النائب أحمد قورة يكتب :نقول لصناع الدراما الرمضانية أتقوا الله فى مصر

من هنا نوجه نداءً غاضبًا إلى صناع الدراما المصرية الذين لا يتورعون عن تشويه صورة مصر وشعبها الأصيل أمام المشاهدين، خاصة من أبناء الشعوب العربية الذين يتابعون هذه الأعمال عبر شاشات التلفزيون والقنوات الفضائية، تلك الدراما التي سوف تعرض خلال شهر رمضان المباركالذى يهل علينا خلال ايام ، وهي تحمل صورة مشوهة وكأن الشعب المصري قد تحول إلى مجموعة من الشبيحة والخونة الذين لا هم لهم سوى خيانة الأزواج، التنقيب عن الآثار بشكل غير شرعي، والتعاون مع الإرهابيين، والقيام بالأعمال الشريرة، والصراعات العائلية حول الإرث.
ناهيك عن تسليط الضوء على عالم الراقصات وانتقال هذه المهنة عبر الأجيال، والغوص في الخرافات عن الجن والعفاريت، والشيطان نفسه! هل هذه هي مصر الريادة التي كانت دائمًا منارة للثقافة والعلم والفن في العالم العربي؟ هل هذه هي الصورة التي تستحق أن تُعرض عن شعب مصر الأصيل؟
والسؤال هنا لصناع الدراما: أين الدراما التاريخية التي تبرز أمجاد مصر عبر العصور؟ أين الأعمال التي تروي البطولات العسكرية المصرية التي سطرت صفحات من المجد في التاريخ؟ أين الدراما التي تشير إلى نجاح المخابرات المصرية في التوغل داخل العمق الإسرائيلي، وتحقيق انتصارات خالدة؟ وأين المسلسلات العائلية التي ترسم لنا صورة الأسرة المصرية الحقيقية، تلك التي تجمع بين القيم والأخلاق؟
نذكر هنا بعض الأعمال الفنية التي لاقت استحسان الجماهير، مثل "فرقة ناجي عطا الله" للفنان عادل إمام، و"يوميات ونيس" للفنان محمد صبحي، و"لن أعيش في جلباب أبي" للفنان نور الشريف، و"المال والبنون" للفنان عبد الله غيث، و"ليالي الحلمية" للفنانين صلاح السعدني ويحيى الفخراني، و"رأفت الهجان" للفنان محمود عبدالعزيز ويوسف شعبان.
أين أنتم يا صناع الدراما المصرية من هذه الأعمال التي كانت تُعبر عن نبض الشعب المصري وقيمه وأصالته وحضارتة التى تمتد الى أكثر من سبعة الاف سنة ؟
كنا في الماضي نجد الأجهزة الرقابية والمصنفات الفنية تقوم بدور قوي وفاعل في منع الأعمال الفنية التي تحتوي على إسفاف أو تسيء إلى مصر وشعبها،وكانت هناك ضوابط صارمة تحمي القيم والمبادئ، وتحافظ على الصورة الحقيقية لمصر، وتتصدى لأي محتوى يشوه المجتمع أو يستخف بالعقول.
أين ذهبت هذه الأدوار الرقابية الآن؟ لماذا أصبحنا نرى هذه الأعمال المسيئة تنتشر دون رادع، وكأن هناك تجاهلاً لتلك القيم التي كانت تُحترم؟ وتحرص عليها الاجهزة الرقابية والمصنفات الفنية من أجل الحفاظ على جودة المحتوى المعروض وحماية الهوية الثقافية المصرية.
نحن بحاجة إلى استعادة هذه الأدوار لتصحيح المسار، وإعادة الاهتمام بجودة الأعمال الفنية التي تعكس أصالة مصر وريادتها، ومن هذا المنطلق نتوجة بهذة الاسئلة إلى الجهات الرقابية: أين أنتم الان من هذه الموجة الجارفة من الأعمال التي تسيء لمصر وتاريخها؟ أين الهيئة الوطنية للإعلام؟ أين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام؟ لقد حان الوقت للتحرك واتخاذ موقف حاسم ضد هذه التشويهات التي لا تعكس صورة مصر الحقيقية - نقول لكم: اتقوا الله في مصر وشعبها، فهذه البلاد تستحق أفضل من هذا.
كاتب المقال النائب أحمد قورة عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب وعضو الهيئة البرلمانية لحزب " حماة الوطن "