تكامل الذكاء الاصطناعى مع التعليم المرن لتطوير العملية التعليمية بالجامعات
عرض الدكتور أسامه إمام عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي جامعة حلوان ومنال عبدالقادر وكيل كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي لشئون التعليم والطلاب بجامعة حلوان رؤية كاملة لتطوير التعليم أثناء حضورهم المؤتمر التاسع عشر (19) لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي "نظام تعليمي عال ومرن يتكيف مع التطورات العالمية المتسارعة" بأبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة .
أوضح إمام أن التعليم العالي في الدول العربية شهد تطورًا ملحوظًا من حيث البنية التحتية وزيادة الوعي بأهميته، لكنه يواجه تحديات كبيرة تشمل ضعف جودة التعليم، نقص البحث العلمي، وعدم توافق مخرجاته مع سوق العمل. تواجه الجامعات العربية تحديات كبيرة نتيجة للمنافسة العالمية الشديدة من الجامعات التي تقدم تعليمًا عالي الجودة باستخدام تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، مما يجعل من الصعب على الجامعات العربية التنافس في التصنيفات الأكاديمية والبحث العلمي.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني قطاع التعليم العالي من ظاهرة هجرة العقول، حيث يسعى العديد من الأكاديميين والباحثين إلى فرص أفضل في الخارج بسبب غياب بيئات مناسبة للتطوير الأكاديمي في بعض الدول العربية، ما يؤدي إلى فقدان الخبرات والمعرفة التي يمكن أن تدعم التعليم والبحث العلمي في المنطقة.
أفادت منال عبدالقادر، بأنه قد تم عمل دراسة مستفيضة لدراسة تطور المنظومات التعليمية والبحثية العربية في ضوء الأهداف الأممية للتعليم العالي للوقوف علي الفرص التي يجب التركيز عليها واستثمارها لتطوير التعليم العالي في الدول العربية والتي كان من أهمها الشراكات الدولية التي تتيح تحديث المناهج، تبادل الخبرات الأكاديمية، وتعزيز البحث العلمي عبر تقنيات وأدوات متقدمة. الاستثمار في البحث العلمي والتطوير لتعزيز الابتكار والتنمية المستدامة، حيث يسهم في ربط العملية التعليمية بالواقع العملي.
هذا الاستثمار يشمل استخدام التكنولوجيا الحديثة، التعاون مع الشركات في مشاريع بحثية، ودعم حاضنات الأعمال لتحويل الأفكار إلى مشاريع عملية، مما يُحسن جاهزية الطلاب لسوق العمل.
أوضحت الدراسة أن إدماج الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في التعليم يمثل خطوة مهمة لتحسين الجودة وتعزيز الابتكار ويقدم حلول لتحديات مجتمعية واقتصادية.
وتحدث أسامه إمام قائلا أننا نعيش عصر الثورة الصناعية الرابعة(4IR )، حيث يشهد العالم تغيرات جذرية في التكنولوجيا والصناعات والمجتمعات بفضل تقدم الذكاء الاصطناعي (AI) والتشغيل الآلي والحوسبة الذكية.
يشكل الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من هذه الثورة، حيث يُستخدم لتعزيز الإنتاجية ودقة العمليات عبر مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم العالي.
وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي بشكل خاص في تحسين جودة التعليم وتطوير الأبحاث ودعم الإدارة الأكاديمية، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعلم الشخصي والممارسات التعليمية المبتكرة. كما ذكر أن تكامل الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي أصبح ضرورة ملحة لتحقيق كفاءة أكبر في العملية التعليمية والاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة.
بينما استكملت منال عبدالقادر حديث أسامة إمام مؤكدة علي أن تكامل الذكاء الاصطناعي يعتمد على مجموعة من الاستراتيجيات التي تبدأ بتطوير المناهج الدراسية لتتضمن مفاهيم الذكاء الاصطناعي مثل التعلم الآلي وتحليل البيانات.
يساعد ذلك في تحسين التفاعل بين الطلاب والمناهج من خلال تخصيص المحتوى التعليمي بناءً على احتياجات كل طالب. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة العمليات الإدارية مثل تسجيل الطلاب وإدارة الجداول الدراسية، مما يوفر وقتًا أكبر للكوادر الإدارية للتركيز على الجوانب الأكاديمية.
أضافت عبدالقادر آن المعامل المتخصصة في الذكاء الاصطناعي تشكل جزءًا أساسيًا من هذا التحول، حيث تعمل كبيئات مبتكرة لدعم الأبحاث وتطوير التطبيقات العملية.
ومع ذلك، يواجه التعليم العالي في العالم العربي تحديات كبيرة مثل نقص البنية التحتية المناسبة وعدم كفاية المهارات التقنية المتخصصة. لذلك، يجب تعزيز البنية التحتية التقنية من خلال توفير تجهيزات حاسوبية متقدمة وأدوات برمجية قوية مثل مكتبات التعلم الآلي.
أعرب أسامة أمام عن أمنيته في أن يري قريبا تحويل الجامعات إلى مؤسسات ذكية حيث أن هذا التحول سيمكن الجامعات منتحسين جودة الخدمات التعليمية والإدارية وسوف يوفر حلولًا تعليمية مخصصة تساهم في تقليل التكاليف التشغيلية.
وللبدء في هذا التحول فإن الأمر يتطلب دعم الأبحاث العلمية وتشجيع الابتكار من خلال برامج تدريبية متخصصة للكوادر البشرية. إضافة إلي أنه يجب وضع أطر قانونية وأخلاقية واضحة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، مع التركيز على حماية خصوصية البيانات وضمان الشفافية في الأنظمة المستخدمة.
كما يجب تعزيز التعاون بين الجامعات والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية لتبادل المعرفة.
وأوضحت الدكتورة منال عبدالقادر أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي في عدة مجالات لتشمل أنظمة التدريس الذكية، الواقع المعزز، مجال التقييم، تحليل بيانات الطلاب، توفير دعم فوري للطلاب من خلال الإجابة على استفساراتهم وتقديم توصيات مخصصة، مما يعزز تجربة التعلم ويخفف العبء على أعضاء هيئة التدريس وأن التعلم المرن المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح عنصرًا أساسيًا في تطوير التعليم العالي عالميًا وعربيًا، حيث يوفر مرونة كبيرة تتيح للطلاب التعلم وفقًا لاحتياجاتهم الفردية وظروفهم الخاصة.
يعتمد هذا النموذج على الدمج بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني، مما يمنح الطلاب فرصة متابعة دراستهم عبر منصات تعليمية متقدمة كما تشير التقارير العالمية إلى أن هذا النمط من التعليم سيستمر في النمو بشكل كبير خلال السنوات المقبلة؛ حيث تتوقع الدراسات أن 70% من الجامعات العالمية ستعتمد التعليم المدمج أو المرن بحلول عام 2030.