قفزة في الاستثمارات الأجنبية بإفريقيا رغم التراجع العالمي
في ظل التباطؤ الاقتصادي العالمي وتراجع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في العديد من الدول، استطاعت إفريقيا أن تحقق قفزة غير مسبوقة في الاستثمارات الأجنبية خلال عام 2024، مسجلة ارتفاعًا قياسيًا بنسبة 84% لتصل إلى 94 مليار دولار.
ورغم التحديات الاقتصادية، مثل ارتفاع أسعار الفائدة وتزايد الديون العامة، لا تزال القارة تشهد اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين الدوليين، مدعومًا بمشروعات ضخمة، أبرزها مشروع تطوير شبه جزيرة رأس الحكمة في مصر، الذي يعد عاملًا رئيسيًا في هذا النمو. في المقابل، شهدت مناطق أخرى في العالم تراجعًا في تدفقات الاستثمار، مما يعكس التحولات الجيوسياسية والتغيرات في أولويات المستثمرين عالميًا
رغم التحديات الاقتصادية العالمية، شهدت إفريقيا زيادة ملحوظة في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر خلال عام 2024. وفقًا لتقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، ارتفعت هذه التدفقات بنسبة 11% لتصل إلى 1.4 تريليون دولار عالميًا. ومع ذلك، عند استثناء الاقتصادات الوسيطة في أوروبا، التي تُستخدم كنقاط تحويل للاستثمارات، انخفضت التدفقات بنسبة 8%.
في إفريقيا، تصدرت مصر قائمة الدول الجاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر، حيث استحوذت على 18.6% من إجمالي الاستثمارات في القارة، بواقع 9.8 مليار دولار في عام 2023. يُعزى هذا النمو إلى توقيع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس اتفاقيات لمشاريع الأمونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر بقيمة إجمالية تبلغ 10.8 مليار دولار.
وبرزت إثيوبيا كوجهة استثمارية رائدة في شرق إفريقيا، حيث جذبت استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 3.3 مليار دولار في عام 2023. يُعزى هذا النجاح إلى الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مثل مشروع طاقة الرياح البرية بقيمة 600 مليون دولار في إقليم الصومال الإثيوبي