الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد يكتب : تخاريف صيام .. البيوت أسرار ( ٣ )

" البارون " .. قصر ملعون يسكنه عبدة الشيطان !!
قصر البارون بشارع صلاح سالم بمصر الجديدة يعد واحداً من أشهر قصور العالم ليس فقط بسبب عمارته الرائعة فائقة الجمال والتميز ومقتنياته التراثية والأثرية التى تخفق لها القلوب وليس لما يضمه من تماثيل شديدة الإبداع التى جلبها خصيصا صاحب القصر البارون البلجيكى " إدوارد إمبان " من الهند ، وإنما للأساطير والحكايات الغريبة والمثيرة التى حيكت عنه.
أحد أثرياء أوروبا ويدعى البارون إدوارد إمبان وهو بلجيكى الجنسية جاب العالم شرقا وغربا وأعجبته الحضارة الهندية بشدة ولكنه جاء إلى مصر عام ١٩٠٤ وأصبح متيما بسحرها وقرر أن يستقر بها مع أسرته ووقع إختياره على منطقة فى الصحراء ليبنى بها ضاحية جديدة وهى منطقة مصر الجديدة وبنى فيها قصره عام ١٩١١ وكان على الطراز الهندى حيث تزين القصر بتماثيل رائعة لفتيات هنديات وأخرى لفرسان يشهرون سيوفهم كما جلب من الهند تحف نادرة.
توجد فى بدروم القصر غرفة مكسوة بالمرايا فى كل جوانبها لا أحد يدخلها سوى البارون نفسه ويجلس بها منفردا بالساعات وكانت تتصل بسرداب طوله ٥ كيلومترات يربطها بكنيسة " البازليك " التى بناها البارون أيضا عام ١٩١٣ ميلادية.
ألغاز وطلاسم غريبة شهدتها جدران هذا القصر لم يستطع أحد فك طلاسمها حتى الآن كانت البداية حين أهدت فتاة تدعى سيلفيا _ وهى تنتمى إلى جماعة من عبدة الشيطان _ لوحة رُسم بها صليب مقلوب إلى صديقتها " آن " إبنة البارون والتى علقت اللوحة بغرفة نومها ومنذ تلك اللحظة تغيرت شخصية الإبنة وأصبحت هى الأخرى من عبدة الشيطان وكانت تصطحب صديقتها وعدد آخر من المنتمين لهذه الجماعة الشاذة داخل السرداب فى غفلة من البارون وكانوا يستمعون إلى الموسيقى الصاخبة ويرقصون بحالة هيستيرية ويذبحون الحيوانات والطيور وبخاصة الخفافيش ويدنسون بدمائها الكتب الدينية.
بعد هذه الممارسات غير الطبيعية تحول القصر إلى قصر ملعون يشهد كل فترة حادثة غريبة لم يجد لها أى تفسير حيث ماتت زوجة البارون وشقيقته وشقيقه وستة من خدم القصر فى حوادث متعاقبة ومتفرقة وفى مدة زمنية قريبة جدا والعجيب أن إبنة البارون كانت تحاول الإنتحار عقب كل حادثة إلى أن نجحت فى آخر محاولة وهى إبنة التاسعة عشر من العمر.
وبعد واقعة الإنتحار إستمرت اللعنة التى حلت فى القصر حيث تعرضت " مريام " الإبنة الصغرى والباقية للبارون إمبان لحادثة فى بئر سلم القصر لتلحق بسابقيها هى الأخرى، بعدها أصيب البارون البلجيكى إدوارد إمبان بمرض الصرع وسافر إلى بلده الأصلى بلجيكا للعلاج وكتب وصية بأنه فى موته يدفن فى كنيسة البازليك فى مصر ، وكان له ما أراد وعاد جثمانه إلى مصر سنة ١٩٢٩ ودفن بالكنيسة ولتدفن معه أسرار هذا القصر الملعون الذى ظل مهجورا لم يقترب منه أحد رغم روعته وعظمته.
وقيل أن سبب اللعنة التى حلت على القصر أن البارون قام بقتل " ألكسندر مارسيل " مصمم القصر خوفا من أن يصمم قصر مثله لأحد آخر.
وظل القصر هكذا وكل منا أطلق العنان لخياله المريض لينسج قصصا وهمية ليؤكد على اللعنة التى حلت على القصر إلى أن جاء بعض الصبية المراهقين من الجنسين سنة ١٩٩٧ وقرأوا عن تلك الخيالات عن القصر وقاموا بإقتحام القصر ومارسوا نفس الطقوس التى كانت تمارسها إبنة البارون وأصدقائها عبدة الشيطان وتم القبض عليهم.
وها هو القصر الذى تنبهت لجماله وأبهتهه الحكومة أخيرا وقامت بتطويره ليتحول إلى تحفة أثرية شديدة الروعة ومزار سياحى لا مثيل وتحولت اللعنة إلى صرح شامخ على أرض مصر الجديدة.
كاتب المقال الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد مدير تحرير بوابة الدولة الإخبارية والخبير المالى والإقتصادى