الكاتب الصحفي جهاد عبد المنعم يكتب .. السياحة العلاجية استثمار واعد
من أبرز الاتجاهات الحديثة للاستثمار العالمي والتي تشهد نمواً سريعاً على مستوى العالم. السياحة العلاجية
فهي تجمع بين متعة السفر والعلاج الطبي والاستجمام والاسترخاء بعيدا عن ضغوط الحياة اليومية واعباء العمل
وتتيح السياحة العلاجية للأفراد فرصة الحصول على خدمات صحية متقدمة بأحدث التقنيات ووسائل العلاج الطبي والطبيعي
ولذلك فان هذه الصناعة تعد اليوم جزءاً أساسياً من الاقتصاد العالمي، وذات تأثير كبير على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات على حد سواء.
كذلك فان هذه الصناعة تعد من القطاعات الاقتصادية الواعدة التي تساهم في تنمية العديد من الأمم لان الدول التي تمتلك مرافق طبية متطورة وتوفر علاجاً متميزاً بأسعار معقولة أصبحت مقاصد رئيسية للمرضى من كافة أنحاء العالم. مثل تايلاند، الهند، تركيا، وماليزيا حيث يتم تقديم خدمات طبية متقدمة في مجالات مثل جراحة التجميل، علاج الأسنان، والجراحة المتخصصة، ما يجعلها مقاصد جذابة للعديد من السياح
و لا تقتصر فوائدها على تقديم العلاج للأفراد، بل تساهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد الوطني. فالدخل الناتج عن السياحة العلاجية يشمل رسوم العلاج، تكاليف السفر، الإقامة، والمصاريف الأخرى ذات الصلة. وبالتالي، فإنها تعد مصدراً مهماً للإيرادات المالية، فضلاً عن خلق فرص عمل في القطاعات الصحية والسياحية والفندقة
واليوم عندما نتحدث عن تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي ودورها في في تحسين جودة العلاج وتوسيع نطاق الخدمات الصحية المقدمة للسياح. يمكننا القول ان أحدث التقنيات في مجال الجراحة، العلاج الطبيعي، الطب البديل، والطب التجميل جعلت من العديد من الوجهات السياحية وجهات طبية رائدة. كما أن تزايد الوعي بالخيارات العلاجية المتاحة عبر الإنترنت أسهم في توجيه المرضى إلى البلدان التي تقدم العلاج الأكثر فعالية وبأسعار تنافسية.
بالإضافة إلى ذلك، توفر العديد من الدول برامج سياحية متكاملة تشمل العلاج والرعاية اللاحقة في منتجعات صحية، مما يعزز من جاذبية هذه الوجهات. حيث يحصل المرضى على العلاج المتميز مع فرصة للاستجمام، مما يجعل التجربة أكثر شمولية وراحة.
على المستوى الاجتماعي، توفر السياحة العلاجية فرصاً كبيرة للأفراد للحصول على رعاية صحية عالية الجودة قد تكون غير متوفرة في بلادهم. هذا الأمر لا يقتصر فقط على العلاج الجسدي، بل يمتد إلى تحسين جودة الحياة بشكل عام. إذ تتيح هذه الصناعة للأفراد الحصول على الراحة النفسية والجسدية، مما يساهم في تعزيز رفاههم.
كما أن السياحة العلاجية تساهم في بناء جسور من التعاون والتبادل الثقافي بين الدول. فالسياح غالباً ما يتفاعلون مع المجتمعات المحلية، ما يعزز من فهمهم للثقافات المختلفة ويعزز التبادل المعرفي.
من المتوقع أن تستمر السياحة العلاجية في النمو بفضل التطورات التقنية، وتزايد الوعي بالخدمات الصحية العالمية. كما سيكون لها دور كبير في تعزيز التنمية المستدامة في البلدان التي تعتمد على هذا القطاع. على الرغم من التحديات، فإن الإمكانيات الاقتصادية والاجتماعية التي تقدمها السياحة العلاجية تجعل منها محوراً مهماً في الخطط المستقبلية للدول الساعية إلى التميز في هذا المجال.
هناك العديد من الدول التي تتمتع بسمعة عالمية في مجال السياحة العلاجية، بفضل بنية تحتية طبية متطورة، أطباء مختصين، وخدمات طبية عالية الجودة بتكلفة أقل مقارنة بالدول الغربية. من أبرز هذه الدول:
الهند وتايلاند وماليزيا وتركيا
والجديد ان دول الخليج وأهمها المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة اصبحت من الوجهات السياحية العلاجية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتمتع هذه الدول بمنشآت طبية متطورة وأطباء عالميين، بالإضافة إلى تشجيع السياحة العلاجية من خلال حملات تسويقية موجهة.
وهذا يتطلب جهدا اكبر واستثمار الموارد البشرية المؤهلة للعمل في هذا المجال كما انه
: يجب أن تتمتع هذه المنشآت بمواصفات عالمية من حيث التجهيزات الطبية والتقنيات الحديثة، وهو ما تجده في العديد من الدول المتميزة في السياحة العلاجية. بالاضافة الي ان البحث العلمي يسهم في تحسين العلاجات المتاحة، كما أن استخدام التكنولوجيا الطبية مثل الروبوتات الجراحية والذكاء الاصطناعي قد ساعد بشكل كبير في تحسين نتائج العلاج.
في النهاية نود ان نقول ان السياحة العلاجية سوقاً ضخماً يقدر بنحو 60 مليار دولار سنوياً على مستوى العالم. ومن المتوقع أن ينمو هذا السوق بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى حوالي 15% خلال السنوات المقبلة.