الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد يكتب : الحكومة تبيع الوهم للمستهلك !!
منذ بضع شهور إتجهت الحكومة لإقامة ما يسمى بسوق اليوم الواحد وذلك فى مختلف المحافظات وكان الهدف منها مواجهة حالة الجشع المسيطرة على الحالة التجارية بالأسواق ومواجهة حالة الطمع التى يمارسها معظم التجار الباحثين عن تحقيق معدلات ربح مرتفعة للغاية بغض النظر عن معاناة المستهلكين.
وتم تكليف الشركات الحكومية التابعة للشركة القابضة الغذائية بالإشراف على هذه الأسواق التى تقام لمدة يوم واحد من كل أسبوع فى كل محافظة فى محاكاة للأسواق المتخصصة فى مختلف الأنشطة التى تقام أيضا لمدة يوم واحد مثل سوق الجمعة فى حى السيدة عائشة وسوق الخميس بحى المطرية ، على أن يتم طرح السلع الغذائية بأسعار مناسبة كما جاء خلال التصريحات التى أطلقها مسئولى الحكومة والتى لم تحدد نسبة تخفيض على سبيل المثال ولم تعلن عن أسعار تلك السلع بل إستخدم عبارة مطاطة وهى أن البيع بأسعار مناسبة!!.
وبالفعل أقيمت هذه الأسواق وتأهب عدد كبير من المستهلكين الذين تجرعوا مرارة الغلاء والذين تحملوا جهدا للوصول إلى هذه الأسواق بخلاف تحملهم فاتورة مواصلات الوصول إلى سوق اليوم الواحد والتى أصيبت أسعارها هى الأخرى بنوبة من الجنون وهناك كانت فى إنتظارهم مفاجأة غير سارة حيث أن أسعار السلع الغذائية المطروحة فى هذه الأسواق لم تختلف كثيرا عن أسعار الأسواق الخارجية وغير مجزية للمستهلك الذى ذاق الأمرين من أجل هذه الأسواق الحكومية فضلا عن أن المنتجات المطروحة لم تكن على جودة عالية لذلك لم يعاود المستهلك زيارة هذه الأسواق مرة أخرى وبالتالى لم تتحقق غاية الحكومة فى تخفيف العبء على المواطنين كما تزعم.
وكعادة الحكومة فى كل عام مع قرب قدوم شهر رمضان المبارك تقوم بإقامة معارض يطلق عليها إسم " أهلا رمضان " وهى المبادرة التى بدأ تنفيذها اليوم السبت الأول من فبراير الجارى حيث أعلن الدكتور شريف فاروق وزير التموين إنطلاق مبادرة " أهلا رمضان " مؤكدا على ضرورة توافر السلع الأساسية بأسعار تنافسية لتنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتخفيف الأعباء عن المواطنين الذين بالفعل بدأوا فى الإستعداد لإستقبال الشهر المعظم.
وأشار فاروق إلى أن الوزارة تتابع يوميا حركة الأسواق لضمان إستقرار الأسعار ومنع حدوث أى نقص فى السلع موضحا أنه سيتم خلال المرحلة القادمة زيادة المعروض من السلع الغذائية لمواجهة الطلب المتزايد على مختلف السلع والتى يتم طرحها بتخفيضات كبيرة تتراوح ما بين ١٠ و ٤٠ % ، مع تخصيص ركن ثابت لمبادرة أهلا رمضان بأسواق اليوم الواحد والسلاسل التجارية الكبرى والمجمعات الإستهلاكية ، وقد أقامت جميع المحافظات هذه المعارض من أجل تحقيق الإستفادة لأكبر عدد ممكن.
ولا شك أن هذه الأسواق مهمة للمستهلك ولكن فى حالة الوفاء بالوعود الحكومية البراقة حيث أن نسبة التخفيضات التى أعلن عنها وزير التموين جاذبة تماما لأى لجميع المستهلكين حيث تصل كما أعلن إلى ٤٠ % ، ورغم أن ذلك يعد ضربا من الخيال إلا أن كل مستهلك يمنى النفس أن تكون هذه التخفيضات حقيقية وغير زائفة.
وكنت أتمنى ويتمنى معى جموع المستهلكين الذين ذاقوا مرارة إنفلات الأسعار بصورة غير مسبوقة ومتلاحقة أن يحدد وزير التموين هذه السلع التى سوف تتخفض بهذه النسب المعلنة وأن قائمة أسعار للسلع الغذائية التى سوف تطرح بهذه المعارض بما يجعل المستهلك مستعدا للشراء بعد مراجعة حساباته ولكن على ما يبدو أن وزير التموين يظن أن المستهلك مازال متمسكا بتلابيب الحكومة وواثقا فى تصريحاتها الجوفاء التى لم تخرج عن كونها تصريحات للإستهلاك المحلى.
كاتب المقال الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد مدير تحرير بوابة الدولة الإخبارية والخبير المالى والإقتصادى