حفل تعذيب في القاهرة.. أب ينهي حياة ابنتيه بطريقة مروعة والدافع صادم

في شقة صغيرة بإحدى حارات حي الساحل الشعبي شمال القاهرة، ساد صمت ثقيل لا يقطعه سوى صوت خطوات الجيران المتسائلين، بعد أن انكشفت واحدة من أبشع الجرائم الأسرية التي حوّلت حياة طفلتين إلى فاجعة إنسانية مكتملة الأركان.
كان رجل أربعيني يعمل موظفًا حكوميًا يعيش مع ابنتيه الصغيرتين، اللتين بالكاد دخلتا عالم المراهقة، لكن مع تلقيه إخطارًا من المدرسة بفصلهما نتيجة الغياب المتكرر، تحوّل الأب من راعٍ ومسؤول إلى شخص غاب عنه كل إحساس.
لم يحاول الاستماع لهما أو فهم أسباب التقصير، بل غلَب عليه الغضب، واختار أن يُنزل بهما عقابًا مهينًا، وعلّقهما في المروحة، واستخدم خرطومًا في جلد أجسادهما الهزيلة، وأمعن في إذلالهما بحلق رأسيهما، ثم أشعل النار في بعض أجزائهما، في مشهد تقشعر له الأبدان، وبعد ساعات من التعذيب بلا رحمة، انتهت بفقدان الطفلتين الوعي ودخولهما في غيبوبة انتهت بالموت.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد حاول الأب التهرب من الجريمة بتحميل الوباء مسؤولية ما حدث، واتصل بأحد معارفه طالبًا مساعدته في استخراج شهادتي وفاة بدعوى الإصابة بفيروس كورونا، غير أن ملامح الفتاتين كانت كافية لإثارة الريبة في نفس الصديق، إذ لاحظ آثار عنف لا تخطئها العين على جسديهما، ما دفعه فورًا للتواصل مع الجهات المختصة دون تردد.
وبسرعة، تحرّكت الشرطة إلى موقع البلاغ، لتصطدم بمشهد يفوق التصور، إذ أظهرت المعاينة الأولية أن الطفلتين خضعتا لتعذيب وحشي دام لساعات، وقد أُلقي القبض على الوالد فورًا، ليُقر في وقت لاحق أن ما فعله لم يكن بدافع القتل، بل ظن أنه يؤدبهما بسبب طردهما من المدرسة، لكن غضبه تجاوزه حتى تحوّل إلى مأساة أنهت حياتيهما.
وقد باشرت النيابة العامة التحقيق مع المتهم البالغ من العمر 43 عامًا، وأمرت باحتجازه أربعة أيام على ذمة التحقيق، فيما لا تزال الحادثة تثير صدمةً عميقة في الرأي العام المصري.