منظمة ”أرض البشر” السويسرية: المنظمات الإنسانية ستتأثر بشدة من قرار تجميد المساعدات الأمريكية
![ترامب](https://media.aldawlanews.com/img/25/02/11/1228111.webp)
أعلنت المديرة العامة لمنظمة "أرض البشر لوزان" السويسرية، باربرا هينترمان، أن المنظمات الإنسانية تأثرت بشكل خطير بسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجميد المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا.
وأعربت هينترمان - حسبما نقل عنها راديو وتلفزيون "سويس" اليوم الثلاثاء، عن أسفها للقرار الأمريكي الذي ستكون له عواقب فورية، مشيرة إلى أنه "سيكون هناك وفيات بسبب هذا القرار".
وأكدت المسئولة السويسرية أنه "من الطبيعي أن تقوم أية حكومة جديدة بمراجعة سياستها الخاصة بالمساعدات الخارجية، لكن الأمر كله يتعلق بالطريقة التي تتم بها هذه السياسة... الدول الأخرى في أوروبا ستعمل أيضا على تقليص إنتاجها، لكنها تمنحنا الفرصة للتوقع والتخطيط".
وأوضحت هينترمان أن منظمة "أرض البشر لوزان" تلقت القرار الأمريكي عبر البريد في 24 يناير الماضي، مشيرة إلى أنها لن تنسى "هذا التاريخ أبدا؛ فلم أشهد أبدا شيئا كهذا طوال 35 عاما من حياتي المهنية في العمل الإنساني. لقد كانت صدمة عاطفية قوية للفريق بأكمله، وتحديدًا فيما يتعلق بالدول المتضررة بشكل مباشر من هذا التجميد الذي يثير الكثير من الأسئلة حول قيم ومستقبل هذا العالم".
وتابعت قائلة إن النموذج الاقتصادي لمنظمة "أرض البشر" لا يسمح بإنشاء احتياطيات لتغطية مثل هذه الصدمة، موضحة: "قمنا بالفعل بتسريح 440 موظفا في الميدان، بدول لا يوجد فيها بالضرورة نظام تأمين. ونحن نتحمل مخاطرة مالية في الوقت الحالي من خلال التركيز على ما هو حيوي، منها كل ما يتعلق بالرعاية قبل الولادة وبعدها".
وصرحت بأن مئات الملايين من الأشخاص لن يتمكنوا من الحصول على الخدمات الأساسية، مشيرة بالتحديد إلى عمل المنظمة في "كوكس بازار"، أكبر مخيم للاجئين في العالم في بنجلاديش، حيث يعيش الروهينجا، موضحة أن "هناك 47 ألف مستفيد كنا نعتني بهم لم يعد لديهم إمكانية الوصول إلى مياه الشرب".
وأعلنت أنه يوجد مثال آخر في كينيا، حيث تقدم المنظمة الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الذين تعرضوا لقدر هائل من العنف أو الاستغلال وقد اضطرت المنظمة إلى إيقاف البرنامج وهي الآن تتعامل فقط مع الحالات الأكثر خطورة.
وأكدت المسئولة السويسرية، في الوقت نفسه، أنها لا تخشى على بقاء منظمتها لأنها "تُظهِر كل يوم قدرتها على التكيف، وفعل كل ما هو ضروري للاستمرار".
وناشدت منظمة "أرض البشر" الدولة للتدخل لأن "سويسرا تتمتع بتاريخ من التضامن الدولي، حتى وإن كان قد تراجع بالفعل إلى حد ما في الآونة الأخيرة".
وكشفت المسئولة السويسرية أن برن خفضت ميزانية مساعداتها التنموية بـ 110 ملايين فرنك سويسري بحلول عام 2025، وهو ما يمثل خفضا قدره 900 ألف فرنك سويسري سنويا لصالح منظمة "أرض البشر".
وشددت على أنه "مهما كانت الظروف المقبلة، فإن المبادئ الإنسانية الأساسية يجب أن تظل غير قابلة للمساس، ولا يجوز التمييز ضد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة. ولن نتنازل عن التنوع والشمول أيضا. وهذا أمر أساسي عند العمل في دول الجنوب".
وأعربت عن أملها في أن تظل جميع المنظمات غير الحكومية الأخرى متوافقة مع قيمها، موضحة "أن الأمر صعب للغاية بالنسبة لبعض الدول، والتي تتمتع بحصص عالية للغاية من التمويل الأمريكي. ولكنني آمل أن يصمد المجتمع المدني".
ومثل العديد من المنظمات الأخرى، خسرت المنظمة غير الحكومية السويسرية "أرض البشر" 10 ملايين دولار من المساعدات الأمريكية أو 10% من ميزانيتها السنوية. وسوف يؤثر هذا التخفيض على مشروعاتها في 9 دول ويعرض حياة 5ر1 مليون شخص للخطر، بالإضافة إلى التسبب في تسريح مئات العمال وخاصة أن هذا يأتي في وقت تعمل فيه العديد من الدول الغربية، بما في ذلك سويسرا، على تقليص مساعداتها التنموية.
يذكر أن منظمة "أرض البشر" هي منظمة سويسرية تساعد على بناء مستقبل أفضل للأطفال المحرومين ومجتمعاتهم. وتنشط في أكثر من 30 دولة وتعمل في المشروعات الميدانية لتوفير حياة أفضل يومية لأكثر من مليون طفل وأقاربهم، لا سيما في مجالات الرعاية
وحذرت هينترمان أنه: "إذا استمرت سياسة التجميد لما بعد 90 يوما، فإن الفقر سوف يزداد وسوف تكون هناك وفيات مرتبطة بعدم القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية"، مُحمّلة الرئيس ترامب وإدارته مسئولية ذلك.