه الدكتور عمرو قنديل ، على رأس لجان طبيه رفيعة الشأن عالية القدر كشخصه الكريم ، ويذهب دون أن يعمل على تشغيل مستشفى الصدر ببلدتى بسيون ، ويردع كل المتنطعين ، ويواجه كل المتحزلقين ، ولو حدث سنكون أمام ترسيخ نهج شديد البغض ، يعمق للسلبيه ، ويقضى على ماتبقى من رغبه فى البناء وتحقيق التقدم ، على أية حال لن أتراجع عن تبنى تلك القضيه الجوهريه الهامه ، وسأظل أقلق مضاجع الفاشلين من المسئولين حتى تعمل المستشفى ، وسأظل أصرخ في وجوه المغيبين حتى يتجاوزوا هذا التعاطى المتدنى مع الأمور ، وستظل ثقتى كبيره في الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الحكومه وفي محافظنا المحترم اللواء أشرف الجندى أنهما سيتدخلان لإنهاء تلك المهزله المتمثله فى عدم تشغيل مستشفى صدر بسيون الذى بات ينعق فيها البوم رغم إكتمال مبانيها وتركيب أجهزتها ، تلك المستشفى التي باتت تسيىء للحكومه مكتمله ، وأنهما سيصوبان مسالك الشاردين وينهيان هذه المهزله ، وستظل ثقتى في الأجهزه الرقابيه راسخه وثابته ثبوت اليقين في أننى موجود على قيد الحياه أنها ستدك معاقل الفاشلين وأنا معهم بقلمى حفاظا على مقدرات الوطن .