الكاتب الصحفى محمد طلعت يكتب : مصر وتركيا 100 عام من الصداقة
يوافق هذا العام مرور 100 عام على العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا يمثل محطة هامة في تاريخ العلاقة بين البلدين، حيث بدأت العلاقات الرسمية بين مصر وتركيا في 1925 بعد تأسيس الجمهورية التركية.
في العقود الأولى، استندت العلاقات إلى روابط تاريخية وثقافية ودينية، حيث كانت تركيا تعتبر مصر إحدى الدول الرئيسية في العالم الإسلامي و شهدت العلاقات تقاربًا ملحوظًا في فترة الخمسينيات والستينيات خلال حركة عدم الانحياز وصعود دور مصر الإقليمي في عهد جمال عبد الناصر.
وفي العقد الأول من الألفية الثالثة، زاد التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة، خاصة بعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تركيا، ووجود رؤية مشتركة لتعزيز العلاقات بين البلدين .
وتعرضت العلاقات لبعض التوتر نتيجة التباينات السياسية، واختلاف الرؤى حول بعض الملفات الاقليمية ثم عادت إلى طبيعتها بعد ان ايقنت الدولتين ان التقارب والتعاون والتفاهم يحقق المصلحة المشتركة ويفيد البلدين ويخدم الاستقرار فى المنطقة ،وقد أتاح التعاون الاقتصادي بين البلدين قدر كبير من التقارب ، وتعد تركيا شريكًا تجاريًا مهمًا لمصر، حيث بلغت الاستثمارات التركية في مصر مليارات الدولارات، ويمثل السوق المصري منفذًا كبيرًا للصادرات التركية.
و تعتبر مصر بوابة تركيا إلى القارة الإفريقية، مما يجعل التعاون الاقتصادي بين البلدين ذا طابع استراتيجي.
هذا التعاون الاقتصادي يعكس إمكانيات كبيرة للتعاون المستقبلي.
ومع انشغال القوى الكبرى بالصراعات في أوكرانيا والشرق الأقصى، وسياسات الرئيس الامريكى ترامب غير المتوقعة هناك فرصة لتعزيز التعاون الإقليمي بين مصر وتركيا لمواجهة تحديات مشتركة مثل استقرار ليبيا وأمن الطاقة في شرق المتوسط.
ومن الممكن أن تدفع محاولات الدول الإقليمية لتقليل اعتمادها على القوى الكبرى مصر وتركيا إلى بناء شراكات استراتيجية جديدة.
كما ان التحديات الاقتصادية العالمية، خاصة أزمة الطاقة وسلاسل الإمداد، قد تحفز البلدين على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، حيث يمثل السوق المصري منفذًا مهمًا للبضائع التركية، كما أن تركيا قد تستفيد من دور مصر كمحور لوجستي في أفريقيا والعالم العربي.
ويمثل التعاون في مكافحة الإرهاب أرضية مشتركة، خاصة مع إدراك الطرفين لخطر التنظيمات المتطرفة على استقرار المنطقة.
تمثل الذكرى المئوية للعلاقات بين مصر وتركيا فرصة لمراجعة الماضي والبناء على نقاط القوة المشتركة. في ظل التحديات العالمية الراهنة، يمكن أن يكون الحوار البناء والتعاون الإقليمي أساسًا لعلاقات أكثر استقرارًا وازدهارًا ، ويعتمد نجاح هذه الرؤية على قدرة الطرفين فى تعزيز المصالح المشتركة، ومع التركيز على التنمية الاقتصادية والسياسية يمكن لمصر وتركيا أن تكونا شريكين رئيسيين في بناء نظام إقليمي أكثر استقرارًا