طارق الشناوى وعبد الرحيم كمال وسعيد الشيمى ينعون بشير الديك
نعى الناقد طارق الشناوى، السيناريست الكبير بشير الديك، الذى توفى منذ قليل بعد صراع طويل مع المرض، وبقائه داخل العناية المركزة خلال الفترة الماضية، وذلك عن عمر ناهز الـ80 عاما.
وكتب عبر حسابه على فيس بوك، قائلا: "بشير الديك وداعا.. من القلائل الذين حفروا أسماءهم بعمق وإبداع على خريطة السينما العربية، تعامل مع فن كتابة السيناريو برهافة وكأنه راقص باليه لا يمشى على الأرض بقدر ما يطير فى السحاب لا يمكن لأى باحث سينمائى سوى أن يتوقف أمام هذا العملاق الذى قدم مع رفيقيه كل من محمد خان وعاطف الطيب السينما الساحرة وداعا لسواق الأتوبيس والحريف وموعد على العشاء وضد الحكومة والنمر الأسود".
ونعاه السيناريست عبد الرحيم كمال، عبر حسابه على إنستجرام، قائلا: "إنا لله وإنا إليه راجعون رحم الله الأستاذ بشير الديك الكاتب السينارست المصرى الكبير المهم صاحب العلامات الفارقة فى السينما المصرية رحمه الله رحمة واسعة".
قال سعيد الشيمى، مدير التصوير: "مع السلامة يا بشير الديك.. نلتقى إن شاء الله مع كل الأحبة ممن سبقوا.. مع السلامة أيها العظيم أنت جوهرة الكتابة للسينما فى جيلنا.. عبرت عنا وكثيرين يرددون حوارك الملهم على لسان أبطال الأفلام.. مع السلامة ابن مصر البار".
توفى، منذ قليل، السيناريست الكبير بشير الديك بعد صراع طويل مع المرض، وبقائه داخل العناية المركزة خلال الفترة الماضية، وذلك عن عمر يناهز الـ80 عاما.
ويُعد السيناريست والمخرج بشير الديك واحدًا من أبرز صناع السينما في مصر، وقد ساهمت نشأته في بيئة شعبية بشكل كبير في تشكيل رؤيته الفنية، حيث ولد في قرية الخياطة بمدينة دمياط، هذه النشأة انعكست بوضوح على أعماله التي نجحت في التعبير عن نبض الشارع المصري، ممزوجة بواقعية إنسانية تلامس القلوب.
بدأ بشير الديك مسيرته الفنية في السبعينيات، حيث تعاون مع كبار المخرجين والنجوم مثل عاطف الطيب، أحمد زكي، ونور الشريف، تميز أسلوبه في كتابة السيناريو بالجمع بين العمق الاجتماعي والسياسي والبساطة في السرد، مما جعل أعماله قريبة من الجمهور ومؤثرة في الوقت نفسه، ركزت أعماله على قضايا الإنسان البسيط، مع تسليط الضوء على معاناته اليومية وآماله، ليصبح من أبرز الأصوات التي جسدت واقع المجتمع المصري.
كمخرج، قدّم بشير الديك فيلمين فقط خلال مسيرته، هما "الطوفان" بطولة محمود عبد العزيز و"سكة سفر" بطولة نور الشريف، وعلى الرغم من قلة تجاربه الإخراجية، إلا أنه نجح في تقديم رؤية سينمائية تحمل بصمته المميزة، وبعد فترة غياب طويلة عن الساحة السينمائية، عاد من خلال فيلم "الكبار" عام 2010، الذي أخرجه محمد جمال العدل.
تُعد أعمال بشير الديك مرآة صادقة لواقع المجتمع المصري، حيث تناول القضايا التي طالما هُمشت في السينما السائدة، لم يكن مجرد كاتب سيناريو أو مخرج عادي، بل كان فنانًا منحازًا للإنسان البسيط، مسلطًا الضوء على معاناته وداعمًا لقضاياه.
ومن أبرز الأعمال التي قدمها بشير الديك، والتي تُعد تجسيدًا قويًا للواقعية الإنسانية، أفلام "سواق الأتوبيس"، "ضربة معلم"، "ضد الحكومة"، "ناجي العلي"، و"ليلة ساخنة"، كما كتب أيضًا فيلمي "موعد على العشاء" و"الحريف" كل ذلك يؤكد على تميزه في تقديم قضايا الإنسان البسيط برؤية سينمائية عميقة ومؤثرة.
ومن أعماله أيضاً فيلم "امرأة هزت عرش مصر"، وفيلم "حلق حوش" و"أبناء الشيطان"، و"ليلة ساخنة"، و"الجاسوسة حكمت فهمي"، كما أبدع في كتابة المسلسلات حيث قدم الكثير والتي حققت نجاحاً جماهرياً كبيراً ومنها "الناس في كفر عسكر"، "أماكن في القلب"، "ظل المحارب"، "حرب الجواسيس"، و"عابد كرمان"، "الطوفان".
بفضل عبقريته الفنية، أصبح بشير الديك أحد أعمدة السينما الواقعية في مصر، وترك إرثًا خالدًا يعبر عن تطلعات وآلام مجتمعه. لا تزال أعماله تحظى بتقدير كبير، ليس فقط لأنها تعكس واقعًا اجتماعيًا وسياسيًا، بل لأنها تجسد فنًا صادقًا ينبع من الناس ويعود إليهم.