ذكرى ميلاد عبد الحفيظ التطاوي.. أستاذ المسرح الذي تخرج على يده مشاهير الفن
واحد من الوجوه البارزة في تاريخ الفن المصري، لعله لم يحظى بشهرة واسعة تضاهي موهبته الفريدة، ولكنه استطاع أن يترك إرثا فنيا كبيرا في مجال المسرح والدراما، هو الفنان الراحل عبد الحفيظ التطاوي، الذي يحل اليوم الجمعة الموافق 29 نوفمبر ذكرى ميلاده.
أحب التطاوي الفن منذ صغره، ولكن لم يكن دراسته له هو خياره الأول، بل درس في كلية الحقوق، ثم بعد ذلك إلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وظل يعمل في المسرح لسنوات عديدة حتى تم ترشيحه للمشاركة في إحدى العروض المسرحية المحترفة، ومن هنا جاءت الإنطلاقة.
لم يكتفي بكونه عاشق للمسرح وصاحب موهبة فريدة، بل كان كذلك معلما فريدا، حيث عمل كأستاذا لمادة التمثيل والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج على يده العديد من الفنانين سواء من مصر أو الدول العربية والذين أصبحوا نجوما بارزين في عالم الفن، كما أسس التطاوي فرقة المسرح الحر والتي كان لها دورا كبيرا في إثراء الساحة الفنية.
بدأ مشواره السينمائي في فيلم “ظهور الإسلام” الذي شارك فيه مع الفنان أحمد مظهر، وعلى الرغم من أن السينما لم تكن هي مجال تفرغه الأول، فقد قدّم العديد من الأدوار السينمائية المميزة، كما كانت له مشاركة في المسلسلات التليفزيونية التي حققت شهرة واسعة، مثل “عادات وتقاليد”، و*“بوابة المتولي”، و“حسن ونعيمة”، و“زينب”*، حيث قدم أدوارًا تنوعت بين الكوميديا والدراما، وحققت نجاحًا كبيرًا لدى الجمهور المصري والعربي.
توفي الفنان عبد الحفيظ التطاوي في عام 1998 عن عمر يناهز 76 عامًا، ولكنه ترك وراءه إرثًا فنيًا سيظل خالداً في ذاكرة الجمهور المصري. فقد كانت مسيرته الفنية مثالا على الاحترافية والتفاني في العمل، حيث أسهم في تطوير المسرح المصري وجعل من خلاله الفن أداة للتعليم والتثقيف. فقد عرف التاطاوي كيف يمزج بين الفن والثقافة، وكيف ينقل هموم وأحلام المجتمع المصري إلى خشبة المسرح.