صلاح السعدنى آخر الحرافيش الكبار.. منحته الجماهير لقب ”العمدة”
كتب - احمد عادل
آخر الظواهر الفنية التى تستحق التوقف عندها والنظر إليها بشكل دقيق، آخر الحرافيش الكبار الذين برعوا فى رسم القوة والصرامة والتحدى على وجوه المصريين، فى أحيان كثير تقف اللغة عاجزة عن التعبير، لذلك نجد أنفسنا نطلق مفردات بعينها فى محاولة لوصف حالة إبداعية مميزة، فما بالك عندما يكون صاحب الحالة الإبداعية، أو لنكن أكثر دقة، التجلى الفنى هو الفنان المبدع صلاح السعدنى.
قدم صلاح السعدنى طوال تاريخه فنا يحاكى الشعر، وهذا ليس بغريب عليه، فهو ينسج كل تفاصيل شخصياته من روحه وتقديرى أنه كلما غرق فى حب الدور وتماهى معه يمنحنا أداء الحب والطمأنينة، فضلا عن أنه يملك شغف المعرفة وحب المغامرة والاكتشاف.
"السعدنى" قدم لنا أدواراً لن تنسى، وسنظل نتذكرها ونذكر بها أبناءنا وأحفادنا أيضا، وعلى سبيل المثال رائعة أسامة أنور عكاشة "ليالى الحلمية" بأجزائها الخمسة، التى تنافس فيها قطبا المسلسلات وثنائيها الرائع: يحيى الفخرانى فى دور الباشا سليم البدرى، وصلاح السعدنى فى دور الباشا الفلاح سليمان باشا غانم، والتى حاول البعض وقتها نسبها إلى الباشا محمود سليمان غنام باشا الذى كان وزيراً للتجارة والصناعة فى آخر حكومتين وفديتين تحت رئاسة النحاس باشا الأولى فى مايو 1942 والثانية فى يناير 1950، وبسبب دوره هذا منحته الجماهير عن حب لقب العمدة سليمان باشا.
ودوره الذى قدمه ببراعة وتفوق على النفس والروح، شخصية "حسن أرابيسك"، فى هذا المسلسل الرائع أيضاً الذى كتبه أبرع من قدم لنا المسلسلات، أسامة أنور عكاشة، وكأن أسامة عندما كتب "ليالى الحلمية" وكذلك "أرابيسك" كانت أمامه، على الورق صورة صلاح السعدنى، الذى حاول فى هذا الدور أن يعيد للحارة المصرية أخلاقياتها وسلوكياتها الرائعة بل إن "أرابيسك" كان يحاول أن يدق ناقوس الخطر بأن أى عمليات ترميم حتى ولو كانت فى ثوب التجميل لا فائدة منها بل لا بد من نسف التالف، من أساسه.