الدوري الإسباني.. الأنظار تتجه نحو ديربي العاصمة على وقع الحرب الكلامية
![ريال مدريد](https://media.aldawlanews.com/img/24/12/18/1226513.webp)
يجد ريال مدريد نفسه في وضع صعب إذ أن لاعبيه مطالبون بالتركيز على موقعة العاصمة السبت ضد أتلتيكو مدريد وصدارتهم للدوري الإسباني على المحك، فيما تنتظرهم مواجهة شاقة أخرى الثلاثاء في إنجلترا ضد مانشستر سيتي في ذهاب الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
يخوض ريال مواجهة الديربي السبت على أرضه وهو متصدر برصيد بفارق نقطة فقط أمام جاره اللدود (49 نقطة مقابل 48) بعد سقوطه في المرحلة الماضية على أرض إسبانيول 0-1، وذلك بعدما فشل فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي في استثمار الأفضلية والفرص، فدفع الثمن واهتزت شباكه في الدقائق الأخيرة.
واستغل برشلونة هذا التعثر كي يصبح بدوره على بعد أربع نقاط فقط من غريمه الملكي، وبالتالي سيكون أمام فرصة مثالية للعودة إلى قلب الصراع على الزعامة في حال فوزه الأحد على مضيفه إشبيلية.
ولم يكن ريال راضيا عما جرى في مباراة إسبانيول، منتقدا التحكيم "المفتقر تماما إلى المصداقية" و"نظام فاسد من الداخل"، وذلك في رسالة موجهة إلى الاتحاد الإسباني للعبة.
وكتب أمين عام مجلس إدارة النادي، خوسيه لويس ديل فايّي بيريس، في الرسالة التي نشرها ريال الاثنين أن "الأحداث التي وقعت خلال هذه المباراة تجاوزت أي هامش للخطأ البشري أو التفسير التحكيمي".
وأضاف أن "ما حدث في ملعب آر سي دي إي يمثل ذروة نظام تحكيمي أصبح بلا مصداقية تماما، حيث وصلت القرارات ضد ريال مدريد إلى مستوى من التلاعب والتأثير على المسابقة لا يمكن تجاهله".
وتلقى ريال ضد الفريق الكاتالوني، هزيمته الثالثة في الدوري بعدما اهتزت شباكه في الدقيقة 85.
وركَّز نادي العاصمة في رسالته على صاحب الهدف في مباراة السبت الماضي الظهير كارلوس روميرو، إذ اكتفى الحكم برفع البطاقة الصفراء في وجهه بعد خطأ قاس من الخلف على الفرنسي كيليان مبابي، وعلى هدف ملغى للنادي الملكي عبر البرازيلي فينيسيوس جونيور بعد احتساب خطأ على مبابي.
وقال ريال "نظرا لخطورة ما حصل، يطالب ريال مدريد الاتحاد الإسباني لكرة القدم بتسليمه على الفور التسجيلات الصوتية لـفي أيه آر (حكم الفيديو المساعد) المتعلقة بهاتين الحالتين المفصليتين في المباراة"، مطالبا بإصلاح "كامل" لنظام التحكيم في إسبانيا.
وانتقد ريال ما اعتبره التلاعب في النظام التحكيمي "المصمم هيكليا لحماية نفسه" و"نظاما أثبت فساده من الداخل".
وردّ الاتحاد الإسباني، قائلا "نأسف بشدة لنبرة وخطورة الاتهامات التي تشكك بنزاهة هيئات التحكيم وسير البطولة بأكملها"، معربا "عن "أكبر قدر من الاحترام والتقدير لجميع حكامنا".
"كما يحدث منذ 100 عام"
وبدوره، علّق رئيس رابطة الدوري خافيير تيباس على رسالة ريال وقال في حسابه على موقع "أكس" إنه "لم أتفاجأ على الإطلاق من رسالة ريال مدريد، لأنها لا تقول شيئا مختلفا عما تكرره محطته التلفزيونية منذ فترة طويلة".
وردّ على تهم الفساد الموجهة من ريال بالقول إنه "لا يحق لهم إعطاء الدروس. وأنا لا أشير هنا إلى ريال مدريد كمؤسسة"، غامزا بذلك من قناة رئيس النادي فلورنتينو بيريز الذي ليس على علاقة جيدة بتيباس على خلفية مشروع الدوري السوبر الذي يسعى الأول لإطلاقه منذ أعوام.
ولم تمر رسالة ريال بدون تعليق من أتلتيكو الذي أراد استفزاز جاره قبل الديربي، كاتبا على "أكس" في رده على تذمر النادي الملكي من التحكيم "هل يمكنكم مساعدتنا في معرفة الفروق الدقيقة للأفعال التالية؟ الضغط، الخوف، الرهبة، الإكراه، الترهيب، التأثير، الفرض...".
وقال المهاجم الفرنسي لأتلتيكو أنطوان جريزمان إنه غير مرتاح لما يجري، مضيفا لشبكة "موفيستار" الإسبانية "الآن، سيخاف الحكام من ارتكاب الأخطاء لأنهم يعرفون أنهم تحت المراقبة. يتعيّن علينا أن نسمح لهم بالهدوء. لديهم ما يكفي بين أيديهم في أرض الملعب، ناهيك عن الأشياء الغبية التي تحدث خارجه".
ولطالما اعتبر أتلتيكو أن التحكيم منحاز لصالح ريال وليس العكس، وقد انتقد مدربه الأرجنتيني دييجو سيميوني ما اعتبره ظلما بحق سلتا فيجو خلال خسارته الشهر الماضي أمام النادي الملكي 2-5 بعد التمديد في ثمن نهائي الكأس.
قال سيميوني حينها "لم أشاهد المباراة لقد أخبروني ببعض الأشياء التي حدثت، كما يحدث منذ 100 عام.. لا أعرف لماذا يشعر الناس بالدهشة".
وضع ريال خلفه الخسارة أمام إسبانيول والمرارة التي شعر بها جراء ما اعتبره أخطاء تحكيمية، وحجز الخميس بطاقته إلى نصف نهائي مسابقة الكأس المحلية بفوزه القاتل على مضيفه ليجانيس 3-2 بهدف سجل في الثواني الأخيرة ابن العشرين ربيعا جونسالو جارسيا في نهاية لقاء تقدم خلاله النادي الملكي بهدفين نظيفين وخاضه أنشيلوتي بتشكيلة رديفة إلى حد كبير غاب عنها الفرنسي كيليان مبابي والإنجليزي جود بيلينجهام تماما، فيما شارك فينيسيوس في الشوط الثاني بدلا من مواطنه رودريجو.
وإلى جانب التعامل مع الغيابات في الخط الخلفي الذي يفتقد الألماني أنتونيو روديجر والنمساوي ألابا والبرازيلي إيدر ميليتاو وداني كارفاخال، يتعيّن على أنشيلوتي اتخاذ القرار بشأن إشراك الرباعي الهجومي مبابي-فينيسيوس-بيلينجهام-رودريجو، أو اللعب بتشكيلة أكثر تحفظا.
من جهة سيميوني، الأمور واضحة حسب ما قال ممازحا إنه سيصل إلى برنابيو "بالطريقة ذاتها كالعادة، بالحافلة"، مستخدما مصطلح ركن الحافلة أمام المرمى، أي إقفال المنطقة الدفاعية بشكل كامل.