وصول كاسحة الجليد النووية “ياقوتيا” إلى ميناء مورمانسك

أقيمت في 13 ابريل مراسم رسمية في مقر المؤسسة الفيدرالية الروسية أتوم فلوت (إحدى مؤسسات روساتوم) احتفالًا بوصول كاسحة الجليد النووية العالمية الثالثة من الفئة التسلسلية “ياقوتيا” إلى مينائها الرئيسي في مورمانسك.
كانت السفينة قد رست في القاعدة البحرية لأتوم فلوت في الليلة السابقة، بعد رحلة استغرقت ستة أيام من مدينة سانت بطرسبرج.
وعن اطلاق كاسحة الجليد الجديدة، يقول ياكوف أنتونوف، نائب المدير العام لمؤسسة “أتوم فلوت: "كاسحة الجليد النووية ‘ياقوتيا’ جاهزة للعمل في مياه طريق بحر الشمال. نخطط لإطلاق أول رحلة تشغيلية منتظمة لها في 15 أبريل، حيث ستعمل في منطقة نهر الينيسي ببحر كارا. وفي الوقت الحالي، تقترب فترة تكوّن الجليد في هذه المنطقة من نهايتها، وستكون فرصة مثالية أمام السفينة لإظهار مزاياها التقنية الرئيسية: القوة، والقدرة على المناورة، والعمق المزدوج".
وخلال رحلتها من سانت بطرسبرج إلى مورمانسك، عبرت “ياقوتيا” البحار البلطيقية والشمالية والنرويجية والبارنتس، وقطعت مسافة 2,470 ميلًا بحريًا بمتوسط سرعة بلغ 16 عقدة.
ومن جانبه علق دميتري نيكيتين، قبطان سفينة “ياقوتيا: "إنها أول رحلة تشغيلية لي كقائد للسفينة. بالطبع هناك بعض التوتر حيال أداء السفينة في الجليد، فهذه مرحلة مهمة في تشغيلها، ولكنني أثق بفريقي. الفنيون على درجة عالية من الكفاءة، والملاحون لديهم خبرة ناجحة في الإبحار بين الجليد البحري وفي مصبات الأنهار. نحن فريق، وهذا يعني أننا سننجح".
وبمجرد الانتهاء من التجهيزات والتزويد بالمؤن اللازمة، ستتوجه السفينة نحو منطقة الينيسي في بحر كارا لتبدأ مهامها التشغيلية.
تم وضع حجر الأساس لسفينة “ياقوتيا” النووية التسلسلية العالمية في 26 مايو 2020 بأمر من مؤسسة روساتوم الحكومية، وتم تدشينها رسميًا في 22 نوفمبر 2022، بينما أقيمت مراسم رفع العلم الروسي عليها في 28 ديسمبر 2024.
المواصفات الفنية لكاسحة الجليد “ياقوتيا” – مشروع 22220:
• الطول: 173.3 متر (160 متر على خط الطفو)
• العرض: 34 متر (33 متر عند خط الطفو)
• ارتفاع الهيكل: 15.2 متر
• القدرة: 60 ميغاوات
• السرعة: 22 عقدة (في المياه الصافية)
• الغاطس: 10.5 / 9.03 متر
• القدرة على كسر الجليد: حتى 3 أمتار
• الإزاحة: 33،540 طن
• العمر التشغيلي المصمم: 40 سنة
• الطاقم: 54 فردًا
تجسد كاسحات الجليد النووية من مشروع 22220 الخبرات المتراكمة لبناة السفن والبحارة الروس. ويُعد تشغيل هذه السفن بكفاءة عاملاً حاسمًا في تطوير الملاحة المستدامة في مياه طريق بحر الشمال. بين عامي 2020 و2024، تم تشغيل كاسحات الجليد “أركتيكا”، “سيبير”، “أورال”، و”ياقوتيا”، وقد أثبتت جميعها توافقها مع المواصفات التقنية. كما أثبت مفاعل RITM-200، الذي يضم مولد بخار مدمج، كفاءته العالية.
شهد بناء هذه السفن استخدام حلول تقنية مبتكرة لم تُستخدم سابقًا على متن سفن نووية. وتم تجهيزها بوحدات مفاعل الجيل الجديد RITM-200، والتي صممها مهندسو روساتوم في مكتب تصميم “أفريكانتوف” بمدينة نيجني نوفغورود، بينما تولت شركة “زيو-بودولسك” التابعة لروساتوم، قرب موسكو، إنتاج المعدات الرئيسية للمفاعل وتسليمها.
تواصل روسيا تعزيز مكانتها كقوة قطبية رائدة. ويُعد أسطول كاسحات الجليد النووية ميزة تنافسية فريدة لروسيا في منطقة القطب الشمالي. ويتيح التقدم في التكنولوجيا والصناعة المحلية لروسيا استكشاف أراضي القطب الشمالي بشكل أكثر فاعلية وتطوير البنية التحتية لطريق بحر الشمال.
وتواصل روساتوم تطوير “طريق بحر الشمال الكبير” كونه ممرًا للنقل يربط بين سانت بطرسبرغ، كالينينغراد، وفلاديفوستوك. وتشير الأرقام إلى أن المشاريع الروسية في القطب الشمالي تتأقلم مع التحديات الجيوسياسية، وهو ما يتجلى في أرقام قياسية في حجم الشحنات. ففي عام 2024، بلغ حجم الشحن عبر الطريق 37.9 مليون طن، بزيادة تجاوزت 1.6 مليون طن مقارنة بعام 2023. كما تم تسجيل رقم قياسي في عدد الرحلات العابرة بلغ 92 رحلة، بالإضافة إلى رقم قياسي آخر في حمولة الشحنات العابرة التي تجاوزت 3 ملايين طن، بزيادة تقارب 1.5 مرة عن عام 2023.
ويتمثل التحدي الأبرز في السنوات المقبلة في ضمان الملاحة على مدار العام عبر هذا الطريق. ولهذا الغرض، يجري حاليًا بناء كاسحات جليد نووية جديدة بتكليف من روساتوم.
في الوقت الراهن، يتم بناء الكاسحة الرابعة “تشوكوتكا” والخامسة “لينينغراد” ضمن المشروع التسلسلي في حوض بناء السفن “بالتيك” JSC.
ومن المقرر أن يتم وضع حجر الأساس للسفينة السادسة “ستالينغراد” خلال هذا العام.
وفي يوليو 2020، بدأ تقطيع أول معدن لبناء كاسحة الجليد النووية الخارقة “ليدر” من مشروع 10510 في حوض “زفيزدا” في مدينة بولشوي كامين بمقاطعة بريمورسك. وتحمل السفينة الرائدة في هذا المشروع اسم “روسيا”.
وفي 20 ديسمبر، تم وضع حجر الأساس لسفينة الخدمة النووية متعددة المهام “فلاديمير فوروبيوف” من مشروع 22770 في حوض بناء السفن “بالتيك” JSC، والمقرر تشغيلها في عام 2029. وستتولى هذه السفينة تنفيذ كافة الأعمال المتعلقة بإعادة تزويد كاسحات الجليد النووية ومفاعل السفينة الرائدة “روسيا” بالوقود.