النائب أحمد قورة يوجة طلب إحاطة لمدبولى و5 وزراء حول الدراما التلفزيونية وتشويها للمجتمع المصرى

النائب أحمد قورة ينتقد غياب الرقابة على دراما رمضان ويتسأل هل المسؤولون لا يملكون تلفزيونًا ابيض واسود 14 بوصة؟
تقدم النائب أحمد عبد السلام قورة، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب وعضو الهيئة البرلمانية لحزب "حماة الوطن"، بطلب إحاطة عاجل إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجهًا إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وخمسة وزراء آخرين، بشأن ما وصفه بـ"الانفلات الرقابي" على مسلسلات رمضان التي تعج بالمخالفات الأخلاقية وتروج للبلطجة والدعارة، وتعاطي المخدرات والاتجارفيها، والقتل والخطف.
وأعرب "قورة" عن استيائه من عجز الوزارات المعنية عن التصدي لهذا الإسفاف الذي يُبث على شاشات التلفزيون، قائلًا بلهجة حادة: "يبدو أن المسؤولين قد أصابهم العجز وعدم القدرة على مواجهة مراكز القوى من صناع الدراما التلفزيونية ، أو ربما لم تعد الأوضاع الاقتصادية تسمح لهم بامتلاك تلفزيون صغير14 بوصة أبيض وأسود كى يشاهدوا تلك الجرعات غير الاخلاقية !"، مشيرًا إلى أن ما يُعرض على الشاشات يتنافى مع جهود الدولة لبناء الإنسان المصري وترسيخ قيم الهوية الوطنية التى ينشدها الرئيس عبد الفتاح السيسى .
وتسأل " قورة " أين كانوا هولاء المسئوليين عن الدراما فى مصر؟ من مسلسل “إش إش”الذى يستعرض عوالم الرقص الشرقي والأجواء الشعبية المرتبطة به، وما يُحيط بهذا العالم من كواليس وقصص وحكايات تنتقل من الخيال إلى الشاشة للمخرج محمد سامي الذى أثار جدلاً واسعًا منذ بدء عرضه، حيث انتقده عدد كبير من المشاهدين والنقاد بسبب الصورة السلبية والمُهينة التي يقدمها عن المرأة واشتعال منصات التواصل الاجتماعي بالنقاشات الحادة، وسط مطالبات بمراجعة المحتوى الدرامي الذي يرسخ أفكارًا نمطية تقلل من شأن المرأة، حيث رأى كثيرون أن العمل يعزز الاستغلال والإهانة بحق المرأة، ويصورها في أدوار مهمشة أو خاضعة أو مبتذلة، اذ كتب احد المغردين على تويتر؟ “إلى متى ستظل المرأة مجرد أداة للضحك أو الإغراء في الدراما؟ مسلسل أش أش إهانة جديدة للمرأة المصرية والعربية!”
وتساءل "قورة" عن سبب التحرك المتأخر من قبل الحكومة وقيادات الإعلام، وعلى رأسهم الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء والاعلامى أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، قائلًا: "لماذا لم يتحركوا إلا الآن؟ هل كانوا ينتظرون توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لمواجهة هذا التشويه المتعمد لصورة مصر؟".
وأضاف: " قورة " "المسلسلات التي تعرض خلال شهر رمضان شوهت سمعة مصر بالخارج وجعلت من العنف والانحلال جزءاً من صورة المجتمع المصري، في حين أن الدولة تسعى جاهدة لبناء أجيال واعية ومثقفة".
وأكد "قورة" بلهجة أكثر حدة: "لماذا يتم تشكيل اللجان وانتظار اجتماعاتها ثم التوصيات، في حين أن الأمر واضح كوضوح الشمس؟! هذا الإسفاف والابتذال لا يحتاج إلى لجان لتحليله، فهو جلي كمن ينظر من خلال الغربال ولا يرى شيئًا. وكما يقول المثل: 'اللي ما يشوف من الغربال يبقى أعمى'. حتى أصبحت الدراما تقدم لنا صورة الأم والأب وهما يشجعان ابنتهما على الرذيلة!".
وتابع "قورة" قائلاً بأسف: "عندما نريد التغطية على شيء أو المماطلة في حله، نشكل لجانًا ونعقد الاجتماعات. هذا هو أسلوب التعامل مع القضايا التي لا تحتاج إلى حسم سريع وواضح".
وأشار" قورة " إلى أن وزراء الثقافة، الأوقاف، التربية والتعليم، والتعليم العالى ،والشباب والرياضة، وهم الجهات المسؤولة عن حماية النشء من التأثر بهذه الأعمال الهدامة، قد فشلوا في أداء دورهم الرقابي، مؤكدًا أن ما يحدث يمثل تقويضًا لكل جهود الدولة الرامية إلى النهوض بالوعي المجتمعي والهوية الثقافية المصرية.
واستطرد "قورة" قائلاً: "شباب مصر، الذين نراهن عليهم في بناء المستقبل، لا يجب أن يكونوا فريسة لمنتجين يسعون فقط للربح المادي على حساب الأخلاق والقيم، لقد جعلت هذه المسلسلات من الانحراف سلوكًا مقبولاً للشباب، فيما تغفل الجهات المعنية عن التدخل في الوقت المناسب لحماية عقولهم ومستقبلهم".
واختتم النائب حديثه بتحذير شديد اللهجة، داعيًا إلى اتخاذ خطوات جادة لمحاسبة كل من يساهم في تدمير هوية وقيم المجتمع المصري، مستشهداً بكلمات أمير الشعراء أحمد شوقي: "إِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ، فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا".