وداد خميس تكتب: قلبي ومفتاحه لوحة رسمها تامر محسن وزادها رونقا أبطالها

من المشاهد الأولى لمسلسل قلبي ومفتاحه ستجد نفسك فى عالم من الخيال يسحرك، وكأنك ترى لوحة فنية متقنة، تفاصيلها جذابة، فهو عمل فنى متكامل، تمكن بسلاسة أن يخطف انتباه وتركيز الجمهور إليه، فكانت كل حلقة منه بمثابة فيلم سينمائى جيد الصنع وليس عملا دراميا، يعيدك إلى حنين للماضى، وكانت تحمل اسما لعمل فني سينمائي قديم يعبر عن مضمونها، إلى جانب أنه بمثابة عودة قوية للأعمال الرومانسية وقصص الحب المختلفة، كل ذلك بقيادة المبدع دائما تامر محسن.
تامر محسن اهتم في قلبي ومفتاحه بكل التفاصيل التى تشدك إليه منذ الوهلة الأولى، بداية من الكتابة والأفكار والقضايا الهامة التى طرحها برفقة المؤلفة مها الوزير، مرورا باختيار كاست العمل المناسب، الذى لا يليق أى دور فى المسلسل على أحد غير الذى أداه، وإظهار شوارع مصر الحية فى أبهى صورها فى كل مشهد، وعدم الاعتماد فقط على مواقع التصوير المصطنعة، إلى جانب اختيار الموسيقى والأغانى المناسبة لكل مشهد فى الخلفية، وخلق كادرات فنية وصورة قادرة على خطفك منذ الوهلة الأولى
ولعل أهم ما ميز العمل أيضا أنه حقيقى وستجد نفسك حتما فى أحد أبطاله، وهذا ما جعله قريبا للناس يشبههم ويشبه قضاياهم، فهو العمل الذى مزج الرومانسية وقصص الحب بعدد من القضايا الاجتماعية الهامة، والتى بدأها بقضية "المحلل" بعد طلاق ميار من أسعد 3 مرات، وكيفية جهل بعض الأشخاص بحرمانية التفكير به، لتنقلنا حلقات العمل بعدها إلى قضايا أعمق، وقصص حب مختلفة ولكن شائكة، ومناقشة تأثير كورونا على أصحاب الأعمال مثلما فقد "محمد- آسر ياسين" شركته، وكيف ممكن أن يؤذي الرجل المتسلط المتمثل في أسعد- دياب أهل بيته.
كما أن مسلسل قلبي ومفتاحه أظهر جانبا جديدا من آسر ياسين بعد إجادته دور "محمد عزت" آخر الرجال المحترمين والأربعيني الذي لم يسبق له الزواج، وأكد موهبته وأدائه الذي ينفرد به، فضلا عن إظهار مي عز الدين في حالة من الوهج الفني، بأداء متزن قدمت لنا شخصية "ميار" المطلقة 3 مرات ولها ابن وكيف أن دخول رجل جديد في حياتها يحييها مجددا بمنتهى السلاسة.
ومن العناصر المضيئة في المسلسل اختيار دياب لتجسيد شخصية "أسعد" تلك الشخصية الرمادية المركبة، التي قدمها باتقان شديد دون مبالغة، ولا يستطيع غيره القيام بها، فهو الزوج المتسلط، والابن البار، وصاحب العمل الجدع، ولكنه مخيف لكل من يخالفه، إلى جانب إجادته لتمثيل نقطة ضعفه وبكائه الشديد عند خسارته لحبيبته، بالإضافة إلى عودة أشرف عبد الباقي ومحمود عزب القوية إلى الدراما وتواجدهم بشكل يليق بهم خلال المسلسل.