الكاتب الصحفى محمود نفادى يكتب ”لبوابة الدولة الاخبارية ” السودان وتمثيلية طرد أبوالفتوح!!
* تعجبت كما تعجب الكثيرون ليس فى مصر فقط بل فى عالمنا العربى والسودان بصفة خاصة لقرار السلطات السوادنية بطرد القيادى الاخوانى الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح ومنعه من دخول السودان وترحيلة على نفس الطائرة التى اقلتة للخرطوم بهدف تلبية دعوة للمشاركة فى الندوة الخاصة بمناقشة أفكار الاخوانى الراحل الدكتور حسن الترابى..
* ودعوة القيادى الاخوانى المطرود الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح جاءت من الأمين العام للمؤتمر الشعبى السودانى الدكتور ابراهيم السنوسى والمقرب من السلطات الحاكمة فى السودان وأيضا السلطات والأجهزة الأمنية السوادنية ممايؤكد ان دعوة ابوالفتوح جاءت بموافقة ومباركة تلك الأجهزة وليس دون علمها..
* وتحرك وسفر الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح القيادى الاخوانى للخرطوم لتلبية الدعوة لم يتم دون علم السلطات والأجهزة الآمنية المصرية والتى لم تفرض حظراً على سفرة خارج مصر وتنقلاتة بل أتاحت له الحرية الكاملة فى السفر والتنقل كما انها لم تطلب من السلطات الآمنية السودانية منعه وطردة والا كانت تلك السلطات السودانية أعلنت ذلك..
* فالقيادى الاخوانى المطرود عبدالمنعم ابوالفتوح تم طردة ومنعه من دخول السوادن بقرار منفرد من السلطات السوادنية وليس بقرار مشترك مع السلطات الآمنية المصرية ولعل أكبر دليل ان الجهات الرسمية فى مصر سواء السياسية أو الآمنية لم تصدر آى تصريحات بشأن عملية الطرد له واعادتة على نفس الطائرة ولم تعلن آى جهة مصرية ترحيبها بهذا القرار السودانى وتوجية الشكر للسطات الآمنية السودانية..
* والغريب ان قرار السلطات السودانية بطرد وابعاد القيادى الاخوانى عبدالمنعم ابوالفتوح جاء فى وقت تشهد فيه العلاقات المصرية- السودانية بعض التوترات بسبب صدور تصريحات سودانية هو جاء وغير مسئولة وبصفة خاصة حول قضية حلايب وشلاتين وان بعض الأوساط السودانية الرسمية قامت بتصعيد هذه التصريحات العدائية بشكل مستفز..
* والأغرب من ذلك ان قيادات الاخوان داخل السودان فسروا قرار الطرد بانه محاولة سوادنية لارضاء الجانب المصرى وتهدئة العلاقات المتوترة بين البلدين وان طرد القيادى الاخوانى يأتى فى اطار صفقة سودانية وهو ماظهر فى تعليقات وتصريحات ومقالات اخوان السودان سواء فى الصحف الموالية لهم أو شبكة التواصل الاجتماعى..
* وخيال اخوان السودان وأيضا الاخوان الهاربين من مصر ذهب الى عملية الربط بين زيارة مبعوث سودانى خاص لمصر ولقائة بالرئيس عبدالفتاح السيسى قبل أيام من عملية طرد ابوالفتوح فى محاولة للتأكيد على صحة خيالهم المريض بان السودان تقدم عربون محبة لمصر
ونسوا ان مصر كان بوسعها من الأساس منع ابوالفتوح من السفر وركوب الطائرة التى عاد بها دون الحاجة الى مساعدات أجهزة الآمن السودانية..
* والأكثر من ذلك ان السودان لم تقدم آى تعاون آمنى ملموس منذ ثورة يونيو2013 والتى أطاحت بحكم جماعة الاخوان الارهابية بعد ان اتخذت الجماعة السودان ممراً وجسراً آمنا لهروب غالبية قياداتها من مصر الى قطر وتركيا ودول آخرى ولم تبادر السلطات السودانية بتسليم بعض الهاربين والمقيمين حتى الآن فى اراضيها وفى الحماية الآمنية السودانية حتى تؤكد حسن النوايا الجادة لها..
* كما ان السودان لم تتخذ اجراءات جادة فى سبيل عملية تأمين الحدود المستركة مع مصر لوقف عمليات تهريب السلاح للعناصر الارهابية التى تتخذ من تلك الحدود ممراً آمنا لتهديد أمن مصر واستقرارها ونفس الأمر مع ليبيا التى قدمت العديد من الأدلة على تهريب السلاح للميلشيات الاخوانية والارهابية عبر الأراضى السودانية ولكن السلطات السودانية لم تتخذ أية اجراءات فعالة يمكن ان تدرج فى اطار الصفقة وليس قرار طرد ابوالفتوح..
* فقرار السلطات السودانية السياسية والآمنية بطرد القيادى الاخوانى ابوالفتوح ليس أكثر من تمثيلية سودانية لاتنطلى على المصريين خاصة ان ورقة ابوالفتوح بالنسبة لهم ورقة محروقة ولكن السودان أعدت هذه التمثيلية لكى تقدمها للعالم الخارجى وخاصة الادارة الأمريكية الجديدة برئاسة الرئيس ترامب وان مصر ليست فى حاجة كمثل هذه الهدايا السودانية.