”أسوشيتيد برس”: كارتر سعى لتوطيد الديمقراطية بجميع أنحاء العالم حتى بعدما غادر البيت الأبيض
ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية اليوم الثلاثاء أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، الذي توفي عن عمر يناهز مائة عام في بلينز بولاية جورجيا، سعى لتوطيد وإرساء الديمقراطية في جميع أنحاء العالم حتى بعدما غادر البيت الأبيض بوقت طويل.
واستشهدت الوكالة في ذلك بحرص الرئيس كارتر في عام 1980 على تفعيل قرار استقلال دولة زيمبابوي بجنوب إفريقيا ومنح هذه المسألة أولوية قصوى على جدول أعماله رغم انشغاله بقضايا قد تكون أكثر إلحاحًا مثل أزمة الرهائن في إيران والاضطرابات الاقتصادية المحلية والغزو السوفييتي لأفغانستان ومعركة إعادة انتخابه الشاقة.
واستضاف كارتر، زعيم زيمبابوي آنذاك روبرت موجابي في البيت الأبيض بعد فترة وجيزة من حصول بلاده على الاستقلال ووصف كارتر لاحقًا تبني زيمبابوي للديمقراطية بأنه "أعظم نجاح فردي لنا".. حسب قوله..وبعد 3 عقود، وجد كارتر، الذي كان خارج منصبه منذ فترة طويلة، الباب مغلقًا عندما سعى هو وكبار الشخصيات الآخرين إلى زيارة زيمبابوي في مهمة إنسانية لمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان المُبلغ عنها بعد انتخابات متنازع عليها عنيفة جرت في عام 2008 ليصبح منتقدًا لنظام موجابي والذي رفض، بدوره، منحه تأشيره لدخول البلاد.
ولم يستسلم كارتر لهذه الانتكاسة وقام من خلال جنوب إفريقيا المجاورة بلقاء مبعوثين من زيمبابوي للإدلاء بشهاداتهم بشأن العنف واتهامات أخرى بشأن الاحتيال الانتخابي وتوثيق هذه الشهادات داخل مركزه الدولي المهتم بشئون السلام، وعكس هذا الجهد، حسبما ذكرت "الأسوشيتيد برس"، التزام الرئيس السابق بتعزيز الديمقراطية في جميع أنحاء العالم.
وتعليقًا على ذلك، قال المحاضر السابق في شئون العلوم السياسية بجامعة زيمبابوي إلدريد ماسونونجور: "إن جهود كارتر في إرساء الديمقراطية عززت إرثه كمدافع عن الانتخابات الحرة والنزيهة في جميع أنحاء إفريقيا".
وأضاف ديفيد كارول رئيس برنامج الديمقراطية في مركز "كارتر"، للأسوشيتد برس أن "السلطة الأخلاقية لكارتر والثقة التي وضعها الناس فيه ومصداقية شخص فاز وخسر الانتخابات بنزاهة ساهمت في هذه النجاحات".
وبدأ عمل المركز في بنما، حيث أصبح كارتر قلقًا بشأن انتخابات عام 1989 بعد تقارير حول قيام ميليشيات مسلحة بارتداء ملابس مدنية وقاموا بسرقة البطاقات الانتخابية ثم سرعان ما قرر مركز كارتر للتو توسيع مهمته في حل النزاعات وحقوق الإنسان لتشمل مراقبة التصويت والانتخابات في العديد من دول العالم وخلص إلى أن الانتخابات الديمقراطية ضرورية لحل النزاعات السياسية.
وحصل كارتر، الذي توفي أمس الأول عن عمر يناهز 100 عام، على جائزة نوبل للسلام في عام 2002 كإشادة بجهود مركزه في دعم الانتخابات وتعزيز حقوق الإنسان ومساعدة البلدان النامية على تنمية المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والصحية العامة.