أكبر متحف فى العالم.. الرئيس الفرنسى يتفقد متحف اللوفر الثلاثاء المقبل بعد تدهور حالة المبنى
أعلنت الرئاسة الفرنسية "الإليزيه" اليوم /الجمعة/ أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيزور متحف اللوفر يوم /الثلاثاء/ المقبل لتفقد المبنى الذى يحتضن أكبر متحف فى العالم بعد أن دقت رئيسة المتحف ناقوس الخطر بسبب تدهور حالته.
وذكرت مصادر مقربة من الرئيس الفرنسى أن متحف اللوفر يعتبر رمزا لفرنسا، وهو مصدر فخر للبلاد، "وسيكون من الخطأ أن نظل ساكنين تجاه المخاطر التى تهدد المتحف اليوم".
وقد أطلقت رئيسة المتحف الباريسى لورنس دى كار، صرخة استغاثة وصلت إلى قصر الإليزيه بسبب تدهور حالة مبنى أكبر متحف فى العالم، على أمل الحصول على الدعم المالى الكافى.
وقبل عامين، أعدت دى كار تقريرا وصل إلى مكتب الإليزيه، حيث أوضحت بالفعل أنه من ناحية، يحتاج المتحف إلى تنفيذ أعمال ترميم وصيانة.
ومن ناحية أخرى، قدمت عدة مقترحات لتجديد المبنى، مع إقامة مدخل جديد وأماكن خاصة لاستقبال الزوار. وظل الملف "قيد الدراسة" منذ ذلك الحين.
وفى رسالة جديدة وجهتها رئيسة اللوفر، المتحف الأكثر زيارة فى العالم، إلى وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، بتاريخ 13 يناير الجارى، طلب متحف اللوفر مساعدة عاجلة من الحكومة الفرنسية لترميم وتجديد قاعات العرض العريقة فيه وتعزيز حماية الأعمال الفنية التى يضمها، والتى من أبرزها لوحة الموناليزا لليوناردو دافنشى.
وحذرت دى كار، فى رسالتها، من تدهور حالة المبنى الذى يعود تاريخه إلى ثمانية قرون مضت، مشيرة إلى مشاكل تتعلق بتسرب المياه "وتقلبات مقلقة فى درجات الحرارة تهدد سلامة الأعمال الفنية".
بُنى قصر اللوفر بباريس فى أواخر القرن الثانى عشر، وظل مقر الإقامة الرسمى لملوك فرنسا لعدة قرون إلى أن تخلى عنه الملك لويس الرابع عشر واتجه إلى قصر فرساى، وفى عام 1793، تحول إلى متحف لعرض مجموعة من الأعمال الفنية الملكية.
وفى العام الماضى، استقبل اللوفر 8.7 مليون زائر دخلوا جميعا عبر المدخل الغربى ذى الشكل الهرمى الذى صممه المعمارى يو مينج باى، والذى صار مشكلة فى حد ذاته، إذ تجعل سخونة الهواء بداخله مدخل اللوفر تحت الأرض شديد الحرارة خلال الصيف.
وذكرت دى كار فى رسالتها أن زيارة اللوفر أصبحت "مشقة جسدية"، إذ يصعب على الزوار الوصول إلى الأعمال الفنية لعدم كفاية اللافتات ونقص المناطق المخصصة للراحة، بالإضافة إلى عدم كفاية مرافق لازمة لتناول الغذاء والمرافق الصحية.
صمم اللوفر لاستقبال أربعة ملايين زائر سنويا، إلا أنه شهد إقبالا غير مسبوق بزيارة 10.2 مليون زائر فى 2018، لكن دى كار التى عُينت فى 2021 وضعت حدا أقصى للزوار يبلغ 30 ألفا فى اليوم تجنبا للازدحام.
وفى المجمل، قدرت إدارة متحف اللوفر الاحتياجات المالية للترميم والتجديد بنحو 900 مليون يورو (500 مليون للصيانة والترميم ، و400 مليون لمدخل جديد وقاعات عرض جديدة).
وبالنسبة للإليزيه، "ليس من الممكن أن نظل ساكنين إزاء المخاطر التى تهدد متحف اللوفر"، لذا فإن زيارة الرئيس الفرنسى الثلاثاء المقبل هى إشارة قوية تعكس الأهمية التى يوليها الرئيس لهذا الملف وإنقاذ المتحف الباريسى الكبير.