سباق نووي في البحر.. كيف تتجنب الهند وباكستان كارثة في المياه الدولية؟
مع تصاعد المنافسة البحرية بين الهند وباكستان، يشهد المجال النووي البحري في جنوب آسيا تحولًا استراتيجيًا جذب انتباهًا عالميًا.
ويستعرض هذا التقرير، مسارات التحديث التي تسلكها البحريتان الهندية والباكستانية، مع تسليط الضوء على عقائدهما الاستراتيجية، وطبيعة أساطيلهما، وشبكة مشاركاتهما الخارجية، وفي ظل هذا التنافس، تتبلور الحاجة إلى استحداث آليات مبتكرة لإدارة الأزمات البحرية.
◄كيف يمكن لاتفاقية «INCSEA» أن تحد من المخاطر النووية؟
أشار موقع «ستيمسون» للأبحاث السياسية بواشنطن، إلى أهمية إنشاء اتفاقية جديدة للحوادث البحرية "INCSEA"، وتعزيز قنوات الاتصال في الأوقات الحرجة، وتوسيع نطاق التفاعلات الثنائية ومتعددة الأطراف لمعالجة المخاطر المتزايدة في هذا المسرح النووي البحري الناشئ.
يمكن قياس مستوى التحديث البحري من خلال ثلاثة عوامل رئيسية، أولا، العقيدة البحرية، تشكل العقائد أساس النظرة الاستراتيجية لكل من البحريتين، حيث تحدد كيفية استخدام القوات البحرية لتحقيق أهدافها الوطنية، وبالنسبة للهند، يبدو التركيز على الردع المتكامل وحماية المصالح الاقتصادية، بينما تتجه باكستان نحو تطوير قدرة دفاعية قائمة على الردع النووي.
ثانيًا، طبيعة الأسطول، ويشير هذا المصطلح إلى التركيبة الفعلية للأسطول البحري من حيث قدراته التكنولوجية وتوزيعه العملياتي، ويلاحظ أن الهند تركز على امتلاك غواصات نووية حاملة للصواريخ، بينما تسعى باكستان لتطوير غواصات تعمل بالدفع التقليدي مع القدرة على حمل صواريخ كروز نووية.
ثالثا، التفاعلات الخارجية، وتشمل هذه التفاعلات التدريبات المشتركة والمناورات البحرية مع القوى الإقليمية والعالمية، وتتيح هذه التفاعلات لكل من الهند وباكستان فرصة لاستعراض استراتيجياتهما واختبار كفاءة قواتهما في «سيناريوهات واقعية»، ما يكشف عن نقاط القوة والضعف التي تسترشد بها سياساتهما المستقبلية.
في ظل التعقيد المتزايد للمسرح النووي البحري، تتطلب المخاطر المحتملة نهجًا شاملاً للتخفيف منها، ويمكن تحقيق ذلك من خلال، اتفاقية الحوادث البحرية "INCSEA"، وهي تُعد أداة رئيسية لتقليل خطر الصدامات أو سوء الفهم في البحر.
وكذلك تعزيز التواصل أثناء الأزمات، حيث إنه يساعد بناء قنوات اتصال مباشرة وسريعة بين البحريتين في الحد من التصعيد غير الضروري، فضلا عن تعميق التعاون الإقليمي والدولي، ويمكن للمبادرات متعددة الأطراف أن تخلق بيئة تعاونية تساعد في تقليل التوتر وتعزيز الاستقرار.