العلم الذي غُزل في واشنطن وأصبح رمزًا لدى السوريين
غمرت شوارع الولايات المتحدة فرحة عارمة، وعمّت الاحتفالات بين الجاليات السورية التي رفعت علم الثورة شامخاً في كل مكان.
مظاهر الفخر والانتصار طغت على الوجوه، فقد تحقق الحلم الذي راود السوريين لسنوات طويلة.
العلم الذي بدأ رحلته من غرفة صغيرة في واشنطن بات اليوم رمزاً يوحد أصوات الثورة في الداخل والخارج، ويُرفع في كل مكان يصدح فيه السوريون بحريتهم.
تروي رنا عبد الرحيم، المعروفة باسم "أم آدم"، قصة ولادة هذا العلم الذي أصبح اليوم جزءاً من تاريخ النضال السوري.
قبل خمسة عشر عاماً، كانت مجموعة من السوريين تجتمع كل سبت أمام البيت الأبيض، متحدّيةً كل التهديدات والضغوط. وسط هذه الأجواء المليئة بالإصرار، جاء صفوح البرازي، اللاجئ من مدينة حماة، بفكرة إعادة إحياء علم الاستقلال الذي سبق عهد عائلة الأسد.
حملت رنا مهمة خياطة العلم بعد أن أحضر البرازي أقمشة بألوانه الأربعة: الأخضر والأسود والأبيض والأحمر. استعانت برفيقتها أم عبدالله، التي بذلت جهدها رغم صعوبة المهمة، وخاصة في خياطة النجوم التي أُعدّت يدوياً بسبب نقص الإمكانيات. تقول رنا: “كان العمل بسيطاً، لكنه حمل أملاً كبيراً. أردنا أن نصنع علماً يُعيد لسوريا رمزها الحقيقي”.
لم تكن المهمة سهلة، فالعلم واجه في بدايته رفضاً واعتراضاً حتى من بعض المعارضين، إلى جانب المضايقات التي تعرّضوا لها من أنصار النظام السوري في أمريكا. لكن الإصرار كان أقوى من أي عقبة. ومع مرور الوقت، بدأ العلم ينتشر تدريجياً، من نيوجيرسي إلى كندا، وصولاً إلى ساحات الثورة داخل سوريا.
تضيف رنا: "لحظة رؤية العلم يُرفع في مظاهرات سوريا كانت أكبر فرحة في حياتي. لم أكن أتوقع أن ما خُيّط بأيدينا في واشنطن سيصبح رمزاً يلتف حوله الثوار في كل مكان".
اليوم، يرفرف هذا العلم في كل الولايات الأمريكية، وفي قلب سوريا الثائرة. تحول من قطعة قماش إلى رمز للصمود والحرية.
بفضل جهود رنا عبد الرحيم وصفوح البرازي وكل من آمن بهذا الحلم، أصبح العلم شاهداً على قوة الإرادة السورية في مواجهة الظلم، ودليلاً على أن الحلم بالحرية يبدأ بخطوة صغيرة لكنه قادر على تغيير مسار التاريخ.