تعفن الدماغ.. كيف تؤثر مشاهدة المحتوى التافه على عقل طفلك؟
الهوس بتصفح الإنترنت أصبح الشغل الشاغل لمعظم الناس في الوقت الحالي، وبالرغم أنه ضرورة لأنه لغة العصر ولما له من فوائد عديدة ، إلا أن المحتوى الذى يتم تصفحه يلعب دورًا كبيرًا في تحقيق هذه الفوائد، فبينما هناك من يستخدمه لأداء عمله وللتعلم والتصفح المفيد، هناك من يستخدمه كوسيلة للترفيه ومشاهدة المحتويات التافهة التي لا فائدة منها بل لها أضرار خاصة على الصحة العقلية وكان سببًا في ظهور مصطلح يُعرف باسم "تعفن الدماغ" نتيجة مشاهدة المحتوى التافه وغير الهادف، وفقًا لما جاء بتقرير موقع "تايمز أوف انديا".
وأطلقت دار نشر جامعة أكسفورد، قاموس أكسفورد الإنجليزي، على كلمة "تعفن الدماغ" الكلمة الرسمية لعام 2024، والتي تشير إلى تصفح بعض الناس لمحتويات غير هادفه وتافهة مثل الصور والفيديوهات المضحكة والمحتويات غير الهادفة وغيرها، فقد عرّفت دار نشر جامعة أكسفورد "تعفن الدماغ" بأنه التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص الناتج عن الإفراط في مشاهدة المحتويات التافهة وغير الهادفة على الإنترنت، وقد طور علم الأعصاب الحديث تقنيات التصوير لتعزيز فهمنا لكيفية منع "تعفن الدماغ"
في ثقافة الإنترنت، يشير مصطلح تعفن الدماغ إلى أي محتوى على الإنترنت يعتبر منخفض الجودة أو القيمة، أو التأثيرات النفسية والإدراكية السلبية المفترضة الناجمة عنه، ويشير المصطلح أيضًا إلى الاستخدام المفرط للوسائط الرقمية، وخاصة الترفيه القصير، والذي قد يؤثر على الصحة الإدراكية.
وقد نشأ المصطلح في الثقافات الإلكترونية لجيل ألفا وجيل زد، حيث يؤثر بشكل خاص على الأطفال والشباب وهم الفئة الأكثر مشاهدة لهذه المحتويات، وقد تم اختيار مصطلح "تعفن الدماغ" كلمة عام 2024 وفقًا لجامعة أكسفورد، وتُعرَّف هذه الكلمة في العصر الحديث بأنها "التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للإنسان، نتيجة الإفراط في استهلاك المحتوى التافه أو غير الجاد".
ما هي علامات تعفن الدماغ؟
- يتجلى تعفن الدماغ غالبًا في انخفاض القدرة على الانتباه "تشتت الانتباه" والذى ينتشر بصورة كبيرة بين الأطفال في مراحل التعليم خلال العصر الحالي نتيجة للإفراط في تصفح الموبايل والسوشيال ميديا ومشاهدة المحتويات التافهة.
- صعوبة التركيز في أداء المهام، ومن ثم ضعف الأداء الأكاديمي، وقد تظهر أعراضه في صورة النسيان، وانخفاض الدافع، والإفراط في الاعتماد على الأجهزة للذاكرة والترفيه، ويشير المصطلح إلى نوع من التشبع العقلي، حيث يشعر الدماغ "بالتعفن" أو التركيز المفرط على موضوع تافه أو غير مهم.
كيفية تجنب ظاهرة تعفن الدماغ؟
بالرغم من شيوع تعفن الدماغ في عالمنا اليوم، إلا أنه من الصعب تجنبه - نظرًا لكمية الوقت التي نقضيها صغارا وكبارا على الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وكم الوقت الذي نقضيه على الإنترنت، ومع ذلك، هناك بعض الطرق للوقاية منه.
بالنسبة للبالغين، فإن مكافحة تعفن الدماغ تعني إيجاد توازن بين الاستهلاك الرقمي والأنشطة التي تتحدى العقل، حيث يمكن أن يساعد الانخراط في الألعاب المحفزة للعقل وحل الألغاز وحتى إجراء محادثات عميقة وذات مغزى في الحفاظ على الصحة الإدراكية.
أما الأطفال، فيأتي هنا دور الآباء في نشر الوعى لدى أطفالهم ومحاولة البحث عن أنشطة ترفيهية أخرى ذات معنى وقيمة وعدم تركهم للجلوس فترات طويلة أمام الموبايل حتى لا يؤثر ذلك على قدراتهم العقلية وأدائهم في المراحل الدراسية، مثل الانخراط في ممارسة الأنشطة الرياضية أو اليوجا أو الخروج والتنزه في الهواء الطلق وممارسة الهوايات المختلفة بعيدًا عن الأجهزة الإليكترونية.
وفيما يلي.. 7 عادات يمكن أن تساعد في الوقاية من ظاهرة تعفن الدماغ:
النوم بقدر كافٍ
الحرمان من النوم يعزز من تعفن الدماغ، من خلال إعاقة قدرتك على التعامل مع الضغوط المختلفة التي تواجهها طوال اليوم،.
ممارسة اليقظة
ممارسة التأمل واليقظة وتمارين التنفس العميق تقنيات تساعد الدماغ في الحفاظ على تركيز حاد.
ممارسة الرياضة بانتظام
يمكن أن ينشأ تعفن الدماغ من النشاط المستقر وقلة التمارين الرياضية، لذلك تجنب هذا الكسل.
اقضِ وقتًا فى الهواء الطلق
احرص على تناول الأطعمة الصحية
يمكن أن تؤدي الأطعمة غير الصحية أو "ضوضاء الطعام" إلى تعفن الدماغ، حيث تساعد الأطعمة الصحية على تعزيز مزاجك وصحتك وقدرتك على التحمل، وخاصة تلك الغنية بالبروتينات، مثل اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان والجبن والبيض، وتعمل أيضًا على استقرار نسبة السكر في الدم وتزويد دماغك بالأحماض الأمينية التي يحتاجها لإنشاء مسارات الناقلات العصبية، كما تعمل أحماض أوميجا 3 الدهنية مثل السلمون والماكريل والتونة والسردين على تحسين مزاجك.
ويعد فيتامين B ضروريًا لصحة الدماغ ويمكن العثور عليه في البيض والحبوب الكاملة والأسماك والأفوكادو والحمضيات، حيث إن وفيتامين د هو عامل استقرار مهم للمزاج، لذلك اختر وجبات الإفطار والغداء والعشاء والوجبات الخفيفة بينهما من قائمة هذه الأطعمة الصحية.
تخلص من الفوضى
أفضل هدية يمكنك تقديمها لدماغك هي ترتيب أفضل بدلاً من المزيد من الفوضى، فقد يسيطر عليك التوتر في بعض الأحيان وقد تضطر إلى القيام بالعديد من الأنشطة في وقت واحد، ومع ذلك، لا تسمح لتعدد المهام بأن يصبح نمطًا روتينيًا، وعندما تتنقل بين عدة مهام وظيفية في وقت واحد، فإنك تجبر دماغك على إعادة التركيز مع كل ارتداد وخفض الإنتاجية بنسبة تصل إلى 40%، إن تعدد المهام يحيد الكفاءة، ويطغى على دماغك ويسبب التفكير المشتت وإرهاق الدماغ، وبعد ذلك يقودك إلى تعفن الدماغ.
السلام النفسى
يتطلب دماغك السلام النفسى حتى تتمكن من التركيز على مهام العمل، حيث إن مشاعر مثل التوتر والخوف تجعل دماغك يركز على كيفية تجنب هذه المشاعر، ومن ثم يصرف انتباهك عن الانخراط في مهام العمل ويعيق إنجاز مهامك، لذلك حاول البحث دائمًا عن السلام النفسى من الداخل بما يعزز صحة الدماغ بشكل أفضل.