عُمان تفتح أبواب الحوار.. لقاء أمريكي إيراني مباشر ينعش آمال الاستقرار

في خطوة حظيت بترحيب واسع، أبدى البرلمان العربي دعمه الكامل لانعقاد أولى الجولات التفاوضية المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإيرانية، والتي تستضيفها سلطنة عُمان، معتبرًا أن هذه المبادرة قد تمهد الطريق نحو مناخ إقليمي أكثر استقرارًا، وتفتح آفاقًا جديدة لتعزيز السلام العالمي.
وأشاد البرلمان بالدور المتزن الذي تلعبه سلطنة عمان، واصفًا إياها بأنها شريك موثوق في تقريب وجهات النظر، حيث أثبتت عبر هذه الاستضافة أنها تضع أمن المنطقة على رأس أولوياتها، وتدفع باستمرار نحو تخفيف التوترات المتصاعدة عبر بوابة الحوار والتفاهم المشترك.
وأكد البرلمان العربي في بيانه أن الاحتكام إلى الطرق الدبلوماسية هو الخيار الأسلم والأكثر نجاعة لمعالجة الأزمات المعقدة التي تشهدها الساحة الدولية، مشددًا على أن الانخراط في نقاشات مباشرة يُعد حجر الزاوية في التوصل إلى اتفاقات دائمة، ويجنب المنطقة سيناريوهات التصعيد المجهول النتائج.
وفي السياق ذاته، أعلن المبعوث الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن جلسات الحوار مع الوفد الإيراني جرت في أجواء إيجابية، دون الكشف عن تفاصيل محددة حول ما دار داخل القاعات المغلقة، وأكد ويتكوف أن القرار النهائي بشأن استئناف المفاوضات سيخضع لمراجعة داخل الإدارة الأمريكية، حرصًا على توافق شامل في الرؤية والخطوات القادمة.
وتعكس هذه التطورات رغبة الأطراف الفاعلة في إعادة ترتيب المشهد الإقليمي على أسس من التفاهم والثقة، بدلًا من الارتهان لخيار المواجهة الذي أثبت محدودية جدواه في إخماد النزاعات المتكررة.
وبينما لم تُكشف بعد النقاط التفصيلية التي نوقشت، فإن مجرد انعقاد هذه المحادثات المباشرة يبعث برسائل إيجابية مفادها أن السلام لم يعد مجرد شعار، بل احتمال واقعي تتحقق معالمه تدريجيًا.
في ظل التصعيد الذي خيّم على المنطقة مؤخرًا، تبرز أهمية ما تبذله سلطنة عمان من جهود استثنائية لإعادة ضبط بوصلة العلاقات الدولية، وتوظيف مكانتها المحايدة لتقريب وجهات النظر بين أطراف كانت حتى الأمس القريب على شفا مواجهة مفتوحة.